الابتزاز مَن سببه الفتاة أم الشاب؟
إن معايير الصواب والخطأ تؤسس منذ نشأة الإنسان في أسرته وبناء عليه يستطيع الفرد أن يدرك الحيز الفعلي لتحركه في ساحة الصواب ومتى يدخل إلى الخطأ أو يتجاوز الحدود التي من المفترض أن يلتزم بها وهذه في الحقيقة هي أساس السياسة البشرية بين الأفراد وهي التي تعتمد وباستمرار في جميع ديناميكيتها على مسلمة الحقوق والواجبات والتي هي تقوم على مدى احتياج الفرد وفي المقابل مدى قدرته على العطاء، وكلما رسمت تلك الحدود للفرد بصورة متزنة كان الفرد أكثر رقيا وأكثر أخلاقا والعكس تماما، ولكن البعض مع الأسف قد يسيء إلى مفهوم الحرية في العلاقات ويعتقد أن الحرية تعطيه الحق في تجاوز خطوط الآخرين واقتحام حياتهم، ولكن يظل لكل شيء حدوده التي لا بد ألا تتجاوز من أي أحد من الأطراف وفي حوادث متعددة نسمع ونقرأ وربما نشاهد قصص الابتزاز وأعني ابتزاز الشاب للفتاة بتهديدها بنشر صورها أو القيام بفضحها والتشهير بها في حال لم ترضخ لكل ما يريده منها، وليست تلك الحوادث عابرة بل كثر سماعنا لها في السنوات الأخيرة مثل تلك القصص والروايات لشابات استخدم الشباب معهن مختلف طرق الابتزاز، ولكن مع ذلك هناك من يعتقد أنه بعيد عن ساعة الواقع بمعنى أن أولئك الشابات استدرجن حتى أصبحنا نطلق عليهن (الضحايا)، بينما في بعض الحالات يكن هن السبب الأول والأخير في تلك الكارثة هي الفتاة بل وربما يعاقب الشاب ولا تعاقب الفتاة وفي كثير من الحوادث يسلط الضوء على الابتزاز من قبل الشاب، بينما يظل دور بعض الفتيات الشيطاني خلف الضوء، وهذا لا يعنى أنه لا تحدث حالات تكون فيها الفتاة ضحية، ولكن يجب أن نعتقد اجتماعيا على الأقل أنها ليست ''كل'' الحالات تلك التي نبرئ فيها الفتاة، فأحيانا يكون الدور الذي تلعبه الفتاة في علاقتها مع الشاب دور الفخ الذي تحاول الفرار منه دون أدنى اتهام، لذا فإن الحالات التي هي لفتيات تعرضن لمشكلات من شباب دون أن يكون لديهن يد في ذلك فإنه لا عقاب عليهن، ولكن عندما يكون هناك دور فعال للفتاة في تحريك موضوع الابتزاز من خلال الثقة بشاب لا تربطها به أي علاقة شرعية ومحاولة إغماض العين وإنكار مدى الخطورة من جراء تلك السلوكيات فإن الفتاة لا بد أن تعاقب العقاب المناسب لها خاصة أن بعض الأسر تدعم الأمر بصورة غير مقصودة عندما يصدق الوالدان ما تقوله ابنتهما.. لذا فإننا نحتاج إلى توجيه إعلامي متواصل ومكثف في توعية الفتاة بما عليها من واجبات ولعل من أبسطها الابتعاد عن مصادر الحرام والخطر.