مستمرون في التوسع والتطور أفقيا لخدمة أكبر شريحة ممكنة من المستهلكين
كشف المهندس حازم بن فائز الأسود رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للتسويق (ش م م ''سامكو'') النقاب عن نية الشركة الاستمرار في التوسع والتطور أفقياً لخدمة أكبر شريحة ممكنة من المستهلكين، مستفيدة من البيئة التنافسية التي تحظى بها السوق السعودية، بفضل السياسة الاقتصادية الحكيمة التي تنتهجها حكومة خادم الحرمين الشريفين الرامية لتشجيع الاستثمارات الوطنية في جميع المجالات.
وقال المهندس حازم الأسود لـ''الاقتصادية'' بمناسبة اختيار مجموعة الأسود بجميع أنشطتها ضمن أكبر 100 شركة لعام 2012: إن إقدام الشركة على المضي في عملية التوسع والتطور أفقياً يأتي إيماناً منها بأن السوق السعودية كبيرة ومتطورة وقادرة على استيعاب هذا التوسع الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى خدمة أكبر شريحة ممكنة من المستهلكين لتدعيم أطر الشراكة معهم، لأنهم سيكونون جزءاً من هذه المنظومة خصوصاً مع توجه الشركة لتصبح شركة مساهمة سعودية عامة، جاء ذلك من خلال حوار أجرته معه جريدة ''الاقتصادية'' بهذه المناسبة فيما يلي نصه:
ما طبيعة نشاط الشركة السعودية للتسويق؟
بدأت الشركة في عام 1978 بنشاط واحد، تركز على الأسواق المركزية (بيع وتسويق المواد الغذائية والاستهلاكية) والمتمثل في أسواق المزرعة، كون هذا النشاط ذا حيز واسع وحجم التطوير فيه غير محدود مع تطور السوق المحلية والأسواق العالمية، وبالفعل تم انتهاج خطة للتوسع المدروس بهذا النشاط منذ ذلك الوقت، إلى أن وصلنا- ولله الحمد- لفرعنا رقم 39 في المملكة، إضافة إلى فرعنا في مدينة بيروت اللبنانية، أضف إلى ذلك 14 مركز تسوق بحجم صغير يخدمون المجمعات السكنية، كما أضفنا تنوعا جديدا لأنشطة الشركة من خلال الحصول على وكالات عالمية فيما يخص المقاهي والمطاعم السريعة والمتمثلة في وكالة سنزيو الكندية ووكالة وتسلز برتسلز الأمريكية وفروعنا منتشرة- ولله الحمد- في أغلب مناطق المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي ومعظم بلدان عالمنا العربي، وفي السنوات الست الأخيرة قمنا بإدخال نشاط جديد يعنى بالترفيه العائلي، من خلال افتتاح مركز عالم المغامرات الترفيهي في مدينة الدمام في عام 2006، وتوالت افتتاحات هذا المركز ليصل لخمسة فروع في كل من الدمام والهفوف والخفجي وجازان، إضافة إلى محافظة حفر الباطن، والذي فتح أبوابه للجمهور بداية تموز (يوليو) من عام 2011، فضلا عن مركز عالم المغامرات الترفيهي في مدينة بيروت اللبنانية الذي فتح أبوابه للجمهور سوية مع أسواق المزرعة هناك.
كيف تقيم وضع الشركة في الوقت الراهن؟
بفضل الله ـــ عز وجل ـــ ومن ثم السياسة الحكيمة التي تنتهجها حكومة خادم الحرمين الشريفين من خلال توفير مناخ صحي وآمن لجميع المستثمرين المحليين والأجانب، أرى أن وضعنا ممتاز رغم ما يحيط بنا من ظروف في عالمنا العربي، والدليل على ذلك مضيُّنا قدماً بعجلة التوسع والاستثمار في مجالات عدة وبأكثر من منطقة في مملكتنا العزيزة.
إلى ماذا تعزو النجاح الواضح الذي حققته الشركة عبر السنوات الماضية وما زالت رغم خروج العديد من الشركات من السوق؟
الشركات التي خرجت أو بالأحرى انسحبت من السوق السعودية لم تستطع الملاءمة والتكيف مع الأنظمة والقوانين السائدة في المملكة والمجتمع الخليجي بشكل عام، التي هي مستمدة من الشريعة الإسلامية، وبالتالي فإن المجتمع المحلي المحافظ في المملكة له عاداته وتقاليده ومتطلباته التي تحدد سلوكه الشرائي، ولا بد من البحث في هذا المجتمع والوصول إليه وخدمته بالشكل الأمثل أينما وجد، إذًا فإن التوسع المدروس لا بد أن يكون مبنيا على التطور السكاني والعمراني، وبالتالي لا بد من فهم ذلك جيداً من قبل المستثمرين ليبقوا ضمن دائرة المنافسة في السوق.
