عبق القهوة العربية يثير اهتمام الغربيات.. وأم سعود تدربهن على إعدادها

عبق القهوة العربية يثير اهتمام الغربيات.. وأم سعود تدربهن على إعدادها

40 دلة يتم استهلاكها يوميا في ديوانية خاصة بالسيدات تقام في المهرجان الوطني للتراث والثقافة ''الجنادرية 27'' لأول مرة، ما جعل الدكتورة موضي البقمي رئيسة اللجنة النسائية في المهرجان تخطط لإقامة ديوانية للخليج وديوانية أخرى عربية في المهرجان المقبل.
هذا الركن الذي أقيم وسط الفعاليات النسائية اعتبرته الزائرات أشبه بالاستراحة، فهن يمكثن فيه بعد التجول للراحة وشرب القهوة وتبادل الأحاديث، وهو ما أعاد للزائرات الروح العربية القديمة والتي كانت تتمثل في نصب خيمة مفتوحة طوال الوقت لاستقبال الضيوف وتقديم القهوة و التمر. وهو ما جعل الكثيرات من الزائرات الأجنبيات يفضلن الجلوس فيها. وتشير البقمي إلى أن الديوانية ساعدت على التعارف بين الزائرات، إذ لم يكن هناك في السابق متسع لجلوس السيدات وتعارفهن، أما بوجود الخيمة فقد أصبح هناك مكان للراحة وتبادل الكلام للكثيرات، خاصة الأجانب الذين يتوقون للقهوة لأول مرة لدرجة أن عددا منهن كرر الزيارة للديوانية، بعد أن أحضرن صديقاتهن واعتبرنها أجمل ركن في ''الجنادرية''. كما التحقت بعضهن بورش لتعليم حرف كالسدو والسيراميك.
وتصنع القهوة التي سميت بقهوة ''أم سعود'' نسبة لمن تعدها، في وقتها ولا تحفظ في دلال جاهزة لكي يكون طعمها كما يجب أن تكون القهوة، إلا ان أكثر ما يفرح أم سعود عندما تسألها زائرة خاصة من الأجنبيات عن كيفية إعداد القهوة، فتشرحها أم سعود نظريا لهن أو تذهب بهن إلى ركن التجهيز لتريهن مكوناتها. وعن كيفية إعداد القهوة العربية قديما تقول إنها تشعل النار لتضع عليها ''المحماسة''، التي تحوي حبوب البن، ومن ثم يتم تحريكها جيدا بحيث لا تتركز النار على جانب واحد فتحترق. وتستمر بتحريكها حتى يتم الوصول إلى اللون المرغوب، كأن تكون شقراء فاتحة أو سمراء غامقة، ومن ثم يتم وضعها في ''النجر'' لطحنها جيدا، وإضافة الماء المغلي عليها في ''المطباخة'' وتترك لتغلي بهدوء. كما يطحن الهيل في ''النجر'' ويوضع في ''المبهارة'' الفارغة، إضافة إلى إبعاد ''المطباخة'' عن النار لتهدأ قليلا ومن ثم يتم صب القهوة على الهيل لتوضع مرة أخرى على النار حتى تغلي، وليس شرب القهوة فقط هو ما يطغى على فعاليات الديوانية بل تعليم تقاليد تقديم القهوة، حيث تعرف من تجلس في الديوانية أنه من غير اللائق أن تغادر أثناء تقديم القهوة وإنما عليها الانتظار لحين استقرارها في مكانها. وتقدم القهوة عادة للزائرة بعد السلام عليها، وإيجاد مكان مناسب لجلوسها، إذ يتم تقديم الفنجان باليد اليمنى وتتسلمها أيضا باليد نفسها، فضلا عن تعليمهن إشارات يستخدمها الضيوف للدلالة على أمور متعددة كهز الفنجان بعد الانتهاء من شرب القهوة كرمز للاكتفاء والشكر، إلى جانب شرب المضيف فنجانا من القهوة قبل أن يضيفها، وذلك كدليل على خلوها من أي مكروه. وتعليمهن أن الاعتذار عن شرب القهوة يعتبر من عدم الاحترام وقلة الواجب. وتقول ناعومي وينكلمان زائرة أمريكية: ''إن هذه الديوانية ساعدتها على التعرف على السيدات السعوديات عن قرب وعرفتها على نوع جديد من القهوة لم تكن تعرفه فعلى الرغم من انتشار الكابتشينو واللاتيه والقهوة الأمريكي والتركي والقهوة الفرنسية، إلا أن القهوة العربية لا يعرفها الكثيرون، خاصة أنها لا تقدم في محال القهوة العالمية، معتبرة هذا المكان من أفضل الأماكن التي رأتها لأنها تعرف الزائرات على العادات والتقاليد السعودية، وخلال جولتها قامت وينكلمان بالتقاط الكثير من الصور وما عرفته من تعاليم أن السيدة السعودية حريصة على أن تغير من الأحكام المسبقة أو الصورة الذهنية التي نشرها الإعلام الغربي، متمنية أن تتاح فرص لتأشيرات سياحية أو زيارة للأفراد، حيث إن مهرجانا كهذا يكون وجهة سياحية تجذبهن كأمريكيين، لأنهن يحببن التعرف على تقاليد وعادات الشعوب عن قرب. ومن المعروف أن لفناجين القهوة العربية مسميات عدة تعارف عليها أهل البادية، كفنجان ''الهيف''، الذي يشربه صاحب المجلس أمام ضيوفه لإثبات سلامة القهوة، وفنجان ''الضيف'' باعتباره يحل محل العيش والملح بين المضيف والضيف، و''الكيف'' الخاص بالتذوق والمزاج، إضافة إلى ''السيف''، الذي يلزم الضيف بالدفاع عن تلك العشيرة كونه بمثابة عهد بينهم ويدل على القوة والشرف.

الأكثر قراءة