سياسة هيئة السياحة تعتمد على الاستثمار في الموارد البشرية وتطوير المهارات
قال الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار: إن فوز الهيئة العامة للسياحة بالمركز الأول وحصولها على جائزة أفضل بيئة عمل ضمن القائمة التي أصدرتها شركة تيم وون للاستشارات بالتعاون مع جريدة الاقتصادية، يأتي في إطار المنهج الساعي إلى إيجاد بيئة عمل متطورة محكومة بالضوابط ذاتها التي تعمل من خلالها المؤسسات الحكومية، ولكن بأسلوب جديد يتوافق مع تطلعات القيادة للتميز ويواكب مستجدات العصر، وحاجة قطاعات الدولة للتطوير العميق في أدائها ليواكب النمو الكبير في الاقتصاد الوطني والتنمية المتسارعة في البلاد.
وأشار الأمير سلطان بن سلمان إلى أن هيئة السياحة تولي جل اهتمامها لموضوع التدريب والتطوير على رأس العمل، لكونه الاستثمار الحقيقي في أهم عنصر لديها وهو الموظف، كما تعتمد الهيئة في سياساتها على الاستثمار في الموارد البشرية وصقل مهاراتهم، فالتدريب يحظى بعناية خاصة في الهيئة، حيث تحرص الهيئة على أن يتم تدريب منسوبيها وبحد أدنى دورة تدريبية واحدة كل سنة لكل موظف، كما تحرص الهيئة على إشراك موظفيها في مختلف التجارب الاستطلاعية سواء داخل المملكة أو خارجها بغرض الاطلاع عن كثب على مختلف التجارب في المجال السياحي والإيواء والاستثمار السياحي.
وقال رئيس الهيئة إنه تم وضع ثماني قيم مهنية لتمكين الهيئة لتحقيق التميز الذي تم رسم معالمه منذ اليوم الأول من تأسيس الهيئة، وهذه القيم هي: المسؤولية، والشفافية، والعدالة، والإتقان، والشراكة، والمبادرة، والتعلم، والاستمتاع. إلى تفاصيل الحوار:
ما الذي يميز بيئة العمل لديكم عن باقي المنشآت؟
حرصنا منذ وقت مبكر من إنشاء الهيئة عام 1421هـ، وبناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الذي يحرص على التطوير في شتى المجالات، ويكرر دائما أهمية تهيئة المؤسسات الحكومية لتكون قادرة على الوفاء بتطلعات المواطنين، وما قدمه أصحاب السمو رؤساء مجالس إدارة الهيئة سابقاً الأمير سلطان بن عبد العزيز– رحمه الله- (أول رئيس لمجلس إدارة الهيئة)، والأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذين تشرفت الهيئة برئاستهم لمجلس إدراتها، وتلقت توجيهاتهم السديدة وتأكيدهم على أن تكون الهيئة بيئة عمل متطورة محكومة بالضوابط ذاتها التي تعمل من خلالها المؤسسات الحكومية، ولكن بأسلوب جديد يتوافق مع تطلعات القيادة للتميز ويواكب مستجدات العصر، وحاجة قطاعات الدولة للتطوير العميق في أدائها ليواكب النمو الكبير في الاقتصاد الوطني والتنمية المتسارعة في البلاد، من خلال توفير العناصر المادية والمعنوية المحيطة بالموظف والعمل المؤسسي، حيث تتبنى الهيئة أفضل الممارسات الإدارية وأحدثها، خصوصاً أنها تعمل على تنمية قطاع يتميز بتداخله مع القطاعات الأخرى، ولذلك تم تنظيم ووضع الأطر لممارسة الإدارة الحديثة والعلاقات الداخلية بين موظفيها (مسؤوليها)، ودعم العمل الجماعي، وتوفير أنجع أدوات العمل، وقد كانت الهيئة سباقة في استخدام التطبيقات الإلكترونية في كل أعمالها، وحصلت على العديد من الجوائز في هذا المجال، كما أنها حرصت على أن تكون لها لائحة تنظم شؤون منسوبيها تتوافق مع طموح الهيئة وأهمية هذه المرحلة التأسيسية، وذلك من خلال استقطاب كفاءات وطنية متميزة فتحولت بيئة العمل إلى بيئة ممتعة تضيف خبرات وتجارب جديدة لخبرات منسوبيها.
#2#
ومن أهم ما يميز بيئة العمل في الهيئة هو إيمانها بأن التميز يتحقق من خلال تكامل الإبداع في الجانب الفني مع الرقي في الجانب السلوكي. ومن أجل ذلك ركزت الهيئة على القيم المهنية التي تمثل القواسم المشتركة التي تربط مسؤولي الهيئة في جانب السلوك المهني. ولذا وضعنا ثماني قيم مهنية لتمكين الهيئة لتحقيق التميز الذي تم رسم معالمه منذ اليوم الأول من تأسيس الهيئة، وهذه القيم هي: المسؤولية، والشفافية، والعدالة، والإتقان، والشراكة، والمبادرة، والتعلم، والاستمتاع. فالهيئة تؤمن بأن الشعور بالمسؤولية هو أساس التميز، ولذلك تم غرس هذه القيمة في سلوكيات جميع من يعمل في الهيئة، وأطلق مصطلح "مسؤول" على كل موظف لكي يشعر بأهمية الدور الذي يؤديه ومسؤوليته تجاه الوطن واتجاه المجتمع. كذلك الشفافية التي يعتبرها مسؤولو الهيئة المبدأ الذي على أساسه يتحقق التميز، وذلك من خلال التعامل مع الآخرين بوضوح وإيجابية، منطلقين من مبدأ الاستفادة المتبادلة وليس من منطلق التحفظ والتشكيك في النوايا. ولكي تكون تعاملاتنا متوازنة وحيادية وموضوعية وضعنا العدالة كإحدى القيم التي نؤمن بها، والتي تمثل بالنسبة لنا الضمير المهني الذي يأخذنا نحو تحقيق التميز. ولكي يكون لتميزنا سمته الخاصة التي تميزنا عن غيرنا اخترنا الإتقان لتكون القيمة التي تحفز شغفنا نحو التميز. ولكل عمل متقن يجب أن تكون هناك منهجية واضحة، ولذلك اخترنا الشراكة كمنهج لتحقيق التميز، وأصبحت الشراكة إحدى القيم المهنية التي توجه سلوكياتنا في التعامل. ومن أجل أن تبقى منهجيتنا حية في كل زمان ومكان اخترنا المبادرة كقيمة مهنية تذكرنا دوما بأن العمل الحالي يجب أن يكون مبنيا على الدروس المستفادة من التجارب السابقة، وأن تكون الرؤية المستقبلية حاضرة في كل وقت. فالمبادرة هي روح التميز بالنسبة لنا، وما يجعل مبادراتنا متجددة ومستدامة هو إيماننا بالتعلم والاستمتاع بما نؤديه.
من هنا أصبحت الهيئة بيئة عمل مثالية؛ كونها تمثل أيضا تجربة حية عن عالم من التميز المؤسسي.
ماذا قدمتم لتطوير القوى البشرية لديكم من خلال التدريب؟
تنظر الهيئة إلى التدريب على أنه استثمار في أهم شيء لديها وهو الموظف، حيث نؤمن بأن البرامج التدريبية الجادة التي ندقق كثيرا جدا في اختيارها ضرورة للاطلاع الجاد على الأساليب الجديدة في مجال عمله وفرصة ليتغلب على بعض نقاط ضعفه في الأداء، وتسهم في تقويم أداء الموظف قبل التحاقه بالبرنامج التدريبي وبعده للوقوف على استفادته وتطور أدائه. كما تعتمد الهيئة في سياساتها على الاستثمار في الموارد البشرية وصقل مهاراتهم، فالتدريب يحظى بعناية خاصة في الهيئة، حيث تحرص الهيئة على أن يتم تدريب منسوبيها وبحد أدنى دورة تدريبية واحدة كل سنة لكل موظف، كما تحرص الهيئة على إشراك موظفيها في مختلف التجارب الاستطلاعية سواء داخل المملكة أو خارجها بغرض الاطلاع عن كثب على مختلف التجارب في المجال السياحي والإيواء والاستثمار السياحي.
