الكي يُوهم مرضى الكبد الوبائي بالشفاء
تعد الفيتامينات والعسل والكي أشهر أنواع الطب البديل الشائعة التي يتداولها الكثير من المرضى لعلاج أمراض الكبد في السعودية، غير أن استخدام مثل هذا النوع من التداوي يعد خطرا وغير مفيد وقد يقود إلى مرحلة متقدمة من المرض.
وأوضح لـ ''الاقتصادية'' العميد طبيب ملفي بن مبارك العتيبي استشاري أمراض الكبد والجهاز الهضمي في مستشفى القوات المسلحة في الرياض أن الكثير من المواطنين يأخذون القول الشائع :''اسأل مجرب ولا تسأل طبيب'' في ظاهرة لما يعرف بـ ''طب حديث المجالس'' على حد قوله لتناقل مثل هذه الطرق البديلة لعلاج الصفار أو اليرقان الناتج عن الإصابة بأمراض الكبد الفيروسية من النوعين ''ب، ج''، مشيراً إلى أن هذا يعد من الأخطاء الشائعة، حيث إن نحو 90 في المائة من الأشخاص المصابين بالصفار أو اليرقان يزول الألم تلقائياً بعد عدة أسابيع سواء تم أخذ المريض علاجاً أم لم يأخذ نظراً لطبيعة ظاهرة ''الصفار'' التي تعد من ظواهر المرض وليست المرض في حد ذاته.
وبين العتيبي أن اللجوء إلى الطب الحديث وزيارة الطبيب هو الحل الأفضل في التعامل مع هذه النوعية من الأمراض، حيث يمكن من خلال ذلك الوقوف على الحالة والتشخيص السليم الذي يعد نصف العلاج، إضافة إلى فائدته في الكشف المبكر عن المرض، مضيفاً أن اللجوء إلى الطب الشعبي من الممكن أن يتفاقم معه المرض حتى يصل إلى مرحلة متأخرة، لافتاً إلى أن الصدفة في نجاح بعض التجارب للتداوي بالطب الشعبي ليست مبرراً للمضي في التداوي بها.
ونفى العتيبي أن يكون للتداوي بالكي دوراً في علاج ما يسمى بالصفار أو اليرقان الذي يظهر لمرضى أمراض الكبد الوبائي ولفت إلى أن مادة الصفار تبدأ بالخروج من الحروق الناتجة من الكي، وبذلك يعتقد المريض أن الصفار بدأ في الزوال، بينما الحقيقة أن جميع سوائل الجسم تتخذ اللون الأصفر بما في ذلك البول والسائل المحيط بالمخ والنخاع الشوكي وبعد عدة أسابيع يزول ذلك الصفار أو اليرقان وتتحسن الحالة نظراً لطبيعة هذه الظاهرة، مشيراً إلى أن ضعف الثقافة الصحية والرقابة من قبل الجهات المعنية لهما دور بارز في انجراف العديد من المرضى الذين يحدوهم الأمل في العلاج من مثل هذه الأمراض للذهاب إلى التداوي بالطب الشعبي من خلال العطارين وغيرها من الجهات التي روجت لمثل هذه الممارسات.
وكشف العتيبي أن الأبحاث العلمية الطبية أثبتت أنه ليس هناك ضرورة من تناول فيتامينات إضافية إذا كانت أغذية الإنسان سليمة وتحتوي على العناصر الأساسية للغذاء، وفي حالة المرضى بأمراض الكبد الفيروسية ''ب، ج''، فإن أخذ غذاء متوازن يغني عن الفيتامينات الإضافية مع الحرص على أخذ الكفاية الغذائية من البروتينات والخضار والفواكه، ناصحاً بعدم أخذ فيتامينات إضافية إلا في حالات معينة تتم معرفتها عبر الطبيب المعالج.
أما عن التداوي بالعسل لهذه الفئة من المرضى ذكر العتيبي أن العسل ورد ذكره في القرآن الكريم ودوره في علاج الأمراض، ولكن لم يتم تحديد نوعا من الأمراض يمكن أن يعالجه العسل، مضيفاً أن الثابت عن العسل أنه إلى جانب ما يحتويه من مواد مطهرة ومعقمة فهو مصدر غني بالطاقة لأنه مكون من نشوي سكري أولي، وبالتالي فهو غني بالسعرات الحرارية وسهل الهضم. وحيث إن مرضى التهابات الكبد الفيروسية الحادة لديهم نقص في الشهية فإن تناول العسل يعطيهم جزءا من احتياجاتهم من النشويات ويشعرهم بالحيوية والنشاط.