تحذير الرياضيين من تعاطي الستيرويد الابتنائي.. نهايته الإدمان

تحذير الرياضيين من تعاطي الستيرويد الابتنائي.. نهايته الإدمان

الستيرويد الابتنائي الذي يعرف أيضا باسم الستيرويد الابتنائي الأندروجيني، موجود منذ الثلاثينيات. ويعد دواء من مواد تركيبية لا تعطى إلا بوصفة طبية تحاكي آثار هرمون التستوستيرون الذكري.
وفي كثير من المناسبات يتم استهلاك الستيرويد الابتنائي بشكل غير قانوني، إما على شكل محلول أو أقراص أو كبسولات أو حبوب تحت اللسان أو قطرات سائلة أو كريمات أو جل يتم وضعه مباشرة على البشرة والهدف هو زيادة الكتلة العضلية والأداء الرياضي. ويتنوع المنتج في شكله اعتمادا على نوع الشركة المصنعة. وإذا تم تناوله لهذه الأسباب، قد يسبب الستيرويد الابتنائي آثاراً جانبية جسدية ونفسية خطيرة، ويؤدي في النهاية إلى الإدمان.
يميل عادة متعاطو الستيرويد إلى تناول المنتج إما عن طريق الفم أو العضل (الحقن) أو موضعياً (وضعه على البشرة). وقد تكون الجرعات الزائدة أعلى بـ10 مرات إلى 100 مرة من الجرعات العلاجية الموصى بها طبياً أو علاجياً.
يستخدم بعض الرياضيين المحترفين، وكذلك المراهقون والرياضيون في الجامعات، من الذكور والإناث، الستيرويد الابتنائي بسبب آثاره المباشرة في محاكاة هرمون التستوستيرون.
يشير مصطلح ''الابتنائي'' إلى قدرة الستيرويد على تسهيل بناء العضلات. ويشير مصطلح ''الأندروجيني'' إلى دوره في تشجيع تطوير الخصائص الجنسية الذكورية. تسمى بعض أنواع الستيرويد الابتنائي الأكثر شيوعا في السوق: Andro، oxandrin، dianabol، winstrol، deca-durabolin، equipoise. والأسماء الشعبية الشائعة الأخرى لهذا الدواء هي: العصير juice، roids، وحلوى القاعة الرياضية gym candy، pumpers، stackers وأسماء أخرى.

الستيرويد الابتنائي.. التعاطي والإدمان
يتم عادة تصنيع الستيرويد الابتنائي في مختبرات صيدلانية كبيرة لاستخدامه كأدوية تعطى بوصفة طبية. لدى العديد من الدول قوانين صارمة جدا لمكافحة الاتجار غير المشروع فيه.
قد يسبب الستيرويد الابتنائي، مثل غيره من الأدوية غير المشروعة، الإدمان بسرعة. يعتقد بعض المستهلكين أن تناول الستيرويد الابتنائي طريقة جيدة وسريعة للحصول على اللياقة والقوة والصحة. وهذه خرافة. فتناول الستيرويد الابتنائي عادة دوائية خطيرة.
في البداية، حين يبدأ الشخص استهلاك الستيرويد، يقوم الجسم بتكوين نوع من التحمل له، وفي النهاية يتلهف على المزيد والمزيد للحصول على نتائج أفضل أو لتحسين مظهره أكثر. قد يصبح البالغون الشباب معتمدين عليه دون حتى أن يدركوا ذلك. العدوانية هي علامة على الإدمان عند تناول الستيرويد.
المثير للدهشة هو أن تعاطي الستيرويد يزيد بسرعة اليوم بين النساء الشابات، وبين السكان الأصغر سناً بين الثامنة عشرة والعشرين من العمر.
يبدأ العديد من متعاطي الستيرويد الابتنائي بتقبل أنهم يعانون مشكلة إدمان حين يكتشفون أنهم بحاجة إلى جرعات أكبر تدريجياً، على الرغم من المعاناة من مشكلات جسدية ملحوظة، ومواجهة صعوبات في مجال العلاقات الاجتماعية.
حين يصبح الشخص مدمناً للستيرويد الابتنائي، فإن الإقلاع عنه قد يؤدي إلى بعض أعراض الانسحاب، مثل الاكتئاب وتقلب المزاج والتعب والقلق والتوتر وصعوبة التركيز والأرق وفقدان الشهية العصبي والصداع وألم في العضلات والمفاصل وفقدان الشهية وقلة الرغبة الجنسية والتلهف إلى تناول المزيد من الستيرويد.
تشير الدراسات إلى أن ما بين مليون وثلاثة ملايين شخص في الولايات المتحدة (1% من السكان) تعاطوا على الأرجح الستيرويد الابتنائي بطرق خاطئة. ويكون المتعاطون عادة من الرجال من الطبقة الوسطى ذوي الميول الجنسية الطبيعية والذين يبلغ متوسط أعمارهم 25 عاماً. ووجد أن نسبة 78.4 في المائة من المتعاطين في أحد المسوحات يستخدمون الأدوية لأهداف تجميلية كلاعبي كمال الأجسام غير التنافسيين وغير الرياضيين.
بين الأولاد البالغة أعمارهم 12 إلى 17 عاماً، زاد استخدام الستيرويد وأدوية مشابهة 25 في المائة من عام 1999 إلى عام 2000، حيث يقول 20 في المائة منهم إنهم يستخدمونها للحصول على جمال الشكل وليس لأهداف رياضية.

