ابتلاع الأطفال للأجسام الصغيرة يقلق الشركات المصنعة للألعاب
إن أي شخص لديه أطفال صغار يدرك المشاكل التي يعانيها هؤلاء الأطفال عندما يبتلعون أجساماً صغيرة. ويعتبر هذا الأمر من أشد الأمور التي تقلق بال شركات صناعة ألعاب الأطفال منذ بدايتها. لكن لم يخطر على بالي، بالنسبة لطفليَّ الصغيرين الموجودين في بيتي، أن موضوع البطاريات، خصوصاً البطاريات الصغيرة المسطحة ذات اللون الفضي، والتي لا بد أنها تبدو جذابة تماماً في أعين الصغار، هو موضوع لم يسبق أن خطر لي على بال. ولعل كثيراً من الآباء والأمهات على الأرجح لم يفطنوا إلى الخطر الكامن في ذلك.
ويستطيع الطفل بكل سهولة أن يتناول جهازاً إلكترونياً صغيراً، من الأجهزة التي نجدها بأعداد متزايدة في كل منزل، ويفتح حجرة البطارية، التي نادراً ما تكون مصممة لكيلا يعبث بها الصغار، ويبتلعون هذا الشيء الجذاب اللامع الذي يسقط من مكانه.
ويمكن لهذه البطاريات الصغيرة أن تسبب مشاكل صحية خطيرة إذا ابتلعها الطفل. فهي تحتوي على مزيج من المواد الكيماوية السامة والمعادن الثقيلة. لكن بصرف النظر عن محتواها من المواد الكيماوية، فإن وجود هذه القطعة الصغيرة ذات الشكل الدائري في حلق أي طفل هو بالضبط المشكلة التي يعانيها الآباء والأمهات في مختلف أنحاء العالم ويحتاجون إلى أخذ احتياطاتهم بسببها.
حتى نضع الأمر في السياق المناسب، كل ما علينا هو الاطلاع على عدد حزيران (يونيو) من مجلة طب الأطفال، التي تشتمل على مقال بعنوان ''زيارات الأطفال بسبب حالات متعلقة بالبطاريات إلى أقسام الطوارئ في الولايات المتحدة، 1990 ــــ 2009''. خلال فترة السنوات العشرين التي شملتها الدراسة، شهدت أقسام الطوارئ في المستشفيات الأمريكية نحو 66 ألف حالة من الأطفال الذين هم دون الثامنة عشرة من العمر. وكان السبب المذكور في التقارير هو أن الإصابات لها علاقة بالبطاريات.