ما مدى قناعتكم بدخول شركات أجنبية للسوق السعودية؟
السوق السعودية كبيرة ومتطورة كما أسلفت، وقادرة على استيعاب هذه الشركات، بل إني أرى أن هذا هو المناخ الصحي للمنافسة؛ لأنها تصب في النهاية لمصلحة المستهلك النهائي بتوافر عدة خيارات أمامه، وهذا ما دعا له خادم الحرمين الشريفين بجهوده الدائمة لجلب ودعم الاستثمارات الأجنبية في المملكة، وهنا عليها- أي الشركات الأجنبية - محاولة فهم السوق السعودية جيداً، والتعاون مع الشركات المحلية لتضمن استمراريتها.
ما الذي دعاكم للتفكير في تحويل الشركة من شركة عائلية لشركة مساهمة؟
لا أخفيك أن الشركة العائلية في بدايتها في السوق تنجح بنسبة وبصورة معينة، ولكن مع تطور السوق وانتهاج مبدأ الانفتاح في هذه السوق، ومع مرور السنوات يصبح مطلب التحول لشركة عامة مساهمة ملحاً، وذلك لأسباب كثيرة منها ضمان استمرارية الشركة، وضخ سيولة جديدة تساعد على نمو الشركة وتقويتها في السوق، إضافة إلى فصل الملكية عن الإدارة من خلال ضخ دم جديد في الإدارة العليا من المساهمين تساهم بإبداء آراء أخرى تفيد الشركة مستقبلاً.
التحول لشركة مساهمة عامة يسبقه عادة تحولها لشركة مساهمة مقفلة، هل صدرت قرارات رسمية بهذا الشأن؟
بالفعل- ولله الحمد- فقد صدر القرار الوزاري من معالي وزير التجارة والصناعة بتاريخ 16/5/1433هـ والقاضي بالموافقة على إعلان تحول الشركة السعودية للتسويق من شركة ذات مسؤولية محدودة إلى شركة مساهمة مقفلة، وعلى غرار ذلك تم نشر هذا القرار وقرار الشركاء والنظام الأساسي للشركة في الصحف الرسمية.
ما المدة الزمنية المقررة لتحولكم لشركة مساهمة عامة كون الشركة الآن تحولت لشركة مساهمة مقفلة؟
في الواقع ليست هناك مدة زمنية محددة تلزمنا بذلك، ولكن ذلك يندرج تحت عدة أمور ومتطلبات تحددها هيئة سوق المال ووزارة التجارة والصناعة لا بد من الالتزام بها وتطبيقها حرفياً وفعلياً، وعند مراجعة هاتين الهيئتين لمدى تطبيقنا لتلك المتطلبات ستصدر حينها الموافقة الرسمية بتحول الشركة لمساهمة مهمة، ونحن فعلياً بدأنا العمل على تلك المتطلبات وسنسعى جاهدين للوفاء بجميع تلك المتطلبات في أقرب فرصة ممكنة ـــ بإذن الله.
ما رأيكم في السوق السعودية؟
السوق السعودية عانت في الفترة الأخيرة كما الأسواق العربية الأخرى، الظروف السياسية المتأرجحة في العالم العربي، ولكن بصورة أخف وطأة من باقي الأسواق، ويرجع ذلك بفضل الله ـــ عز وجل ـــ ومن ثم سياسة خادم الحرمين الشريفين الحكيمة، أضف إلى ذلك أن مقومات وجود سوق قوية وقادرة على مواجهة المصاعب موجودة والحمد لله من استقرار سياسي ونظام حكومي يعتمد التطور بجميع مجالاته وناتج قومي وارتفاع لأسعار النفط على الدوام كل ذلك يصب في مصلحة السوق السعودية.
إذا قمنا بالمقارنة ما بين الأيام الماضية وهذه الأيام، هل نجحت هيئة سوق المال في تغيير فكر المساهمين؟
هيئة سوق المال نجحت جزئياً في تحويل المساهمين من مضاربين إلى مستثمرين، وأنا كلي ثقة بأن السوق السعودية ملجأ جيد وآمن لاستثماراتهم على المدى الطويل.
ما خطتكم المرسومة المستقبلية للتوسع والتطور أفقياً وما المقصود بأفقياً؟
التوسع الأفقي هو الامتداد الجغرافي الجديد لنشاط أنت تزاوله في الوقت الحالي، ونحن- ولله الحمد- قد قمنا بالتوسع الرأسي بتنوع أنشطتنا، وأتى الدور الآن على كيفية نشرها جغرافياً، ومن ثم تطوير مدى الخدمة المقدمة من هذه الأنشطة، لدينا خطة حالياً للتوسع في مجال الأسواق المركزية (سلسلة أسواق المزرعة) لتشمل افتتاح فرع جديد في محافظة الأحساء وفرع آخر في مدينة الجبيل الصناعية، أضف إلى ذلك نيتنا افتتاح ثلاثة فروع أخرى في مدينة جدة، وفرع في مدينة الدمام، إضافة إلى فرع في مدينة حائل كأول فرع لسلسة أسواق المزرعة في شمال المملكة وجميعها تتراوح مساحة الفرع الواحد منها ما بين 4000 و4500 متر مربع.
