تسوس الأسنان يصيب 81 % من أطفال جدة .. المشكلة تتفاقم

تسوس الأسنان يصيب 81 % من أطفال جدة .. المشكلة تتفاقم
تسوس الأسنان يصيب 81 % من أطفال جدة .. المشكلة تتفاقم

عد باحثون تسوس الأسنان، من أكثر أمراض العصر شيوعاً وقالوا إنه يتزايد بشكل مستمر. وكثيراً ما يبدأ التسوس عند الأطفال الصغار، حيث تتواجد في فم الإنسان زمر جرثومية طبيعية، وعندما تترك بقايا الأطعمة المحتوية على السكريات مثل الحلويات والخبز على الأسنان، تقوم هذه البكتيريا بهضم هذه الأطعمة وتحويلها إلى أحماض تبقى على سطح السن، ثم تقوم هذه الأحماض بمهاجمة طبقة المينا على أسطح الأسنان، وتؤدي إلى تحلل الجزء المعدني من السن هذا التحلل هو الخطوة الأولى في تسوس الأسنان، ثم تبدأ الجراثيم في المرحلة الثانية بالتغذي على الجزء العضوي من السن وتقوم بإتلافه.

#2#

وفي أحدث دراسة حول تسوس الأسنان لدى الأطفال في السعودية، نشرت مطلع العام الجاري 2012 وحصلت ''الاقتصادية'' على نسخة منها، قام الباحثان خالد الصمداني ومحمد سامي من جامعة طيبة بدراسة حالة الأسنان الطواحن لدى عينة مكونة من 432 طفلاً من أطفال المدارس من الجنسين تراوح أعمارهم ما بين تسع و12 سنة في مدينة جدة. وأوضحت هذه الدراسة أن ما نسبته 81 في المائة من أطفال هذه العينة يعانون تسوس الأسنان، وأن 76 في المائة منهم لديهم سن طاحنة واحدة أو أكثر مصابة بالتسوس؛ وأن خطر الإصابة يزداد مع ازدياد العمر، حيث لوحظ كثرة انتشار التسوس في الأسنان الطواحن لدى الأطفال في سن 12 عاماً في حين يقل لدى الأطفال الأصغر عمراً. كما أظهرت الدراسة أن معدلات انتشار تسوس الأسنان عند الإناث تزيد قليلاً عنها عند الذكور.
وأشارت الدراسة إلى أن نحو 50 في المائة أو نصف الأطفال تقريباً لم يقوموا بمراجعة طبيب الأسنان خلال الأشهر الستة السابقة لإجراء الدراسة وأن 40 في المائة منهم لم يتلقوا أي نصائح صحية من والديهم بشأن تنظيف أسنانهم والعناية بها. وذكرت الدراسة أن من أسباب العزوف عن مراجعة الطبيب ارتفاع أسعار العناية بالأسنان وأعراض ''الفوبيا'' من طبيب الأسنان التي يُعاني منها العديد من الأطفال، وأشارت إلى أن الأطفال الذين قاموا بمراجعة الطبيب يتمتعون بأسنان صحية وجيدة أكثر من أولئك الذين لم يقوموا بمراجعة الطبيب.
وأوضح لـ ''الاقتصادية'' الدكتور محمد البلوي استشاري طب الأسنان أن تسوس الأسنان مشكلة قائمة في السعودية تعانيها الأطفال بما في ذلك أطفال أطباء الأسنان، مشيراً إلى أن مشكلة تسوس الأسنان لدينا ليست مشكلة معلومة بل مشكلة سلوك وتتطلب حملات توعوية مستمرة تستهدف تغيير سلوك الأطفال حتى يتبنوا استخدام فرشاة الأسنان وتحويل المعلومات إلى سلوك على أرض الواقع.
