حساسية القمح «حساسية الأمعاء المعوي» Celiac Disease
هو مرض ينتج عن عدم تحمل الأمعاء لأي أكل يحتوي على القمح أو الشعير أو الشوفان أو الشيلم التي تسبب تحطيم الطبقة الداخلية المغطية للأمعاء والمسؤولة عن امتصاص المواد الغذائية. ويوجد هذا المرض في الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي لهذا المرض.
ووردت لصفحة ''صحتي'' بعض الاستفسارات عن هذا المرض تمت الإجابة عنها بالتعاون مع مدينة الملك فهد الطبية من خلال إخصائية التثقيف الصحي صالحة النعمي.
ما الحبوب المسؤولة عن هذا المرض؟
هذا المرض هو عبارة عن حساسية ضد بعض أنواع الحبوب ومنها:
القمح: نتيجة وجود بروتين داخل القمح يسمى (قلوتين) هو الذي يتسبب في تحطيم الغشاء المبطن للأمعاء.
الشليم والشعير والشوفان: تحتوي على بروتين يسمى بـ (برولامين) وتأثيره مثل تأثير (القلوتين).
أما الرز والذرة الصفراء (الذرة الأمريكية ) فهي من أنواع الحبوب التي لا تسبب حساسية لدى المرضى.
هل هناك عوامل أخرى تؤثر في حدوث هذا المرض؟
نعم، هناك عوامل أخرى تؤثر في حدوث هذا المرض وذلك نتيجة لاختلاف حدوث المرض من وقت إلى آخر ومن دولة إلى أخرى، وحدوثه بنسبة 30 في المائة بين التوائم. وتم التأكد علمياً من حدوث نسبة أقل لهذا المرض لدى الأطفال الذين تم إرضاعهم رضاعة طبيعية، وكذلك تم التأكد علمياً من أن إعطاء القمح للأطفال في سن مبكرة قد يعرضهم للإصابة بهذا المرض، لذلك ينصح بعدم إعطائهم القمح قبل سن الأشهر الستة من السنة الأولى، وأوضحت بعض الدراسات علاقة هذا المرض بالالتهابات الفيروسية.
هل إخوة المريض معرضون للإصابة بهذا المرض؟
نعم، هم معرضون بالإصابة بهذا المرض فهناك عوامل جينية مسببة لهذا المرض فإخوة المريض لديهم نسبة احتمال أكبر للإصابة بهذا المرض، لذا يجب عمل التحاليل اللازمة للأطفال الآخرين وخاصة من يعانى منهم من بعض الأعراض مثل (الإسهال، قلة النمو، أو قصر القامة) فلديهم احتمال الإصابة بالمرض بنسبة 10 في المائة مقارنة بالأطفال الآخرين، وقد تزيد هذه النسبة إلى 75 في المائة في التوائم.
هل هذا المرض موجود ومنتشر في المملكة؟
نعم، موجود في المملكة لكن لا توجد دراسة دقيقة عن نسبة انتشار هذا المرض، ولكنه يوجد بنسبة تقدر بـ 10 في المائة إلى 20 في المائة من الأطفال الذين يراجعون عيادات الجهاز الهضمي في مستشفى مدينة الملك فهد الطبية. وهو مسجل في العالم بنسبة مختلفة من (مريض في كل 250 شخصا) إلى (مريض في كل 4000 شخص).
هل هناك عوامل مؤثرة في الإصابة بهذا المرض؟
نعم، هناك عوامل مؤثرة في الإصابة بهذا المرض، منها:
1- أن طول فترة الرضاعة الطبيعية تقلل من نسبة الإصابة بالمرض.
2- أن تأخير تقديم القمح والمنتجات الأخرى للأطفال يقلل أيضا من نسبة الإصابة بالمرض.
ماذا يسبب حساسية القمح للطفل المصاب؟
تسبب حساسية القمح للأطفال تحطيم الغشاء المبطن للأمعاء والذي يحتوي على الشعيرات الدقيقة اللازمة لامتصاص الأكل، ونتيجة لهذا التحطيم فإن الجسم يبقى غير قادر على امتصاص المواد الغذائية في الطعام. وتنتج عنه مضاعفات عديدة منها (سوء التغذية، قصر القامة، الإسهال، نقص الحديد، نقص الفيتامينات في الجسم، لين العظام، وهشاشة العظام).
ما أعراض المرض وعلاماته؟
تختلف أعراض المرض من طفل إلى آخر ولكن بشكل عام هذا المرض يصيب الصغار، من سن ستة أشهر فما فوق وكذلك الكبار.
