تغريدات الشك

حكاية زماننا، ومحرك قضايانا، ومكان اجتماعنا شبكة التواصل الاجتماعي تويتر، المكان الذي لا يكاد يخلو مجلس من ذكر ما يحدث في دهاليزه من تغريدات مرتادي الشبكة.

تويتر استطاع وبجدارة أن يلغي المسافات الطوال التي تفصل فيما بيننا، وجعل أخبارنا أسرع تنقلا، وجمع القلوب ذات الاتجاه الموحد، وقارب بين المتضادين وجعلهما في مواجهة مباشرة أقرب من ذي قبل، وكشف لنا العديد من قضايا المجتمع من مخالفات وإفساد.

واجهت في تويتر العديد من قضايا الخلاف الفكري، ووقفت على أكثر من قضية يختلف فيها أصحاب الاتجاه الموحد على تفاصيل دقيقة في قضيتهم. إلا أني صدمت حين وجدت البعض ذهبت به أفكاره ومداركه للقدح والتشكيك في حدود الله سبحانه، والشك في ذات الله جل وعلا، والتطاول على تفاصيل ديننا الحنيف، والقدح تطاولا في سيد البشر نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.

فحين برزت التغريدة الأكثر شهرة من الكاتب الشاب حمزة كاشغري نسأل الله له الهداية والثبات على ما توجه به من توبة لله، قلت أن هذا العمل لا يعدو ثورة من أبحر في قراءاته، فغرق في لجج الشك وعبر عن ذلك كحالة فردية لا تستدعي الخوف. إلا أن هذه التغريدة كانت ستارا كشفت لنا تطبيعا لعقول شباب أمتنا أوصله لمرحلة الشك في الله سبحانه أو التطاول على نبينا عليه الصلاة والسلام أو ما جاء به من تعاليم وشرع.

تغريدة حمزة كشفت لنا تغريدات أكثر حدة كقول أحدهم "الشك في الله ظاهرة صحية" وأعوذ بالله من قول كهذا القول، وأيضا لا أنسى تغريدة لإحدى الأخوات, التي تجد أن سب الدين لا يعتبر انتقاصا في الدين، بل هو من ضرب من ضروب الحرية في الرأي. وهذه ليست سوى أمثلة مبسطة لتغريدات في نفس هذا المدار الذي ينبئ عن اختراق لفكر الأمة الإسلامية.

فحين نصل لمرحلة الشك بالله سبحانه، أو التطاول على الأنبياء عليهم السلام، أو سب الدين أو بعض ما جاء به الدين، فماذا يبقى لنا إذا؟.

الله سبحانه هو خالقنا، أرسل الأنبياء مبشرين ومنذرين، وختم رسالاته السماوية على يد محمد صل الله عليه وسلم بالدين الإسلامي. كيف يجرؤ أحدنا على التشكيك في هذه الحدود أو التطاول عليها. وكيف لعاقل أن يبرر لمن يرتكب مثل هذه الحماقات أو يلوم ثورة الثائرين دون الحدود التي لا تقبل أي مساس بها.

بحق وصلت بنا بعض التغريدات لمستوى هابط من الطرح، وأملي في الله سبحانه أن يصلح من شأننا ويعود كل مخطئ إلى رشده. فكلما اقتربنا من الله في حديثنا كنا إلى بعضنا أقرب، ولن نكون أقرب مادمنا في مرحلة الشك حول أمر لا يقبل الشك.وعلى القائمين على تطبيق شرع الله أن لا يتهاونوا في حق مخطئ لامس الثوابت التي لا تقبل الخلاف.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي