انتقادات لعدم دعوة الشباب إلى حضور مؤتمر صحة اليافعين
واجه المؤتمر الخليجي الثالث لصحة اليافعين، الذي عقد في جدة مطلع الأسبوع الجاري انتقاداً واسعاً من قبل عديد من الأطباء والمشاركين في فعالياته بسبب عدم إشراك اليافعين أنفسهم في جلسات المؤتمر، وطرح قضاياهم وهمومهم الصحية على طاولة خبراء الصحة الخليجيين والعالميين المدعوين، والمشاركة في تبادل وجهات النظر، وبالتالي الخروج بتوصيات علمية مبنية على مشاركة جميع الأطراف.
كما لاقت المواضيع العلمية وورش العمل، التي تمت مناقشتها على مدار الأيام الثلاثة للمؤتمر انتقادات أخرى بسبب إغفال المنظمين لعديد من المواضيع الصحية التي تهم هذه الفئة العمرية المستهدفة في المؤتمر كقضايا زواج القاصرات، الانتحار والشذوذ الجنسي وغيرها من القضايا، التي تعد من القضايا العصرية الصحية المهمة، التي تتعلق بالصحة النفسية لفئة المراهقين.
وعلق بعض المشاركين على عدم إشراك هذه الفئة وتجاهل دعوتهم لحضور هذا المؤتمر لطرح قضاياهم أمام صناع القرار الصحي في دول مجلس التعاون الخليجي بأنه إغفال وتجاهل للمشاركة المجتمعية أو ما يعرف في برامج تعزيز الصحة بمصطلح community partesepation، الذي لا بد من الاهتمام به في جميع مراحل التخطيط، التنفيذ، والتقييم لبرامج تعزيز الصحة.
وأوضح الدكتور توفيق خوجة المدير العام التنفيذي لمجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي أن عدم إشراك فئة اليافعين في المؤتمر الخليجي الثالث لصحة اليافعين كان بسبب ضيق الوقت وعدم التمكن من التواصل معهم.
كما أضاف المدير التنفيذي لمجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي أنه لا يمكن إدراج موضوع الشذوذ الجنسي لفئة المراهقين ضمن المواضيع التي تمت مناقشتها في المؤتمر، لأنه من المواضيع الحساسة، التي لا يمكن مناقشتها علناً أمام عامة الناس أو على المشاهدين عبر وسائل الإعلام المختلفة، لافتاً أن هذه المواضيع يمكن مناقشتها من خلال المسؤولين والجهات ذات العلاقة في جلسات واجتماعات خاصة بين الجهات ذات العلاقة، لافتاً أن دول الخليج العربي تعد من المجتمعات، التي تتسم بالمحافظة والالتزام الديني والأخلاقي.
من جانبها، أشارت الدكتورة سوزان فرهود المستشار الإقليمي لصحة الأطفال والمراهقين بمنظمة الصحة العالمية أن نسبة المراهقين من تعداد إقليم شرق المتوسط يعادلون 25 في المائة، مؤكدة أن هذه الفئة العمرية المهمة في الإقليم لم تتلق بعد الاهتمام اللازم، حيث تشير الدراسات أن العنف والحوادث وأمراض القلب هي أهم أسباب وفيات المراهقين الذكور في حين أن وفيات الأمهات والحوادث والانتحار وأمراض القلب هي أهم أسباب وفيات المراهقات.
من جانبه، أكد الدكتور عاطف سرور المشرف العام على برنامج المراجعة الإكلينيكية في وزارة الصحة ضرورة توحيد جهود الوزارات ذات العلاقة المشتركة وتحريك المدخرات ورصد المؤشرات لتنفيذ الاستراتيجية الخليجية لصحة المراهقين، وأوصى بعقد مؤتمرات مماثلة بحضور جميع المهتمين بهذه الفئة من المدرسين والمدرسات، وممثلين من وزارة الشؤون الاجتماعية، والرئاسة العامة لرعاية الشباب والشؤون الدينية.
من جانبه، أكد عبد الرحمن القحطاني مدير التوعية الصحية في وزارة الصحة في ورقة عمل قدمها في المؤتمر أهمية وضع تعزيز صحة اليافعين في أجندة السياسة الصحية لما لذلك من أثر بالغ في تعزيز الصحة في دول الخليج، مشيراً إلى أهمية تبني عدد من الاستراتيجيات في ذلك من أهمها بناء التأييد لقضايا تعزيز صحة اليافعين بين صانعي السياسات في دول الخليج، وكذلك بناء المقدرات وتأهيل القيادات المتخصصة في ذلك، كما أشار بأن تعزيز صحة اليافعين من دول الخليج تعد إحدى أهم الخطوات الاستثمارية في صحة المجتمعات الخليجية.