نقص الأكسجين قد يكون سببا للعيوب الخلقية عند الولادة
لا يزال سبب إصابة ثماني حالات من كل عشر بالعيوب الخلقية في القلب وهي من أكثر العيوب الخلقية شيوعا، لغزا في علم الطب. وربما استطاعت سالي دونوودي من معهد فيكتور تشانج لأبحاث القلب في سيدني وفريق البحث الخاص بها أن تقدم المفتاح لحل هذا اللغز ويتمثل ذلك في كلمة "هيبوكسيا" أو نقص الأكسجين في مرحلة حرجة في أي ولادة.
ويبحث فريقها بصفة خاصة في اعوجاج العمود الفقري الذي يصيب واحدا من بين كل ألف طفل حديث الولادة. وقد نشرت دراستهم في مجلة الخلية (جورنال سل). فرحلة طيران شاقة أو الإصابة بالأنيميا أو التدخين أو تأثير جرعة من العقاقير قد تؤدي إلى نقص الأكسجين في مرحلة حيوية ما يدمر عملية نمو الجنين. وقالت البروفيسور دونوودي "قد تكون فترة قصيرة للغاية". وأضافت "لا أريد أن أحدد" رقما لها لأنني سأخمن ذلك. ولكن إذا استغرقت فقط مدة ثماني ساعات لإصلاح التركيبة التي نتحدث عنها وهي عمود فقري مشوه، فإنها يمكن أن تكون هي الساعات الثماني التي يتم تشكيل العمود الفقري خلالها.
وأثبتت دونوودي أن موضوع نقص الأكسجين في مرحلة حيوية يمكن أن يضر بتكوين العمود الفقري ويسفر عن اعوجاج في العمود الفقري عند الولادة. وقام فريق الباحثين باستيلاد فئران تم تعريضها سلفا لأوضاع تؤدي إلى الإصابة باعوجاج العمود الفقري وكذلك لنقص أكسجين لمدة ثماني ساعات خلال فترة حمل لمدة 20 يوما. وفي الفئران التي تحمل تحولا جينيا غير طبيعي شهدت هذه الفئران زيادة واسعة في حدوث عيوب العمود الفقري وأيضا في حدة تلك العيوب" وفقا لقولها. وأضافت "ومن ثم فإن الجين والبيئة يسببان معا العيب".
وأخضع الفريق الفئران للتجربة بعد دراسة الذين يعانون اعوجاج العمود الفقري. ومن الطبيعي أن الناس لديهم نسختان من كل جين ولكن في المصابين باعوجاج العمود الفقري يكون لديهم تحول في نسخة واحدة تجعلهم معرضين لحدوث تشوه العمود الفقري. وعند متابعة الجينات بالنسبة لأفراد العائلة الآخرين يتبين أنه ليس كل من يحمل هذا الجين تعرض لاعوجاج العمود الفقري. وخلص الباحثون إلى أن عامل البيئة قد يكون له دور. وقالت إن هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها بالنسبة لأي شخص في العالم أن الطبيعة و"التغذية قد يمتزجان ليسببا عيبا خلقيا عند الولادة". وأضافت "التحول الجيني والبيئة يعملان معا على حدوث العيب".
وأضافت من الصعوبة بمكان القول ما الذي تمثله فترة انقطاع الأكسجين بالنسبة للإنسان؟ وأضافت "ما سنقوله هو إنه مع نمو الجنين إلى الشكل النهائي الكامل في أول ثلاثة شهور من الحمل نحن نعلم أن المسألة تستغرق ثماني ساعات لتكوين عمود فقري في البشر".
وأهمية البحث ترجع إلى أنه لا يفسر فقط حدوث اعوجاج العمود الفقري ولكن أيضا العيوب الخلقية الأخرى عند الولادة. وقالت "ما نقوله هو أن تفاعل البيئة والجين قد يفسر طبيعة أنماط مختلفة كثيرة من العيوب الخلقية عند الولادة، وهما عنصران يمتزجان معا في أي فترة حيوية".