السعوديات يمشين 5 آلاف خطوة يومياً
من المعروف علمياً أن النشاط البدني يقلل خطر الإصابة ببعض الأخطار الطبية ويسهم في تحسين الصحة العامة للإنسان، وقد اعتبرت منظمة الصحة العالمية انعدام النشاط البدني واحداً من الأسباب المؤدية للوفاة والإعاقة، كما أن قلة النشاط البدني يقود إلى الإصابة بالأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم، وداء السكري والسمنة.
إلا أن دراسة حديثة أجرتها الباحثتان إيناس العيسى وهناء السبيل من جامعة الملك سعود ونشرت مطلع العام الجاري على 161 من النساء والفتيات السعوديات متوسط أعمارهن 26 سنة يزيد أو ينقص بمقدار سبع سنوات، أظهرت أن مستوى النشاط البدني عند السعوديات منخفض ولا يصل إلى المستوى المتعارف عليه علمياً والذي يمكن معه تحقيق فوائد ممارسة النشاط البدني. حيث قامت الدراسة بقياس عدد الخطوات اليومية لأفراد العينة بطريقة علمية ووجدت أن متوسط ما تقطعه المرأة السعودية يومياً 5114 خطوة قد تزيد أو تنقص بمقدار 2213 خطوة حسبما دونت نتائج الدراسة. ويعتبر هذا الرقم متواضعاً جداً أمام المستوى العالمي الذي تتخذه أغلبية الدول والمنظمات الصحية وهو عشرة آلاف خطوة يومياً مطلوبة لتحقيق النتائج الصحية المرجوة من النشاط البدني. واعتبرت الدراسة أن هذا المستوى من النشاط البدني عند الفتيات السعوديات (5114 ± 2213 خطوة يومياً) لم يتم تسجيله في مثل هذا العمر إطلاقاً، بل على العكس فإنه يحاكي مستوى النشاط البدني عند كبار السن ممن هم في عمر 65 سنة فما فوق! كما ذكرت الدراسة أنه حتى في دول الخليج المجاورة فإن مستوى النشاط البدني عند النساء يقل عنه عند الرجال حيث يقوم 39-42 في المائة من الرجال بنشاط بدني كافٍ، في حين أن فقط 26- 28 في المائة من النساء يقمن به في دول الخليج.
وأكدت الدراسة أن السبب في تدني مستوى النشاط البدني عند النساء خاصة يرجع في الحقيقة إلى عوامل متعددة تؤثر في تبني وممارسة النشاط وأهمها – في رأي الدراسة - العوامل الثقافية والاجتماعية. حيث أظهرت الدراسة أن مستوى النشاط البدني في أي مجتمع يتأثر بشكل كبير بالمعتقدات الصحية لذلك المجتمع ونظرته لأهمية النشاط، والحالة النفس - اجتماعية للفرد إضافة إلى الفعالية الذاتية التي هي إيمان الفرد وقدرته على التغلب على العوائق وعوامل القلق التي تحد من رفع مستوى النشاط البدني.
ولأن الأبحاث التي أجريت على النشاط البدني وممارسته في السعودية كان أغلبها على عينات من الرجال أو المراهقين وصغار السن، فقد اقترحت الدراسة المذكورة أخذ الجنس في الاعتبار عند تصميم برامج تعزيز ورفع مستوى النشاط البدني، وذكرت الدراسة أن المرأة ممنوعة من قيادة السيارة في المملكة ويتطلب وجود المحرم معها عند خروجها من المنزل، وأنها تعاني العديد من المعوقات التي تحد من تحركاتها خارج البيت، كما تعاني قلة فرص حضورها للأندية الرياضية والصحية. كل هذه العوامل الثقافية والاجتماعية تسهم في منع أو تقليل نشاط المرأة البدني بحسب الدراسة.
ولقياس المعتقدات الصحية فقد قسمت الدراسة عوامل التحكم في الصحة إلى عوامل داخلية تنبع من ذات الفرد وعوامل خارجية يتم التحكم فيها بصحة الفرد من أطراف خارجية كالأسرة والأصحاب التي تؤثر في المعتقدات الصحية للفرد.
ووجدت الدراسة أن عوامل التحكم الداخلية موجودة في العينة بشكل أعلى من عوامل التحكم الخارجية، إلا أن أكثر عامل يرتبط إيجابياً بمستوى النشاط البدني هو الفعالية الذاتية، حيث كان معامل الارتباط 0،75 وهو رقم يعتبر عاليا نسبياً إذا عرفنا أن قمة الارتباط بين عاملين هو 1، ويرتبط مستوى النشاط البدني بعوامل التحكم الداخلية بنسبة 0،42 فيما يرتبط عكسياً بنسبة 0،35 مع عوامل التحكم الخارجية.
وأوصت الدراسة بضرورة أخذ العوامل الثقافية والاجتماعية والصفات الشخصية في الاعتبار عند تصميم برامج تعزيز النشاط البدني، ورفع الوعي بشأنه بين شرائح المجتمع المختلفة.