رسالة الخطأ

Search is temporarily unavailable. If the problem persists, please contact the site administrator.


ما بين طيران الإمارات وقطر

طيران الإمارات ناقلة عالمية استطاعت خلال فترة زمنية قصيرة أن تكون ضمن الناقلات الجوية العملاقة ومن أفضلها جودة على مستوى العالم، كما أنها لعبت دورا رائدا في نجاح نموذج دبي كمدينة أعمال عالمية المواصفات تتربع في منتصف العالم وعلى مسافات متساوية من سكان الكرة الأرضية. تمر دبي اليوم باشتداد وطأة الديون التي تزيد على 100 مليار دولار وحلول فوائدها التي تزيد كثيرا على العوائد الإجمالية لهذه الإمارة شحيحة الموارد الطبيعية. مجموعة الإمارات ــــ الكيان الحكومي المالك لخطوط طيران الإمارات ومطار دبي ــــ من الروافد الرابحة في دبي ويعول عليها، مع عدد محدود من الكيانات التجارية، في الخروج من أزمة الديون العميقة، بعد أرباح غير مسبوقة تجاوزت المليار دولار في سنتها المالية الماضية، ستكون السنة المالية الحالية صعبة على طيران الإمارات لأسباب أهمها: استمرار الكساد العالمي وأزمة دبي نفسها والمنافسة الممزوجة بالغيرة من ناقلات مجاورة تحاول نسخ نموذج دبي رغم أن المنطقة لا تتحمل إلا نموذجا واحدا. الإدارة المحترفة التي تقود طيران الإمارات تعرف أكثر من منافسيها كيفية الدخول في الأسواق الناشئة والفوز بحصة مجزية، كما أنها تجيد التعامل مع الاتفاقيات الثنائية من خلال الميزة المضافة للمسافر من التوقف في دبي. ما حصل لطيران الإمارات في قطر الأسبوع الماضي والمتمثل في إيقاف برنامجها الترويجي لعذر غريب، يعكس حساسية المناخ الاستثماري في دول مجلس التعاون الخليجي. طيران الإمارات تدرك أهمية السوق القطرية خاصة عوائد درجة الأعمال والأولى، كما أن استدراج القطريين لدبي يعني عوائد أساسية كبيرة نظرا للإنفاق العالي من مواطني دولة يتجاوز متوسط دخلهم من الناتج القومي 100 ألف دولار في السنة. الطريقة التي أوقفت بها حملة طيران الإمارات تدل على تحور المنافسة بين الناقلتين إلى بوادر حرب تجارية لن تكون في صالح طيران الإمارات رغم تفوقها النوعي، وإنما في صالح الخطوط القطرية لأنها ذات النفس الأطول. فطيران الإمارات لديها طلبيات من الطائرات بنحو 15 مليار دولار وأي تأثير في هامش ربحيتها المستقبلي الذي خططت له سيزيد من الصعوبات المالية التي تواجهها إمارة دبي. خروج المنافسات التجارية من ردائها الأبيض في الكيانات التجارية الخليجية الكبرى لن يأتي بخير وسيؤثر حتما في الترابط القوي بين دول مجلس التعاون.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي