وباء الإيدز.. 40 مليون مصاب.. والسعودية الأقل عالميا

وباء الإيدز.. 40 مليون مصاب.. والسعودية الأقل عالميا
وباء الإيدز.. 40 مليون مصاب.. والسعودية الأقل عالميا

يحدث نتيجة الإصابة بفيروس يعرف باسم فيروس العوز المناعي البشري، لكن لا يعرف من أين أتى هذا الفيروس. وكلما اكتشفت حقائق جديدة حول الفيروس، كلما أصبحت الإجابة عن هذا السؤال أكثر تعقيداً.

لكن هذا النوع من الأسئلة لم يعد له أهمية حقيقية ولن يساعد على الجهود المبذولة لمكافحة الوباء، والأهم هو إدراك حقيقة أن الفيروس موجود في جميع البلدان، وأن هناك حاجة إلى تحديد أفضل السبل للوقاية من انتشاره.. إنه وباء مرض الإيدز الذي اكتشف أول مرة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1981.

الوضع العالمي

وتشير تقديرات المنظمة وبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة الإيدز، إلى أن عدد المعايشين للإيدز والعدوى بفيروسه عالمياً، يصل إلى نحو 40 مليون شخص، بينهم أكثر من 2.2 مليون من الأطفال، ففي كل يوم يصاب أكثر من 13 ألف شخص بالفيروس ويموت نحو ثمانية آلاف آخرون جراء الإيدز. وهناك أكثر من ثمانية ملايين شخص مصاب بمرض الإيدز وتصل التقديرات في إقليم شرق المتوسط إلى نحو 710 آلاف مصاب.

من جهتها، أكدت المنظمة الطبية الإنسانية الدولية (أطباء بلا حدود) التي تقدم حالياً العلاج المضاد للفيروسات الرجعية إلى 170 ألف مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) في 19 بلداً، أنه في الوقت الذي أثبت فيه العلم أن علاج الإيدز يقلص معدلات انتقال فيروس نقص المناعة البشرية بنسبة 96 في المائة، بات من اللازم على حكومات مختلف بلدان العالم، أن تتفق على إدراج تسعة ملايين شخص في برامج العلاج على مدى الأربع سنوات القادمة.

ووفقاً للبحوث التي أعدها برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية، فإن توسيع نطاق العلاج يمكن أن يجنب إصابة 12 مليون شخص بالفيروس، إضافة إلى منع وفاة أكثر من سبعة ملايين شخص بحلول عام 2020.

ومن الممكن أن يقلل أيضاً عدد الإصابات الجديدة إلى أكثر من النصف بحلول عام 2015. وسيتطلب هذا الأمر توفير تمويل إضافي بقيمة ستة مليارات دولار كل عام إلى عام 2015.

الوضع المحلي

تؤكد وزارة الصحة أن المملكة تعتبر من الدول ذات الوبائية المنخفضة بمعدل إصابة ثلاثة لكل عشرة آلاف من البالغين وهي بذلك تعتبر أقل وبائية من المنطقة، حيث بلغ العدد الإجمالي التراكمي للحالات المكتشفة لمرض الإيدز في المملكة منذ عام 1984 حتى نهاية العام 2010، 16334 حالة منها 4458 بين السعوديين و11876 لغير السعوديين. وقد بلغ عدد الحالات المكتشفة لمرض الإيدز خلال عام 2010، 1121 حالة، منها 439 بين السعوديين و682 لغير السعوديين.
وتمثل العلاقات الجنسية 93 في المائة من طرق انتقال العدوى، ثم تعاطي المخدرات بالحقن 5 في المائة، ومن الأم المصابة للجنين 2 في المائة من الحالات المكتشفة بين السعوديين للعام 2010.

#2#

استراتيجية شاملة

ولمواجهة هذا المرض تنفذ وزارة الصحة استراتيجية شاملة تهدف لخفض الإصابات والوفيات ومحاربة الوصمة والتمييز وتوفير الرعاية الطبية والدعم النفسي والمادي للمصابين وأسرهم، وذلك من خلال إتاحة الخدمات الوقائية والعلاجية الخاصة بالإيدز.