وأضاف البلوي أنه سبق أن تم اقتراح بربط فحص الأسنان بالتطعيمات الإلزامية الذي لاقى استحسان العديد من العاملين في مجال طب الأسنان غير أن تطبيق مثل هذا المقترح قد يواجه صعوبة في تطبيقه على المستوى الوطني نظراً لقلة العاملين في قطاع طب الأسنان، مشيراً إلى أهمية التوسع في إنشاء المزيد من عيادات الأسنان.
وفي دراسة أخرى نشرت عام 2009 في المجلة ''الصحية لشرق المتوسط'' التابعة لمنظمة الصحة العالمية وشملت 386 طفلاً في عمر الخامسة في مدينة الرياض، أكد الباحث أليسون براون أن نسبة انتشار تسوس الأسنان عند هؤلاء الأطفال يراوح بين 84 و92 في المائة حسب حالة الطفل الصحية. وكان متوسط مؤشر ديمت DMFT، وهو مؤشر يقيس النخر وفقد الأسنان وحشو الأسنان، يبلغ 8.25 في حين أن هذا المؤشر يعتبر عاليا إذا تجاوز أربع درجات فقط، مما يدل على شدة انتشار مرض تسوس الأسنان لدى الأطفال في هذه المنطقة.
ودعم الدكتور محمد البلوي ما توصلت إليه الدراسة مضيفاً أن مؤشر DMFT المستخدم في الدراسة تعدى حاجز الـ 12 نقطة في بعض حالات الأسنان التي تم فحصها، مشيراً إلى أن هذه النسبة تعتبر عالية جداً وتتطلب تضافر الجهود الطبية والتوعوية لتحسين صحة أسنان الأطفال.
كما أوضح الباحث براون في دراسته أن نسبة كبيرة تبلغ 79 في المائة من أسنان الأطفال المصابة بالتسوس متروكة دون علاج ويترتب على ذلك العديد من الأضرار الصحية والنفسية التي تتركها على صحة الأطفال عموماً. ولإيضاح علاقة الأمراض والمشاكل الصحية الأخرى بمرض تسوس الأسنان أوضحت الدراسة أن الأطفال الذين يعانون مشاكل في القلب يعدون أكثر الفئات عرضة لتسوس الأسنان، حيث يبلغ مؤشر ديفت 12 درجة عند هذه الفئة، وبشكل عام فإن الأطفال الذين يعانون مشاكل صحية هم أكثر عرضة للإصابة بتسوس الأسنان من نظرائهم الأصحاء، مما يحتم عناية خاصة أسرية وطبية بصحة فم وأسنان الأطفال المرضى حسبما أوصت الدراسة. وأرجع الباحث براون سبب انتشار تسوس الأسنان عند الأطفال الذين يعانون مشاكل صحية إلى ضعف مستويات وقاية الأسنان وعدم توعيتهم من قبل والديهم بأهمية تنظيف الأسنان إضافة إلى توافر السكر في الأطعمة والسوائل وحتى الأدوية التي يتناولونها، خصوصاً إذا كانت بشكل مستمر ولفترة طويلة؛ مؤكداً أن مستوى وعي الأمهات السعوديات بصحة الأسنان يعتبر ضعيف ويعاني أطفالهن ممارسة العادات غير الصحية المتعلقة بنظافة الفم ووقاية الأسنان، مشيراً إلى أن انخفاض معدلات الرضاعة الطبيعية وانتشار الرضاعة الصناعية باستخدام الزجاجات له تأثير كبير في ظهور تسوس الأسنان لدى الأطفال في سن مبكرة من مرحلة الطفولة. وأوصت الدراسة التي قام بها براون بضرورة تبني حملة تعليمية وتوعوية على مستوى واسع جداً لرفع الوعي لدى المجتمع بأهمية وقاية الأسنان من التسوس وخطره على الصحة العامة ككل، لافتاً إلى أن أعداداً قليلة من الأفراد هم من يراجعون عيادات الأسنان، وأن نسبة واسعة من أفراد المجتمع السعودي يعانون الأسنان المتحللة غير المعالجة ولا يراجعون طبيب الأسنان إلا بعد ظهور الألم.

الأكثر قراءة