معلم فخار يجتذب الأطفال لمهنته بتدوين أسمائهم على الأواني

معلم فخار يجتذب الأطفال لمهنته بتدوين أسمائهم على الأواني

ليس عيبا أن تمتهن حرفة قديمة، ولكن العيب ألا تتطورها لتتماشى مع الحاضر والواقع'' بهذه الجملة الفلسفية بدا المعلم يوسف يحيى أبو لبن معلم الفخار السعودي في المدينة المنورة حديثه لـ ''الاقتصادية'' مكملا بأنه اكتسب مهنته عن والده يحيى سعيد أبو لبن، الذي اكتسبها أيضا عن والده، حيث إن هذه المهنة متوارثة في العائلة منذ أكثر من 200 سنة أبا عن جد, إلا أنه ابتكر طريقة لتطويرها بقراره رسم الأسماء والحروف على الفخار لتجذب الزوار والأطفال خاصة لشرائها.
ويقول أبو لبن إنه قديما كان ركنه لا يجد أي إقبال من قبل الشباب والأطفال ويمرون مرور الكرام عليه دون أن يقفوا ليلاحظوا كيفية صنع الفخار رغم أن هذا سبب اشتراكه في المهرجان، ولم يكن يتوقف عنده إلا كبار السن، الذين لا يمكثون طويلا، لأنهم في الأصل يملكون معلومات عن مراحل صنع الفخار, فقرر هذا العام، إضافة شيء مختلف وجديد يجذب الشباب والأطفال من خلاله، وهو كانت كتابة الأسماء على الفخار، وبالفعل نجحت الطريقة، حيث كان الكثير من الأطفال والشباب يتوقفون بركنه طويلا ليلاحظ كيف يصنع الفخار ويستفسر عن الصناعة حتى يأخذ الآنية الفخارية التي عليها اسمه أو اسم صديقه أو قريبه.
ويورد أبو لبن تاريخ صناعة الفخار، حيث يقول إنها ظهرت في العصر الحجري قبل أكثر من 8000 عام، وانتشرت في جميع بقاع الأرض، وعرفت في المملكة قبيل ظهور الإسلام، وفي المدينة المنورة تحديدا اشتهرت هذه الصناعة، حيث توارثتها الأجيال، وأصبح من واجبنا تعريف الأجيال الجديدة بتراثنا الشهير، مشيرا إلى أنه يشعر بالسعادة تغمره حين يعرف الأطفال ما هو الفخار؟ ومن أين يصنع ومراحله العشر؟ مؤكدا أن أكثر ما يميز الأطفال أسئلتهم الكثيرة والمليئة بالتفاصيل وحفظهم للمعلومة، وهو ما يعني أن صناعة الفخار ستجد الكثير من العارفين لكيفية صنعها ومراحلها التي تتكون من عشر مراحل تبدأ بتجميع التربة من وادي العقول في المدينة المنورة وتوضع كمية من التربة في حوض به ماء لتنقل بعد ذلك إلى حوض آخر عن طريق التصفية، وتترك لمدة 15 يوما حتى تجف، ومن ثم تنقل من الحوض وتغطى لمدة من أربعة إلى ستة أيام بعدها تدعس بالأقدام حتى تصبح متماسكة وتوضع على جهاز التصنيع، ويسمى الدولاب لعمل المنتج (وهو ما يشاهده الأطفال أمام أعينهم)، ومن ثم تترك في منطقة مكشوفة من يوم إلى ثلاثة أيام بحسب الهواء الخارجي، وترص في الفرن ليتم حرقها من ثلاث إلى ست ساعات، وبعدها تترك في الفرن لمدة يوم واحد حتى تبرد تماما، ليتم تنزيل الفخار وعرضه في الأسواق. ويضيف أنه على الرغم من صعوبة المراحل وتعددها إلا أن الأطفال كانوا شغوفين بتعلمها لدرجة أن بعض الأهالي سألوا إذا كانت تقدم دورات تدريبية لتعليم الفخار مفسرا الأمر بأنهم شعروا أن الأمر مسل لدرجة أنهم يكتبون أسماءهم أو العبارة التي يرغبون فيها، وتصبح خاصة بهم وحدهم، متوقعا في حال وجود مثل هذه الدورات أن يزيد عدد الفاخرجي لدينا فلو دربت ألف طالب مثلا سيكون هناك واحد منهم محترف لتلك المهنة، مؤكدا أن دولا كمصر وباكستان لديها الكثير من الفاخرجية بالرغم من أن منشأ المهنة نفسها كان لدينا في المملكة.

الأكثر قراءة