هل كانت لديكم أي حوافز أو مميزات للموظفين المتميزين؟
مع نهاية كل عام يكون هناك لقاء سنوي لمنسوبي الهيئة، حيث يتم تخصيص يوم كامل بحضور شخصية إدارية متميزة من خارج الهيئة، إضافة إلى حضور كل منسوبي الهيئة، بحيث يتناول اللقاء عرض نتائج الأداء والاطلاع على تجربة إدارية متميزة من خارج الهيئة من أصحاب التجارب المتميزة من أصحاب السمو الملكي الأمراء أو المعالي الوزراء أو أصحاب التجارب الإدارية الناجحة سواء كانت في القطاعات الحكومية أو الخاصة، وخلال هذا اللقاء يتم تكريم المتميزين على مستوى الهيئة من خلال شهادات تكريم تسلم لهم من رئيس الهيئة، كما يصرف مكافأة أداء تحفيزية للمتميزين بناء على لائحة الهيئة المعتمدة.
هل كانت هناك رحلات أو غيرها من نشاطات ترفيهية خارج نطاق العمل؟
تولي الهيئة الجانب الاجتماعي أهمية خاصة لما له من دور في تخفيف ضغوط العمل وزيادة التقارب بين منسوبيها، وقد تم تشكيل لجنة للتواصل الاجتماعي، وهي لجنة تطوعية تتولى تنظيم الأنشطة الاجتماعية في الهيئة الهادفة لزيادة الروابط بين منسوبي الهيئة وتعميق الفهم لبرامج وأنشطة الهيئة مما يسهم في تعزيز الولاء والانتماء، وتتنوع هذه البرامج من أنشطة التواصل وبث الأخبار إلى الرحلات والزيارات وتنظيم البرامج والمناشط الرياضية والاجتماعية والخيرية لمنسوبي الهيئة.
هل قائمة الاقتصادية لأفضل بيئة عمل كانت مجال تطوير لكم؟
من خلال مشاركتنا خلال السنوات الثلاث الماضية في قائمة الاقتصادية لأفضل بيئة عمل، كانت تجربة جيدة ومحفزة للهيئة، ورغم حصول الهيئة خلال السنتين الماضيتين على مركز متقدم على رأس القائمة، إلا أن تركيزنا على معرفة جوانب القصور ومعالجته وتحسين مستوى بيئة العمل لدينا وبما يتوافق مع معايير منح الجائزة، ونحن عموما نرى أن على الجميع أن يسعى للتطوير باستمرار، وأن بلادنا التي عرفت بالتميز والتطور في كل الجوانب تستحق منا مؤسسات وأفرادا أن نسعى دوما لنتطور، فنكون بمستوى تميز ومكانة بلادنا.
هل تستخدم أي نوع من المقارنة المرجعية لتحسين بيئة العمل لديكم؟
مما لا شك فيه أن طاقم العامل بالهيئة له الدور الكبير في تبني وتطوير مختلف الأفكار التي تدعم إيجاد بيئة عمل مثالية ترقى لطموحات منسوبي الهيئة، كما يوجد لدينا إجراء معتمد خاص بالتطوير في الهيئة، سواء فيما يختص بالعمل أو بيئة العمل، ويصب في مصلحة الهيئة، والمختصون لدينا على اطلاع كامل على مختلف الأفكار والتطبيقات الحديثة في مجال الموارد البشرية، ويعملون على الاستفادة منها في الإشراف على الإجراءات العملية والإدارية بالهيئة.
هل تؤمنون بأهمية توفير بيئة العمل المناسبة من الناحية الملموسة "مثل المكاتب والديكور والمباني"؟
من المؤكد أن توفير بيئة عمل مكانية مريحة لكل منسوبي الهيئة له أهمية خاصة، حيث عنيت الهيئة بإيجاد مواصفات موحدة وبجودة عالية، كما تحرص على توفير المكاتب المفتوحة التي توفر فيها كل متطلبات الموظف، وتوفير أفضل الأجهزة الإلكترونية ليقوم بعمله وبما يتوافق مع طموحات الهيئة في جودة المخرجات وسرعتها.
هل هناك أي برامج لتحفيز التواصل الداخلي لدى موظفي الهيئة؟
التواصل الداخلي موجود من خلال البريد الإلكتروني، ووسائل الاتصال المرئية، كما أن العاملين بالفروع يتواصلون بشكل مباشر ومن خلال الدائرة التلفزيونية الداخلية ويحضرون مختلف الاجتماعات، إضافة إلى أن الهيئة تحرص على عقد اللقاءات الدورية على مستوى الإدارات وقطاعات الهيئة وفي مختلف المناسبات.
