مزاد «الحري» يجذب هواة اقتناء الأغنام النادرة في العاصمة
شهدت الرياض مزادا للأغنام من نوع "حري"، شارك فيه عدد من هواه اقتناء الأنواع النادرة من الضأن. وقد كان الحضور لافتا على الرغم من أنها المرة الأولى التي يقام فيها مزاد للأغنام "الحري" خارج أراضي المنطقتين الغربية والجنوبية.
وعرض المزاد الذي نظم لمدة يومين (الخميس والجمعة الماضيين) على طريق الدمام شرقي الرياض وحضره من داخل الرياض وخارجها هواة أغنام "حري" ذات المواصفات الإنتاجية النادرة، أو كما يصفها الكثير من المهتمين بـ "المزاين". وقد بلغ إجمالي مبيعات المزاد أكثر من 150 ألف ريال لعدد قليل من الأغنام المعروضة.
#2#
وقد اعتبر متعاملون في سوق المزاد الإقبال متوسطا في اليوم الأول، لكن تضاعف عدد الحضور في اليوم التالي الذي شهد مبيعات قوية وبأسعار متفاوتة ابتدأت من ثلاثة آلاف ريال للرأس حتى 15 ألف ريال.
وقد تم بيع عدد من الأغنام، فيما امتنع البعض عن البيع بحجة أن الأسعار منخفضة، وأن أغنامهم تستحق أسعارا أكثر من ذلك، بسبب مواصفاتها النادرة والجيدة والتي قد تسهم بشكل كبير في تحسين هذا النوع من السلالة.
''الاقتصادية'' حضرت المزاد وسألت أبو سعود العتيبي - مسؤول عن تنظيم المزاد - ليؤكد بقوله: "لقد تم الترتيب لإقامة هذا المزاد منذ وقت طويل، حيث تم التنسيق مع ملاك الأغنام الحرية في الرياض وهم قلة، وآخرون من الطائف، جدة، ومكة المكرمة، وقد بادروا بإرسال بعض من أغنامهم النادرة ذات الصفات المتميزة لعرضها في هذا المزاد ورغبة في نقل سلالات هذه الأنواع من الأغنام إلى المنطقة الوسطى وتوسيع دائرة هواة هذا الصنف".
وفيما اعترف أبو سعود بأن الحضور لم يكن بالمستوى الذي كان يتوقعه، إلا أنه حمّل بعد المسافة وكذلك حالة الطقس أسباب ذلك، لكنه يرى أن الحضور والمشاركة في فعاليات المزاد كانت جيدة، كما كانت الأسعار معقولة - على حد وصفه - "إن الأسعار تعد تشجيعية للراغبين في الدخول في اقتناء وتربية هذا النوع من الأغنام في الرياض".
#3#
وأشار العتيبي إلى أن "الحرية" هي سلالة لأغنام الجزيرة العربية، وقد سميت بهذا الاسم نسبةّ للحرات وهي أماكن تواجدها امتدادا من حرة عشيرة شمال الطائف حتى حرة المدينة المنورة، ولها موصفات عامة، فهي أغنام رعوية من الدرجة الأولى وتستهلك القليل من الأعلاف مقارنة بغيرها من أنواع الأغنام الأخرى، إضافة إلى سرعة نموها وكثرة إنتاجها، إلى جانب مناسبتها للظروف الصحراوية وتحملها للحر والبرد معا.
وتعد الأغنام الحرية أيضا أكثر قوة في تحمل الأمراض، وتميزها في حسن رعايتها لصغارها "الطليان"، حيث تلد وترضع صغارها دون مساعدة، فضلا عن لذة طعم لحومها وألبانها، كما لا تحتاج إلى تجهيزات مكلفة في تربيتها.
ولفت العتيبي إلى أن الموصفات التي يبحث عنها مربو "الحرية" وخاصة في الفحول، هو أن يكون الرأس ضخماً وهي صفة عامة في الفحول مع وجود "عكفة" في أنفه ويكون عريض "المشرب"، وطويل اللحي، وتكون الأذن متوسطة الطول مع عرضها قليلاً، ويكون رأس الأذن على شكل نصف دائرة ولا يكون كالرمح، وأن تكون الرقبة طويلة متوسطة الضخامة مع خلو مقدمتها من الشعر، وأن يكون الظهر عريضاً ومرتفعا ومتناسقا، وأن يكون الجنب طويلاً مع اتساع الصدر، وأن يكون الطرف أو الذيل مستديراً على حد "العراقيب"، وأن تكون "الشاكلة" كبيرة خالية من الشعر، وتدل عل ضخامة المؤخرة، وأن يكون الفحل مرتفعا بشكل عام ومتين العظم، وأن يكون النحر واسعاً خالياً من الشعر.
وقال العتيبي: "إن من المواصفات الجميلة في الفحول "الوبرة" وهي من صفات الفحل الصنف المميزة ولها أهمية كبيرة في نظر أهل الصنف، حيث لابد أن تكون الشعرة كثيفة متراصة قطنية شديدة البياض".
وذكر العتيبي أن أكثر ما اجتذب الجمهور للمزاد هو وجود أسماء بارزة في إنتاج وتربية هذا النوع من الأغنام على مستوى المملكة، كما بلغ عدد الرؤوس المشاركة في المزاد أكثر من 70 رأسا، وأن هناك مزايدات لبعض الأغنام التي رفض أصحابها بيعها، على اعتبار أن المواصفات التي تميزت بها تستحق أكثر من ذلك.
وثمن لمن ساهم من مربي الأغنام الحرية في إنجاح هذا المزاد، وهو ما كان واضحا، حيث بدأ أصحاب الحلال بالمشاركة في جلب أطيب حلالهم وتعاونهم الملموس.