اضطرابات النوم تهدّد 3 من كل 10 سعوديين بأمراض خطيرة

اضطرابات النوم تهدّد 3 من كل 10 سعوديين بأمراض خطيرة

تختلف عادات النوم من شعب إلى آخر ومن منطقة لأخرى، وهناك عوامل كثيرة تشكل هذه العادات، ويعود الكثير منها إلى الثقافة السائدة في المنطقة، والعرف السائد وكذلك التقاليد، ويلعب المناخ ودرجات الحرارة عاملاً مهماً في تكوين تلك العادات. والمجتمع السعودي كمجتمع مسلم، تفرض عليه معتقداته بعض الأمور التي قد تشكل عادات النوم لدى الناس، بسبب الالتزام بمواعيد الصلاة، كما أن حرارة الجو تؤثر في مواعيد النوم والاستيقاظ، فيقل النشاط في فترة الظهيرة والعصر، ويزداد في فترتي المساء، وخلال السنوات العشر الماضية أصبح السهر ظاهرة واضحة في المجتمع السعودي، وقد يكون لبعض الأمور التي استجدت على المجتمع دور في ذلك، كظهور عدد كبير من القنوات الفضائية وكثرة الاستراحات والمقاهي، كل ذلك أثر بشكل كبير في عادات النوم لدى الناس بمختلف أعمارهم وخلفياتهم العملية والثقافية.
وتنتشر اضطرابات النوم بين المجتمعات على شكل مجموعة من الأمراض وتتسبب في الكثير من المضاعفات الخطيرة مثل ضعف الجهاز المناعي، ظهور أمراض القلب والدورة الدموية، وارتباط ذلك ببعض أنواع السرطان، كما تتسبب قلة ساعات النوم في الكثير من حوادث السيارات والحوادث المهنية.
وقد أظهرت دراسة نشرت أخيرا (2011) وتعنى بواقع ممارسة طب النوم في المملكة والمشكلات والتحديات التي تواجه هذا الفرع الجديد من علوم الطب. إن الإحصاءات أظهرت أن ثلاثة من كل عشرة سعوديين وأربعة من كل عشر سعوديات أكثر عرضة ولديهم القابلية للإصابة بانقطاع النفس الانسدادي النومي OSA. كما أشارت الدراسة إلى أن 56 في المائة من المرضى المنومين في أقسام عناية القلب لديهم مرض انقطاع النفس الانسدادي النومي OSA. وذكرت الدراسة أن السمنة من أهم عوامل الخطورة لحدوث اضطرابات النوم خصوصاً بين النساء، حيث تأكد أن عدد النساء المحولات لمراكز علاج اضطرابات النوم كان أكثر من الرجال؛ وكن أكبر عمراً وأكثر سمنة ومصابات بالأرق أكثر من غيرهن.
كما قدرت الدراسة فترة أكثر من عشر سنوات كمتوسط الزمن بين ظهور أعراض مرض انقطاع النفس الانسدادي النومي وتحويل المريض لمركز علاج اضطرابات النوم خصوصاً النساء، مما يدل على أن مثل هذه الأمراض لم تُدرك ولم تشخص في المجتمع بشكل كامل، ويؤدي ذلك دائماً إلى تأخر التشخيص والعلاج حسب رأي الباحث الذي قام بالدراسة.
وأضافت الدراسة أن أهم العقبات التي تواجه ممارسة طب النوم في المملكة تتمثل في قلة عدد الإخصائيين المؤهلين والمدربين والذين تصل أعدادهم إلى نحو 19 متخصصا فقط في عدد قليل من المستشفيات، ويتركزون في المدن الثلاث الرئيسة في السعودية. وأشارت إلى أن هذا العدد يعتبر قليلا مقارنة بحجم الدولة وتعداد السكان، كما أكدت الدراسة أن قلة النقنيين المتخصصين في اضطرابات النوم تعتبر العقبة الأخرى التي تواجه هذا التخصص في السعودية، وأن المسح الوطني الذي تم إجراؤه في السعودية كشف أن 80 في المائة من المستشفيات التي شاركت في المسح أقرت بمعاناتها من قلة التقنيين المدربين الذين بإمكانهم أداء بعض الفحوص المتعددة القياسات لاضطرابات النوم. ولفتت الدراسة إلى أهمية برامج التدريب الرسمية للتقنيين في هذا المجال، وإقامة ورش العمل المكثفة لرفع مهارات العاملين تعتبر أفضل الحلول للتغلب على هذه المشكلة. وأضافت الدراسة أن ضعف المعرفة والتوجه لدى الممارسين الصحيين والعامة تعتبر ثالث العقبات التي تقف أمام الممارسة الصحيحة لهذا النوع من الطب، حيث ذكرت الدراسة أن معلومات الأطباء الممارسين وتحديداً العاملين في مراكز الرعاية الصحية الأولية عن اضطرابات النوم محدودة، كما الكثير من العامة يعتبرون مشكلات اضطرابات النوم هي مشكلة طبيعية وليست صحية تحتاج إلى علاج. وأشارت الدراسة إلى أن هناك العديد من الممارسين الصحيين عاجزين عن إقناع المرضى لتغيير عادات النوم لديهم وإتباع نمط نوم صحي.

الأكثر قراءة