«آي باد».. وسيلة جديدة تعرِّف الطبيب بموضع الألم ومدى شدته

«آي باد».. وسيلة جديدة تعرِّف الطبيب بموضع الألم ومدى شدته

كشف باحثون في مجال الطب والصحة أن هناك استخدامات متزايدة تنشأ أمام جهاز الآي باد من أبل في المجالات الصحية والطبية، حيث إن هناك برامج وتطبيقات متنوعة، من إعطاء الأفراد المجال للدخول إلى ثروة من المعلومات التعليمية والصحة الشخصية والمراجع، إلى مساعدة المستشفيات على تنظيم أعمالها، وتقليص تكاليف اليد العاملة، وتحسين الكفاءة، ومساعدة المختصين في المجالات الصحية من خلال التحليل والتشخيص.
لكن تشير التقارير التي نشرت خلال الفترة الأخيرة إلى أن أجهزة الكمبيوتر اللوحية التي تعمل باللمس تستطيع أن تقوم بأمور تفوق كثيراً أهدافها الأولية التي وضعت أصلاً من أجلها، وذلك بفعل الضغط الداعي إلى التغيير، والذي يأتي من المستخدمين، في الوقت الذي تعمل فيه المستشفيات والمراكز الطبية ومؤسسات تقديم الرعاية الصحية على اغتنام هذه الأداة الجديدة بحماسة متجددة، وتطالب خبراء التكنولوجيا بتقديم المزيد.

أجهزة الآي باد في المستشفيات
وتقول الدكتورة كاثرين بادول في حديثها لموقع مركز الأخبار الطبية اليومية إن العاملين يستخدمون في أحد مستشفيات نيويورك أجهزة آي باد منصوبة على حوامل ثابتة، من أجل المساعدة على التشخيص في تخطيط القلب وفي أنظمة أخرى. وفي أحد مستشفيات بوسطن يستخدم الأطباء وموظفو الجهاز الطبي أجهزة الآي باد للاطلاع على أحدث المعلومات السريرية قبل استشارات المرضى وفي أثنائها.
وتشير إلى أن عدد التطبيقات التي يمكن تنزيلها واستخدامها على الجهاز يتزايد بسرعة. كما أن بعض المستشفيات تواقة إلى تطبيق تكنولوجيا الآي باد إلى درجة أنها تعمل الآن على تطوير تطبيقات خاصة بها.
وتضيف كاثرين بقولها إنه في مدينة أوتاوا استطاع أحد المستشفيات تطوير برنامج جديد للتعامل مع الألم، وهو تطبيق يساعد المرضى على إخبار الطبيب بموضع الألم ومدى شدته. بعد ذلك تذهب هذه المعلومات إلى قاعدة البيانات في المستشفى، حيث يأخذ نظام المستشفى بمراجعة المعلومات، ثم يلفت نظر الطبيب المعالج أو إخصائي التخدير إذا كانت بيانات المريض تقع خارج مجموعة محددة من المتغيرات.

استخدام الآي باد في التعليم الطبي
هذه بيئة أخرى يبدو أنها استطاعت الاستفادة من إمكانات الآي باد. على سبيل المثال، في كلية الطب في جامعة ييل، وزعت الكلية جهاز آي باد على كل طالب في كلية الطب، مع لوحة مفاتيح خارجية تعمل باللاسلكي. وأوقفت الكلية إرسال المواد المطبوعة الخاصة بالكورسات المقررة، بحيث يكون الآي باد المصدر الرئيس في التعليم الطبي. وبالتالي يستطيع الأساتذة تغيير مواد المقررات مثلما يشاؤون، كما أن الرسوم البيانية ستكون أوضح بكثير.
ويقول أحد الأساتذة: "كان الهدف الأساسي من الجهاز تدوين الملاحظات أثناء المحاضرات، لكننا تجاوزنا ذلك بسرعة. إذ أصبح بالإمكان الآن تعزيز التعاون بين المحاضر والطلاب، الذين يستطيعون الآن الإجابة عن أسئلة الاستبيانات ورسم الشرائح في الوقت الحقيقي. وهذا يجعل غرفة الصف أكثر تفاعلاً وإمتاعاً بكثير".

