الأمراض المزمنة ترفع نسبة الضعف الجنسي لدى الرجال

الأمراض المزمنة ترفع نسبة الضعف الجنسي لدى الرجال

أكد باحث في مستشفى النور التخصصي في مكة أن معدلات الإصابة بالضعف الجنسي لدى الرجال في السعودية آخذة في الارتفاع نتيجة أسباب عدة، يأتي في مقدمها انتشار عوامل الخطورة والتي تشمل بالدرجة الأولى مرض السكري في المملكة، إضافةً إلى ارتفاع نسبة (الكوليسترول) بالدم وأمراض القلب والشرايين ومشكلات «البروستاتا» والتدخين والسمنة ونمط الحياة الخامل البعيد عن ممارسة الرياضة، بحسب دراسةٍ أجريت حول أمراض الذكورة.
وأوضحت الدراسة الحديثة التي أجراها الدكتور أحمد إبراهيم السقا استشاري أمراض الذكورة في مستشفى النور التخصصي في مكة المكرمة أنه بمجرد تناول الوجبات الدسمة تتوجه أكبر كميةٍ من الدم الموجود في الجسم إلى المعدة، ما يؤدي إلى الشعور بالخمول والكسل ويؤثر بشكلٍ مباشر على وصول الدم للأعضاء الطرفية ومنها العضو الذكري، وبالتالي حدوث ضعف الانتصاب على المدى القصير، أما على المدى الطويل فإن تناول الوجبات المشبعة بالدهون يرفع مستويات (الكوليسترول) بالدم وبمرور الوقت يؤدي إلى ضيق في الشرايين وتصلبها ما يؤثر في كفاءة الانتصاب ويؤدي إلى الضعف الجنسي.
وأشار السقا إلى أن خلل الانتصاب قد يكون ناشئاً عن أسبابٍ نفسية، مثل الانفعال والقلق والتوتر والاكتئاب وما شابه ذلك، أو أسبابٍ عضوية خاصة بشرايين الانتصاب أو بتسريب الأوردة أو أسبابٍ تتعلق بأنسجة الانتصاب أو حتى تلك التي تتعلق بوجود خللٍ في هرمونات الذكورة أو خللٍ في الأعصاب الطرفية اللاإرادية، مؤكداً أن الدراسات الميدانية الحديثة أظهرت أن أكثر من 85 في المئة من مرضى السكري يعانون الضعف الجنسي.
وأشارت الدراسة إلى أن الأبحاث العلمية الحديثة تدل على أن مرض السكري قد يؤدي إلى حدوث خلل في الأعصاب المغذية للعضو الذكري، إذ يؤدي هذا الخلل على المدى البعيد إلى حدوث اضطراب لديناميكية الانتصاب ما قد ينتج منه ضعف في الانتصاب أو ربما عجز تام.
وحسب الباحث فإنه يمكن أن يؤدي مرض السكري إلى حدوث تصلب بالشرايين مع تليف وضمور في الألياف العضلية اللاإرادية في العضو الذكري والتي بدورها تؤدي إلى حدوث تسرب وريدي، إضافة إلى حدوث خلل في الدورة الدموية، ما يقلل من التوصيل الشرياني المهم لحدوث الانتصاب واستمراريته.
وأكد الباحث أن الأبحاث العلمية التي أجراها في السابق ونشرت في المجلات والدوريات العالمية ذات الصلة بالموضوع أكدت أن الإصابة بداء السكري قد تؤدي إلى حدوث خلل في ديناميكية الانتصاب وتغير في أنسجة الجسم الكهفي بالعضو الذكري، ما يؤدي إلى تغيير في التركيب الجزئي للخلايا المسؤولة عن الانتصاب، لتتضافر مع أسبابٍ أخرى تجعل من مرض السكري سبباً مهماً لحدوث الضعف الجنسي.
وحذر من أن خلل عملية الانتصاب الجنسي حتى وإن كان لا ينظر إليها باعتبارها حالةً خطرة إلا أنها قد تكون مؤشراً لبداية حدوث مشكلات صحية خطرة، إذ أظهرت الأبحاث الطبية الحديثة وجود علاقةٍ أكيدة بين حدوث ضعف الانتصاب عند الرجال وبداية حدوث مشكلات في القلب والأوعية الدموية، إذ إن الشريان الخاص بعملية الانتصاب يتأثر مبكراً بعوامل الخطورة بدرجةٍ أكبر من تأثر الشريان التاجي، ما يمكّن الطبيب من تدارك الخطورة قبل حدوث مضاعفات أكثر خطورةً على القلب، ناهيك عن الآثار النفسية والاجتماعية السلبية الهائلة التي من الممكن أن يسببها ضعف الانتصاب عند الرجل وتؤثر بشكل مباشر في جودة حياة المريض.
وفي دراسة أخرى قام بها باحثون من جامعة الملك عبد العزيز أخيراً وشملت 500 رجل ممن هم فوق الثامنة عشرة وُجد أن 80 في المائة ممن يبحثون عن أدوية الضعف الجنسي كانوا يتعاطونها من دون أي استشارات طبية مطلقاً، وأن فقط 20 في المائة منهم قاموا باستخدام مثل هذه الأدوية بعد استشارة أطبائهم. كذلك تبين من هذه الدراسة أن أغلبية مستخدمي أدوية الضعف الجنسي يستخدمونها دون تشخيص طبي مؤكد لحالة الضعف التي يدعون المعاناة منها؛ وإنما هم شخصوا حالاتهم بأنفسهم! كما وجدت الدراسة أن 34 في المائة من المستخدمين لم يكن لديهم أية معلومات بتاتاً عن الأعراض الجانبية لهذه الأدوية أو لزيادة جرعاتها، مما ينبئ عن احتمال كبير لتعرضهم للخطر خاصة على المدى الطويل.
وتعكس الدراسة السابقة الوضع القائم لبرامج التوعية الصحية في البلاد، وأنها وإن كانت تهتم بالأمراض والمشاكل الصحية الشائعة مثل السكري والضغط وأمراض القلب والتدخين وما إلى ذلك؛ فإنها تتجاهل أو تكاد تغفل تماماً الأمراض والمشاكل الصحية الحساسة والغامضة مثل الصحة الجنسية والأمراض المتعلقة بها.
من ناحية أخرى أكدت دراسة حديثة أجريت في سبع دول عربية هي مصر والسعودية والإمارات ولبنان والجزائر والمغرب أن عدم الرضا عن الحياة الجنسية لا يقتصر على المتقدمين في السن من الرجال والنساء بل يشمل الشباب أيضا. وتبين أن النساء تحت الثلاثين من عمرهن هن الأقل رضا عن حياتهن الجنسية مقابل الرجال بين الثلاثين والخمسين من العمر. وتؤكد أن الامراض المزمنة مثل السكري وتغير النمط الغذائي وتفشي السمنة عند الشعوب العربية هي أحد أهم المسببات الرئيسية لزيادة مشكلة الضعف الجنسي عند الرجال، مشيرة إلى أن الجانب النفسي يلعب دورا مماثلا، ولا يقل أهمية عند دراسة مثل هذه المشكلة عند فئة الشباب من الرجال في هذه المنطقة من العالم.

الأكثر قراءة