الخدمات الوقائية

وتتمثل الخدمات الوقائية التي تقدم للمرضى في إتاحة خدمات المشورة والتواصل لتعديل السلوكيات التي تؤدي إلى انتشار العدوى، حيث تم افتتاح 20 مركزاً للمشورة بكافة مناطق ومحافظات المملكة بما فيها المنطقة الشرقية، كما تم تدشين خمسة مراكز متنقلة للمشورة والفحص الطوعي في الرياض، المدينة المنورة، الدمام، وجازان. وتم تزويد هذه المراكز بالأجهزة اللازمة لعملها.

وهناك تنسيق بين وزارة الصحة والقطاعات غير الصحية ذات الصلة بالعوامل والمحددات المرتبطة بانتقال عدوى الإيدز مثل: (التربية والتعليم، الإعلام، الشؤون الإسلامية، الداخلية، الخارجية، العمل، الشباب والرياضة والمجتمع المدني، والجمعيات الخيرية والطوعية) لتنفيذ برامج وقائية وسلوكية وتربوية وتوعوية، وبرامج الرعاية والدعم النفسي والاجتماعي.

وتحرص المملكة على إتاحة برامج التوعية لكافة فئات المجتمع، وللفئات الأكثر عرضة بصفة خاصة. ومنع وفادة المرض من الخارج من خلال فحص العمالة والوافدة قبل وبعد وأثناء إقامتها في المملكة وإتاحة البرامج التوعية والتثقيفية للمسافرين للخارج وكذلك الحد من انتشار العدوى من الأمهات الحوامل إلى الأطفال ومكافحة العدوى داخل المؤسسات الصحية وضمان سلامة الدم المنقول.

الخدمات العلاجية

أما الخدمات العلاجية فإنها تتمثل في توفير أحدث الأجهزة والمعدات والتكنولوجيا لتشخيص الإصابة بعدوى فيروس الإيدز ومتابعة المصابين بصورة منتظمة وتوفير أحدث الأدوية والعقاقير الخاصة بعلاج الإيدز، حيث تكلف أدوية الإيدز نحو عشرة ملايين ريال سنوياً، وتوفير الأدوية الخاصة بمعالجة الأمراض المصاحبة من خلال مراكز علاجية متخصصة بكل من الرياض وجدة والدمام والأحساء والمدينة المنورة وجازان وعسير، وتقديم الدعم النفسي والمادي والاجتماعي للمصابين وأسرهم من خلال جمعيات طوعية خاصة بالإيدز بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية.

كيف ينتشر فيروس الإيدز؟

يمكن لفيروس الإيدز أن يسري بين البشر من خلال الاتصال الجنسي غير المحمي (المهبلي أو الشرجي) أو عن طريق ممارسة الجنس الفموي مع شخص يحمل الفيروس؛ وعمليات نقل الدم الملوّث بالفيروس؛ أو تبادل إبر أو محاقن أو أدوات حادّة أخرى ملوّثة بالفيروس. وقد ينتقل الفيروس أيضاً من الأمّ إلى طفلها أثناء فترة الحمل أو عند الولادة أو خلال الرضاعة.

كم تستغرق الفترة الفاصلة بين إصابة المرء بفيروس الإيدز وظهور أعراض المرض عليه؟
تختلف هذه الفترة اختلافاً كبيراً من شخص لآخر.

وتظهر على معظم حاملي الفيروس، إذا ما بقوا دون علاج، أعراض مرضية لها علاقة بالفيروس في غضون 5 إلى 10 أعوام. غير أنّ الفترة الفاصلة بين اكتساب الفيروس وتشخيص المرض قد تستغرق عشرة أعوام إلى 15 عاماً، أو أكثر من ذلك في بعض الأحيان. وبإمكان المعالجة بالأدوية المضادة للفيروسات القهرية إبطاء تطوّر المرض بتخفيف العبء الفيروسي لدى حاملي الفيروس.

الأكثر قراءة