أهم التطبيقات الطبية على أجهزة الآي باد
في آب (أغسطس) الماضي أعلن محررو أبل أبرز التطبيقات الطبية على أجهزة الآي باد والآي فون لعام 2011. وفيما يلي أهم هذه التطبيقات:
التطبيق الأول يدعى Airstrip Cardiology من تطويرAir StripTechnologies الذي يسمح للمختصين بمراجعة نطاق التاريخ الطبي للمريض بخصوص تخطيط القلب.
التطبيق الثاني هو Skeletal System Pro III من إعداد3D 4Medical.com والذي يباع بسعر 5.99 دولار. هذا البرنامج هو أداة للتعلم بالدرجة الأولى، حيث يستخدم الأطباء والمعلومات والمختصون في المهن الطبية هذا البرنامج بصورة متزايدة كمرجع وكأداة للتعرف على المواد. فهو يتيح للمستخدمين إظهار مناطق مفصلة من نظام العظام أمام المرضى والطلاب، ما يجعل من الأسهل كثيراً عليهم أن يشرحوا حالة المريض والعلل التي أصيب بها وكذلك الجروح والإصابات.
التطبيق الثالث من حيث الانتشار هو EyeDecide MD الذي يمكن الحصول عليه مجاناً من شركة Orca Health. وهو برنامج يستخدم بالدرجة الأولى كأداة تعليمية كذلك. وهو يعطي ثلاثة مجالات للتطبيق، وهي التشريح وحالة المريض والعثور على إخصائي. ويستخدم البرنامج صوراً محددة لحالة العين من أجل وصفها وإظهار الهيئة التي تكون عليها، بما في ذلك الكتاراكت والتهاب الملتحمة وجفاف العين، والخيوط الصغيرة التي تظهر في المجال البصري، والجلوكوما والتهتك الحادث في بقعة القرنية الصفراء بسبب التقدم في العمر.
التطبيق الرابع على القائمة هو Mobile MIM الذي يمكن الحصول عليه مجاناً من شركة MIM Software Inc. وهو يُستخدَم لمشاهدة وتسجيل نطاق واسع من الصور الطبية ودمجها وعرضها لأغراض التشخيص.

، بما في ذلك الصور التي يتم الحصول عليها من SPECT وPET وCT والتصوير بالرنين المغناطيسي وأشعة إكس والموجات فوق الصوتية (ولا يستخدم الجهاز للرسم الشعاعي للثدي).

التطبيق الخامس على القائمة هو برنامج مجاني آخر من شركةMIM Software Inc ويدعى VueMe. وهو مصمم لمشاهدة الصور الطبية في غير أغراض التشخيص من قبل المرضى. وأحد الأمثلة على استخدامه هو أن بإمكان الشخص أن يحمل معه صوره الطبية في أي مكان يذهب إليه لمراجعة الطبيب.

الآي باد في التصوير الطبي
إن التصوير الطبي مجال يمكن أن نرى فيه استخدام الآي باد يوماً ما، ولعل هذا اليوم قريب وليس بعيداً، في تطبيقات تتجاوز مساعدة المدرسين والطلاب والمرضى والأطباء على التواصل فيما بينهم بصورة أوضح، ومن الممكن أن يحل اليوم الذي نستطيع فيه استخدام الجهاز كأداة في التشخيص. لكن توجد بعض العقبات في الوقت الحاضر.

الآي باد في المستقبل
من السمات الجديدة للجيل الثالث من أجهزة الآي باد التي يمكن أن تثير اهتمام الأشخاص الراغبين في استخدامه في التطبيقات الطبية (إلى جانب سوق الألعاب الضخمة التي يستهدفها الجهاز كذلك)، هناك قوة التبيان ووضوح الصورة على الشاشة التي تعرض صوراً مقياسها 2048 في 1536 بِكسِل (أي ما يعادل 3.1 مليون بِكسِل)، وهو مستوى من الوضوح لا يتفوق فقط على أي جهاز لوحي آخر في السوق، وإنما يتفوق كذلك على بعض أجهزة التلفزيون التي تعرض الصور بمقياس HD.
وهذا يمكن أن يدفع بجهاز الآي باد بقوة في مجال التصوير ودرجة وضوح الصورة حين يكون لها استخدامات محددة. ونتيجة لذلك يمكن أن يدخل الجهاز في المجال الصعب وهو سوق التشخيص، حيث ستبدأ مرحلة جديدة وأكثر سرعة من ذي قبل.
ويلاحظ أن إطلاق هذه الأجهزة أخذ يتبيّن من الآن أنه عملية مفيدة من حيث تقليص التكاليف، ثم إن الجهاز آخذ الآن في تغيير الطريقة التي تعمل من خلالها البيئات التعليمية، وأن هذا التغيير على ما يبدو سيدخل حيز التواصل بين الطبيب والمريض.

الأكثر قراءة