مشروبات الطاقة ترفع فواتير معالجة الأسنان

مشروبات الطاقة ترفع فواتير معالجة الأسنان

اصطدمت مشروبات الطاقة بعائق اليوم حين ظهر الضوء الأحمر منذراً بأن مستوى الحموضة فيها مسؤول بشكل متزايد عن إحداث ضرر لا يمكن إصلاحه للأسنان، لا سيما بين المراهقين، والبالغين من الشباب، سوقها المستهدفة الأبرز.
وفي هذا الصدد سينشر التقرير في عدد أيار(مايو) وحزيران (يونيو) 2012 من مجلة جنرال دينتستري، المجلة الطبية المحكمة والتي تصدر عن الأكاديمية العامة لطب الأسنان. ويؤكد المؤلف الرئيس للدراسة، بونام جين، الحاصل على شهادة طب الأسنان، والماجستير في العلوم والصحة العامة، هذه النتائج: "يستهلك الشباب البالغون هذه المشروبات وهم يفترضون أنها ستحسن أداءهم الرياضي، ومستويات الطاقة لديهم، وأنها أفضل بالنسبة إليهم من الصودا.. ومعظم هؤلاء الأشخاص يصابون بالصدمة حين يعلمون أن هذه المشروبات تغسل أسنانهم بالحموضة بشكل أساسي".
إن مستويات الحموضة مسؤولة عن تأكل طبقة المينا المحيطة بالسن، وهي المادة الصلبة، والبراقة، والبيضاء المحيطة بالسطح الخارجي للأسنان. وحالما تتآكل هذه الطبقة، يمكن أن تبدأ الطبقة الداخلية الناعمة بالتآكل بسرعة بالغة، ويصبح تجويف السن مكاناً مثالياً لنمو البكتيريا.
ودرس الباحثون مستويات الحموضة في 13 نوعاً مختلفاً من مشروبات الرياضة، ووجدوا أن المستويات تتباين بشدة بين العلامات التجارية، والمذاقات المختلفة للعلامة التجارية ذاتها. وغمس العلماء عينات من طبقة المينا في كل مشروب لمدة 15 دقيقة، ثم وضعوها في لعاب اصطناعي لمدة ساعتين. وتم تكرار الدورة أربع مرات في اليوم لمدة خمسة أيام لمحاكاة ما يماثل شرب أربع أنواع مشروبات ذكية في اليوم الواحد. وفي كل المرات الأخرى، كان يتم تخزين الأسنان في اللعاب الصناعي.
وبعد خمسة أيام فقط، كان الضرر واضحاً فعلياً، حيث سببت مشروبات الطاقة ضرراً مضاعفاً مقارنة بمشروبات الرياضة الأكثر توازناً. يذكر أن نحو 50 في المائة من المراهقين الأمريكيين يستهلكون مشروبات الطاقة، ويستهلك نحو 62 في المائة نوعاً واحداً على الأقل من مشروبات الرياضة يومياً. ويجب أن يتنبه أولياء الأمور، والبالغين من الشباب إلى الجوانب السلبية للمنتجات التي يتم تسويقها بقوة، حسبما يقول التقرير.
يواصل بومان قائلاً: "يفترض البالغون من الشباب الذين يستهلكون هذه المشروبات أنها ستحسن أداءهم الرياضي، ومستويات الطاقة، وأنها "أفضل" بالنسبة إليهم من الصودا... ويصدم معظم هؤلاء الأشخاص حين يعلمون أن هذه المشروبات تغسل أسنانهم بالحموضة في الأساس".
وتروي المتحدثة باسم الأكاديمية العامة لطب الأسنان، جينفر بون، الحاصلة على شهادة الجراحة العامة في طب الأسنان، وشهادة الماجستير من الأكاديمية العامة لطب الأسنان، خبرتها مع المرضى قائلة: "يأتي المراهقون إلى عيادتي ولديهم هذه الأنواع من العوارض، ولكنهم لا يعرفون السبب.. ونقوم بمراجعة نظامهم الغذائي، وعاداتهم في تناول الوجبات الخفيفة، ثم نناقش استهلاكهم لهذه المشروبات. ولا يدركون أن شيئاً ما مثل مشروب الرياضة، أو الطاقة، والذي يبدو غير مؤذٍ على الإطلاق، يمكن أن يسبب الكثير من الضرر لأسنانهم".
وتنصح الدكتورة بوني مرضاها بتقليل استهلاكهم لمشروبات الرياضة والطاقة إلى الحد الأدنى، والأخذ في الحسبان كذلك مضغ العلكة الخالية من السكر لتعزيز إنتاج اللعاب، فضلاً عن غسل الفم بالمياه لمساعدة الجسم على إعادة الفم إلى مستواه الطبيعي من درجة الحموضة بشكل أسرع قليلاً. والنقطة الجيدة الأخرى التي تبديها بوني هي الانتظار مدة ساعة على الأقل قبل غسل الأسنان، لتفادي فرك المادة الحامضة بسطح الأسنان مباشرة.
على الرغم من أن شركات التسويق ربما لا ترغب في الاعتراف بذلك، إلا أن عصائر الفاكهة الطبيعية، ولا سيما مياه جوز الهند التي تمتاز بخصائص مرطبة رائعة، يمكن أن تشكل بديلاً أفضل عن المشروبات الذكية التي غالباً ما تكون محملة بالسكر، والكافيين، والمكونات الصناعية، ويمكن أن تكون مكلفة، ليس من حيث سعر الشراء فحسب، وإنما من حيث فواتير معالجة الأسنان.

الأكثر قراءة