ما الآثار الجانبية للستيرويد الابتنائي؟
كل حالة فردية مختلفة حيث تكون بعض الآثار الجانبية واضحة جداً، في حين تكون غيرها أقل وضوحاً.

الآثار الجسدية
قد تشمل الآثار الصحية الخطيرة الناجمة عن تعاطي الستيرويد الابتنائي لدى المراهقين الصغار أو الأكبر سناً توقف النمو قبل الأوان بسبب نضوج الهيكل العظمي المبكر والتغيرات المتسارعة لسن البلوغ. بعبارة أخرى، قد يظل المراهقون الذين يتناولون الستيرويد الابتنائي قبل توقف عملية النمو قصار القامة بقية حياتهم.
تشمل الآثار الجسدية الأخرى للمتعاطين من الذكور والإناث:
- تغيرات في هيكل القلب تسبب النوبات القلبية والموت المفاجئ نتيجة أمراض قلبية واضطرابات النظم القلبية. وقد تؤدي أحيانا إلى الموت جراء قصور في القلب.
- تجلط الدم.
- أمراض الأوعية القلبية والشريان التاجي.
- انخفاض مستوى الكولسترول الجيد وزيادة مستوى الكولسترول السيئ. وقد يزيد كذلك بشكل كبير احتمالية الإصابة بتسمم الكبد في غضون 12 أسبوعاً.
- احتباس السوائل.
- ارتفاع ضغط الدم.
- اليرقان.
- تلف الكبد.
- الغثيان والتقيؤ.
- الشعر الدهني.
- رائحة الفم الكريهة الدائمة.
- مشكلات في النوم.
- حب الشباب الحاد.
- تورم القدمين.
- الارتجاف.

من التأثيرات الجسدية للذكور بشكل خاص:
- تقلص حجم الخصيتين.
- انخفاض عدد الحيوانات المنوية والأداء الجنسي.
- العقم.
- الصلع.
- التثدي (نمو الثديين).
- خطر الإصابة بسرطان البروستاتا.

من التأثيرات الجسدية للإناث بشكل خاص:
- إذا كانت المرأة حاملاً، قد يتأثر نمو الجنين.
- تغييرات في الطمث.
- توسع البظر.
- نمو شعر الوجه.
- انخفاض الرغبة الجنسية.
- الصلع المماثل للذكور.
- صوت أعمق بشكل دائم.
- حب الشباب الحاد.
- تقلص الثديين.

الآثار الجانبية السلوكية والنفسية:
مثل الآثار الجسدية، تكون معظم التغيرات النفسية مرتبطة مباشرة بالهيكل الكيميائي الواضح لنوع الستيرويد الذي يتم تعاطيه.
- السلوك العدائي وتقلب المزاج - الشعور بالغضب والتهيج الشديد بسبب حوادث يومية تافهة، علامات على العدائية تؤدي إلى تفجر العنف. قد يكون تقلب المزاج شائعا جدا، بما في ذلك أعراض تشبه الهوس تؤدي إلى مزيد من العنف.
- النسيان وتشتت الانتباه: فقد يميل متعاطو الستيرويد إلى كثرة النسيان وتشتت الانتباه. وغالبا ما يشعرون بالارتباك دون أن يدركوا سلوكهم الغريب أو غير المعتاد.
- السلوك الاكتئابي: قد يشعر متعاطو الستيرويد من الذكور والإناث بشعور جيد جداً، ولكن هذا قد يتغير بشكل جذري إذا رأوا شخصا آخر يعتقدون أنه يبدو أجمل منهم. وقد يؤدي هذا إلى الغضب والاكتئاب.
- الهلوسة والأوهام: وهو من الآثار الجانبية التي تصيب عدداً كبيراً من المتعاطين. حين يصبح الشخص مدمناً، سيتصور دائماً أن الآخرين يحدقون فيه دائما ويحكمون عليه حسب مظهره. وسيكون لهذا تأثيرا عقليا يسبب عدم الاستقرار في العلاقات مع العائلة والأصدقاء، وفي مجال الوظيفة.

منع تعاطي الستيرويد
في الولايات المتحدة، هناك بعض المنظمات، مثل أطلس أو أثينا، التي لديها برامج فعالة جدا لمنع تعاطي الستيرويد بين الرياضيين في المدارس الثانوية.
في الأساس، ما تفعله هذه المنظمات هو جمع الطلاب في مناقشات. ويتم إدارة النقاش من قبل مدربين وقادة الفرق الرياضية الشباب. ويتم:
- إخبار الطلاب عن الجوانب السلبية لاستخدام الستيرويد الابتنائي.
- تدريب الطلاب على كيفية رفض عروض تناول الأدوية في الشوارع أو النوادي الرياضية.
- تثقيف الطلاب عن الطريقة السليمة لبناء القوة والقدرة على الاحتمال والصحة الجيدة، دون استخدام الستيرويد. ويتم إعطاء معلومات عن عادات الطعام الجيدة وأنظمة التدريب السلمية وأهمية النوم الجيد... إلخ.
خلصت الدراسات إلى أن عمل مثل هذه المنظمات قد يقلل تعاطي الستيرويد من قبل أشخاص جدد بنسبة تصل إلى 50 في المائة بين الرياضيين الشباب.

الأكثر قراءة