مطالب بإزالة الثقافة السلبية ونظريات المناهج لإطلاق قدرات الشباب

مطالب بإزالة الثقافة السلبية ونظريات المناهج لإطلاق قدرات الشباب

طالبت ندوة الشباب والمرأة السعودية التي أقيمت أمس، ضمن الأنشطة الثقافية في مهرجان الجنادرية بأهمية إزالة الثقافة السلبية التي تؤثر في الشباب لمواجهة التحديات المستقبلية، في الوقت الذي شدد فيه الحضور على ضرورة توافر دراسات علمية تشمل جميع الجوانب لدى هذا العنصر في المجتمع، مع أهمية بناء سياسات وطنية قصيرة وطويلة المدى تختص بالشباب.
وخصصت ندوة قضايا المجتمع السعودي (المرأة.. الشباب.. التعليم: طموحات ومعوقات)، جزءا كبيرا من وقتها للنقاش حول أثر التطورات العالمية المؤثرة في الشباب، بيد أن الحضور رأوا أهمية بالغة لمراعاة العوامل المؤثرة محليا وعالميا في الشباب.
أدار الندوة الدكتور عبد الرحمن الحبيب باقتدار، في حين شارك فيها الدكتورة سلوى الخطيب، والدكتورة ميسون الدخيل، والدكتورة سهام الصويغ، والدكتور محمد الهرفي، والدكتور عبد الله العويسي.
تطرقت الدكتورة سلوى في بداية ورقتها إلى التغيرات الاجتماعية والاقتصادية وآثارها في الشباب السعودي، مستعرضة أهم عوامل التغير الداخلية والخارجية وانعكاساتها على هذا الجيل، وطالبت بأهمية استثمار القيم المتوافرة لدى الشباب لتعزيز تفاعلهم مع المجتمع وحمايتهم من الانحراف.
فيما أشارت الدكتورة ميسون الدخيل إلى ضرورة توافر دراسات علمية تشمل جميع الجوانب لدى الشباب، ونادت ببناء سياسات وطنية قصيرة وطويلة المدى تهتم بالشباب. في حين تناولت الدكتورة سهام التحديات التي تواجه تنمية المرأة، منوهة بقرارات خادم الحرمين الشريفين التي تدعم المرأة السعودية، بيد أنها طالبت بضرورة التوعية بالقوانين والأنظمة وإصدار التشريعات التي تسندها لأداء مهامها في خدمة المجتمع.
الدكتور محمد الهرفي أفرد جزءا كبيرا من ورقته للحديث عن السلبيات التي تواجه الشباب في هذا العصر، جراء التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وشدد على أهمية تهيئة الحلول اللازمة لهم من توفير الفرص الوظيفية، والسكن، والاستقرار الأسري.
من جانبه، لفت الدكتور عبد الله العويس النظر إلى التيارات الحديثة التي تتجاذب الشباب في هذا العصر، وتطرق إلى أثر الثقافة الشعبية في الشباب، مطالبا بوضع خطط علمية واستراتيجية لإزالة الثقافة السلبية وإعادة بناء الإنسان للتفاعل مع محيطه بكل إيجابية.
الدكتور الحبيب خلص إلى أن للبطالة دورا كبيرا في إثارة المشكلات للشباب، مشددا على أن ذلك يعود غالبا إلى التضارب والتضاد بين مخرجات التعليم العام وسوق العمل في المملكة، وطالب بضرورة إصلاح المناهج الدراسية واستبدال الطرق النظرية في التدريس بتنمية التفكير والإبداع لدى الجيل الجديد.
الندوة الثانية كانت بعنوان "العرب والقوى الإقليمية.. العرب وإيران.. محددات العلاقة ومستقبلها"، أعطى الدكتور بشير عبد الفتاح وهو كاتب وباحث في الشأن السياسي في جامعة القاهرة إشارات على طريقة التقارب ما بين العرب وإيران خلال ورقته التي أوضح فيها أن علاقة إيران بالعرب ليست بمعاملة واحدة وإنما تتنوع مع كل قطر ودولة على حدة، وأن العلاقة مع إيران تعاني أزمة ثقة تعود إلى عوامل قديمة منها تاريخي والآخر صراع طائفي.
وقال عبد الفتاح: "إن لدى إيران تشككا في انتقال ما يسمى بالربيع العربي إليها في إحياء الحركة الخضراء التي تهز المصداقية الثورية الإيرانية".
من جانبه، تطرق الدكتور صالح المشنوق أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية في لبنان إلى أربعة محاور فيما يخص علاقة العرب مع إيران تتمثل في مستقبل العلاقة مع إيران، والشراكة الحقيقية مع العرب، والعلاقة الاستراتيجية التي تربط العرب بإيران، وإيجاد التوازن العربي الصلب مع المشروع الإيراني. في ذات السياق، أوضح سيد عطا الله مهاجراني نائب مساعد رئيس الجمهورية الإيرانية سابقاً، خلال ورقته التي شارك بها في الندوة أن إيران ليست خصماً ولا عدواً للعرب، وأن لدى إيران مشروعها الذي تعمل من أجله في المنطقة، مطالباً في ذات السياق باغتنام الفرصة الحقيقية التي تجعل العلاقة مع إيران علاقةً طيبةً وجيدة. وفي نهاية الندوة تحدث عبد الخالق عبد الله أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات العربية المتحدة عن العلاقات السياسية الإيرانية الخليجية، وعلاقة دول مجلس التعاون الخليجي مع إيران في هذا الوقت الراهن وما استجد من أحداث، إضافة إلى مستقبل العلاقة بين دول مجلس التعاون وإيران. إثر ذلك فتح المجال لمداخلات الحضور، التي أجيب عنها من المشاركين في الندوة.

الأكثر قراءة