تداول الأوراق النقدية يزيد انتشار الأمراض المعدية

تداول الأوراق النقدية يزيد انتشار الأمراض المعدية

تستخدَم العملة الورقية النقدية في التعاملات اليومية للسلع والخدمات، وأثبتت الدراسات أن تداول العملة الورقية من شخص لآخر يحمل في طياته إمكانية نشر الكائنات الحية الدقيقة. فإذا تلوثت هذه الأوراق بالبكتيريا المُمْرِضة فإن معدل الإصابات والوفيات نتيجة لهذا التلوث سيستمر في الارتفاع.
وأظهرت نتائج اختبارات حصلت ''الاقتصادية'' عليها وأجرتها باحثتان من جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، أن نحو 72 في المائة من ورق العملات النقدية المتداولة محلياً ملوثة بأنواع متعددة من البكتيريا والفطريات، ودعم نتائجهما خبير في مجال المختبرات في وزارة الصحة مبيناً أن خطر تداول العملات الورقية يتفاقم وتزيد خطورته ومعدلات انتشاره في عدد من شرائح المجتمع تتمثل في العاملين في المصارف أو البنوك السعودية، المحاسبين في المطاعم، المتسولين، ومرتادي بقالات الأحياء الشعبية؛ بسبب تدني وتفاوت مستوى النظافة.
وبينت الدراسة التي أجرتها الباحثتان سعاد الوكيل وليلى الناصر أن أكثر من 72 في المائة من عينة النقود المتداولة والتي تم جمعها في العاصمة الرياض عام 2010 وتم تحليلها، كانت ملوثة بالبكتيريا والفطريات، لافتة إلى أن استخدام مواد التعقيم والتطهير التجارية لم يكن فعالاً في القضاء على البكتيريا ولم ينجح إلا في حالة بعض الفطريات فقط. وأشارت الدراسة إلى أن مستوى التلوث كان مرتبطاً بقيمة العملة الورقية. وكانت أكثر حالات التلوث ضمن الأوراق الجديدة والقديمة من فئة الريال (بنسبة 37.2 في المائة)، وضمن الأوراق الجديدة والقديمة من فئة الخمسة ريالات (بنسبة 31.5 في المائة)، وفئة العشرة ريالات (12.0 في المائة)، وفئة الخمسين ريالاً (10.4 في المائة)، وفئة المائة ريال (8.9 في المائة). ولم تشتمل الأوراق من فئة 500 ريال على أي تلوث بكتيري أو فطري.
وربطت الباحثتان نتائج دراستهما بنتائج دراسات عالمية في هذا المجال، حيث بينت دراسة أجريت في أستراليا عام 2010 بين عملات من عشرة بلدان مختلفة، أنه كلما كانت قيمة الورقة أدنى أو أقل قيمة مالية ازداد محتواها البكتيري. وأظهرت الدراسة كذلك أن عمر العملة الورقية والمادة المستخدمة في إنتاجها يؤثر على مقدار التلوث البكتيري.
وأوضح لـ ''الاقتصادية'' الدكتور محمد المنجد الخبير في مجال المختبرات في وزارة الصحة أنه لا توجد بكتيريا آمنة بتاتاً سوى ما يعرف ببكتيريا ''اللبن'' وأن الأضرار الصحية التي من الممكن أن تنقلها بقية أنواع البكتيريا للإنسان كبيرة وقد تصل في بعض الحالات إلى خطر الإصابة بمرض الحمى المخية الشوكية والتسمم الغذائي، مضيفاً أن هناك فطريات آمنة ومفيدة غير أن العديد من الفطريات تعتبر من نواقل الأمراض الجلدية والتي قد تسبب الحساسية، الحكة والبهاق والهرش وغيرها من الأمراض.
وطالب المنجد بوجود أدوات معقمة فاعلة يزود بها العاملون في الأماكن الأكثر عرضة لتداول العملات النقدية مثل الصرافون في البنوك والعاملون في المطاعم والمحال التجارية ليتمكنوا من تعقيم أيديهم بعد تداول العملات، كما نصح بالمواظبة على غسل اليدين جيداً بعد العودة إلى المنزل.
وأوضحت الدراسة أن استخدام العملة الورقية في السعودية واسع الانتشار، من المحال التجارية العادية الصغيرة إلى المحال الضخمة في مجمعات التسوق، كما تنتشر بين الناس عادة تناول الطعام في المطاعم بعد الانتهاء من التسوق. ورغم أن معظم مراكز التسوق توجد فيها غرف استراحة وحمامات تخضع لعناية جيدة، ويستطيع الناس فيها غسل أيديهم بعد التسوق وقبل تناول الطعام، لكن ليس جميع المتسوقين يمارسون عملية غسل اليدين. فضلاً عن ذلك، حتى استخدام مستحضرات وسوائل التعقيم لا تضمن التخلص من الجراثيم الضارة بنسبة 100 في المائة. بالتالي فإن الوقاية تظل هي الحل الأمثل من أجل تقليص معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات. وطالبت الدراسة بقيام حملة للتوعية الصحية ذات كفاءة عالية وتطبق بصورة تامة من أجل نشر الوعي بين مختلف شرائح المجتمع بمخاطر أوراق العملة الملوثة.

الأكثر قراءة