هل تم إعداد برامج لتحفيز روح فريق العمل؟
تحرص الهيئة على العمل بروح الفريق من خلال العمل المؤسسي بتطبيق منهجية التميز المؤسسي ومحاورها الثمانية (التوجهات، العمليات، الهياكل، القيادة، المعلومات، الأداء، القرارات، الثقافة) ومن خلال القيم المهنية (المسؤولية، الشفافية، العدالة، الإتقان، الشراكة، المبادرة، التعلم، الاستمتاع)، وكذلك التوسع في استخدام فرق العمل في مختلف مناشطها، حيث يوجد لقاء أسبوعي على مستوى نواب ومديري العموم يعقد كل يوم سبت، كما أن مختلف الإدارات تحرص على لقاءات دورية أسبوعية لاستعراض مستوى الإنجاز في مختلف المشاريع، ويتم تكريم فرق العمل التي تقدم أفضل مخرجات بالجودة التي تحرص عليها الهيئة.
كيف تستمعون إلى الآراء من الموظفين وكيف تولون الاهتمام لتحسين أدائهم وتوفير بيئة مريحة لهم؟
جميع قياديي الهيئة أبوابهم مفتوحة لاستقبال كل الملاحظات والمقترحات لتطوير بيئة العمل (ويستطيع الموظف إرسال ملاحظاته من خلال الإيميل أو مواقع التواصل الإلكترونية، حيث توجد لدينا نشرة تواصل إلكترونية تحدث باستمرار وتستقبل كل الملاحظات ودون خطوط حمراء)، كما يوجد لدينا سياسة العلم الأحمر التي من خلالها يتمكن الموظف من الوصول إلى المستوى الإداري الأعلى وفق التسلسل الإداري، ولكن دون حدود عليا إذا لم يتم حل المشكلة من دونه. كما أنه يوجد في الهيئة آلية واضحة ومحفزة لتقديم المقترحات والشكاوى والملاحظات.
كما أقوم بزيارات بشكل مستمر للموظفين في مكاتبهم وأسعد بالالتقاء بهم والحديث معهم في مكاتبهم، إضافة إلى أن جميع مكاتب مسؤولي الهيئة مفتوحة (تصميما وإجراء إداريا) فهي زجاجية التصميم ولا يوجد عليها من يمنع الدخول.
كيف يتم اختيار العاملين في الهيئة؟ وهل هناك آلية لإشراكهم في اتخاذ القرارات؟
تعمل الهيئة على غرس الثقة الكاملة في منسوبيها الذين أحسنت اختيارهم مروراً بمراحل متعددة من الفرز للتأكد من حسن الاختيار، حيث يخضع المتقدم للعديد من الاختبارات الشخصية والإلكترونية التي تقيس قدراته في التخصص الذي سيعمل فيه.
ونظراً لأن الهيئة تعطي الثقة في جميع طبقات موظفيها، فهي تتيح لهم المشاركة في اتخاذ القرارات عبر عدد من الآليات، ومنها الاجتماع الأسبوعي المفروض على كل إدارة، والاجتماع الأسبوعي لمديري العموم الذي يبدأ به الأسبوع (السبت من الساعة الـ8.30 حتى الـ10 صباحا من كل أسبوع)، وكذلك الاجتماع الشهري للجنة الإدارة التي تمثل المجلس التنفيذي للقرارات ومتابعة الأداء التي تضم رئيس الهيئة ومساعد الرئيس والنواب وعدد من مديري الإدارات الرئيسة في الهيئة، وكذلك الاجتماع الربع السنوي الذي يعنى بمراجعة الأداء بشكل دقيق ووضع الحلول لأي عقبات، وهناك الاجتماع السنوي الذي يتم خلاله مراجعة أداء عام مضى واستشراف برامج عام آت بما يضمن تكامل برامج الإدارات، وبما يحقق الأهداف المحددة والمبنية على تطلع المواطنين ومقتضيات تأسيس هذا القطاع الاقتصادي الواعد، ولذلك تعمل الهيئة على التنسيق المستمر في كل برامجها ومراجعة أدائها نحو الأفضل.