أما ما يخص مجال مراكز الترفيه فسيتم افتتاح مركز عالم المغامرات الترفيهي في كل من مدينتي جدة وحائل ليصل إجمالي عدد الفروع في المملكة إلى سبعة فروع.
من الملاحظ أنكم لم تدخلوا سوق المنطقة الوسطى وتحديداً مدينة الرياض، هل من سبب معين؟
إطلاقاً ليس هناك من سبب لعدم وجودنا في المنطقة الوسطى، ولكننا كنا بصدد انتظار الوقت المناسب لذلك، ولا أخفيك بأننا قد بدأنا بمحادثات جدية لمواقع تم اختيارها بالفعل في مدينة الرياض تحديداً والمنطقة الوسطى بشكل عام، ونحن بصدد الانتهاء من تلك المحادثات، ومن ثم المباشرة بالعمل على افتتاح فرعين جديدين لسلسلة أسواق المزرعة في مدينة الرياض.
لما للمجتمع من دور مهم خاصة وأنتم على أبواب طرح أسهمكم للاكتتاب العام، ما الدور الاجتماعي الذي قدمته وستقدمه الشركة مستقبلاً؟
الشركة لم تغفل دورها في خدمة المجتمع، وذلك للانتشار الجغرافي المميز لفروع الشركة وقربها واحتكاكها المباشر مع جميع فئات المجتمع مما جعلها أكثر إلماماً باحتياجات هذه الفئات، إذ إن لديها مساهمات كبيرة في جميع مناطق المملكة، أولها توظيف السعوديين القاطنين بتلك المناطق فور افتتاحها فروعاً للشركة هناك، إضافة إلى الدعم المباشر وغير المباشر للجمعيات الخيرية وجمعيات البر والمعوقين، والمساجد والهيئات الدينية، ومناسبات الزواج الجماعي، والمهرجانات العامة والهادفة على مستوى المناطق، وتوظيف ذوي الاحتياجات الخاصة، ولم تغفل المجموعة دور المرأة في خدمة مجتمعها، حيث عملت الشركة حالياً على تشغيل النساء في مراكز عمل تتناسب مع طبيعة المرأة، وتراعي عادات وتقاليد المجتمع السعودي، وقطعت شوطاً كبيراً في ذلك، مشيراً إلى أن المسؤولية الاجتماعية تقع ضمن اهتمامات الإدارة العليا للشركة على الدوام.
كيف تنظرون للكوادر الوطنية المؤهلة في الشركة؟
إن الشركة السعودية للتسويق م س م ''سامكو'' تحرص على بناء كوادر وطنية تكون قادرة على قيادة شؤون الشركة، حيث إن الاهتمام بالعنصر البشري يقع من أول اهتماماتها، مشيراً إلى أن الشركة تمنح أدواراً قيادية للكوادر الكفؤة من أجل المساهمة في تطويرها باعتبارها لبنة تساهم في الاقتصاد الوطني من خلال خدمة المستهلكين وتوفير احتياجاتهم من الخدمات الضرورية التي حققت فيها الشركة نجاحات باهرة منذ أكثر من 35 عاماً.
كما أن الشركة ومن أجل تطوير أنشطتها اهتمت بتطوير وتدريب العنصر البشري، حيث لديها تعاون مع عدد من المعاهد التدريبية المتخصصة التي تقوم بتنظيم دورات تدريبية لموظفي الشركة إيماناً من الإدارة العليا للشركة بأن أساس نجاح مشاريعها يتطلب إعداد كوادر مؤهلة قادرة على تحمل المسؤولية ولديها رؤية لتنفيذ السياسة التطويرية. وأنوه هنا بأن الشركة تنظر للوظيفة كمهنة، وليس كوظيفة فقط، وهنالك مجموعة كبيرة من الموظفين أمضوا أكثر من 30 عاماً يعملون في الشركة، وهذا دليل واضح على نجاحها في تطوير بيئة عمل ممتازة شجعت الموظفين على الاستمرار في العمل لمدة طويلة وحفزت فيهم الولاء والإخلاص لها، كما أريد أن أنوّه بأن الشركة دأبت على الحرص على توظيف الشباب السعودي والمحافظة على نسبة السعودة التي تزيد حالياً على 30 في المائة، وذلك بالتنسيق الدائم والمستمر مع صندوق تنمية الموارد البشرية ووزارة العمل ومكاتبها المنتشرة في المملكة.