وتختلف علامات هذا المرض بنسبة عمر الأطفال فغالباً ما تكون علامات المرض لدى الأطفال الصغار هي (نقص النمو، إسهال مزمن، انتفاخ في البطن، ضعف في العضلات، عدم الرغبة في الأكل، البكاء، والقلق دون سبب معروف، وتقيؤ مزمن، وغالباً البراز يكون بكميات كبيرة ودهني وكريه الرائحة). و إن علامات المرض عند الأطفال الكبار قد تكون (قصر القامة، آلام في البطن، تأخر في النمو، أنيميا، آلام المفاصل). وقد تكون حساسية القمح خفية ولا توجد لها علامات أو أعراض لسوء الامتصاص.
وبشكل عام فإن أعراض المرض تختلف من أعراض بسيطة إلى أعراض شديدة، لذا فإنه ليس من الضروري وجود كل هذه العلامات في المريض مجتمعة فقد يكون المريض يعانى أحد هذه الأعراض، لذا في حالة شك الأهل من هذه الأعراض ينصح بعرض الطفل على طبيب الأطفال للتأكد من عدم وجود حساسية القمح.
هل حساسية القمح لها علاقة بالأمراض الناتجة عن خلل المناعة الذاتي؟
نعم، حساسية القمح تزيد نسبتها لدى الأطفال الذين يعانون من أمراض خلل المناعة الذاتي، فالأطفال الذين يعانون من مرض السكري قد تصل إصابتهم بحساسية القمح إلى 10 في المائة، كذلك الأطفال الذين يعانون من التهاب الغدة الدرقية أو مرض أديسون أو مرض نقص فيتامين (ب 12) أو نقص الصفائح الدموية المناعي ولهذا ينصح بعمل بعض الفحوص لحساسية القمح للأطفال الذين يعانون من هذه الأمراض، كذلك الأطفال الذين يعانون من مرض متلازمة داون فإن نسبة الإصابة تزيد مقارنة بالأطفال الأسوياء.
كيف يتم تشخيص مرض حساسية القمح؟
يتم تشخيص هذا المرض عن طريق:
1- مراجعة تاريخ المرض وسؤال الأهل عن الأعراض المصاحبة لحساسية القمح.
2- عمل فحوص دم والتي تعتمد على قياس بعض الأجسام المضادة التي تشير إلى وجود المرض.
3- في التشخيص النهائي لابد من عمل منظار للطفل المصاب وأخذ عينة من الأمعاء الدقيقة (وهو إجراء بسيط يتم عمله في قسم الجهاز الهضمي، حيث يقوم طبيب الجهاز الهضمي بعمل منظار للجهاز الهضمي العلوي تحت تأثير التخدير الموضعي أو الكامل وأخذ عينة من الأمعاء الدقيقة وهو إجراء بسيط وآمن ولا يشعر الطفل بأي شيء خلال عمل المنظار)، بعد ذلك يتم مراجعة العينات التي أخذت من الأمعاء والتي لابد أن تبين تكسير الشعيرات المسوؤلة عن امتصاص الغذاء في الأمعاء.
العلاج:
يتم عن طريق الحمية الدائمة والكاملة مدى الحياة من جميع منتجات القمح، الشعير، الشوفان، الشليم. لذا على الوالدين التأكد من أن جميع المأكولات التي يتناولها الطفل خالية تماماً من القمح مثل: الخبز، الصامولي، المفرود، الجريش، المطازيز، الكيك، المكرونة، البسكوت (لأنها كلها منتجات مصنعة من القمح) يجب على الأطفال المصابين بالمرض تناول الفيتامينات والمعادن وخاصة الأطفال الذين يعانون من سوء تغذية شديد وخاصة في بداية المرض.
كيف يتأكد الوالدان من خلو طعام المريض من المنتجات الممنوعة؟
يجب على الأم التأكد من أن هذه المأكولات لا تحتوي على القمح، الشعير، الشوفان، الشليم عن طريق قراءة المحتويات الخاصة بالمنتج، وهناك منتجات تسمى منتجات خالية من (القلوتين) وهذه مسموح بها. بعض المحال قد تبيع بعض منتجات الخبز المصنوع من الذرة ويجب التأكد من صناعتها بنسبة 100 في المائة من الذرة لأن بعض هذه المخابز يقوم بخلط الذرة بنسبة قليلة من القمح وإضافة الخميرة وهذه من الأشياء الممنوعة للأطفال المصابين بحساسية القمح.