رسم استراتيجية مكافحة المخدرات.. ووصفها بـ «الأشد خطرا من الإرهاب»

رسم استراتيجية مكافحة المخدرات.. ووصفها بـ «الأشد خطرا من الإرهاب»
رسم استراتيجية مكافحة المخدرات.. ووصفها بـ «الأشد خطرا من الإرهاب»
رسم استراتيجية مكافحة المخدرات.. ووصفها بـ «الأشد خطرا من الإرهاب»
رسم استراتيجية مكافحة المخدرات.. ووصفها بـ «الأشد خطرا من الإرهاب»

شكل تولي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الداخلية – رحمه الله - حقيبة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بشكل مباشر، إضافة مهمة ترسخ عمق اهتماماته بقضية المخدرات، وتبنيه قيادة حرب لا هوادة فيها تجاه المهربين والمروجين الذي يحاولون إغراق المملكة ببراثن سموم المخدرات.
ويرى متابعون أن الأمير نايف –رحمه الله- بما له من خبره إدارية متمكنة وحس أمني مهني رفيع كان قادرا تماماً على النهوض بأعمال تلك اللجنة الجسام وترجمة أهدافها واستراتيجياتها التوعوية والتثقيفية.
ويؤكد المختصون في شؤون المخدرات أن اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات سبق وحظيت في السنوات الماضية باهتماماته، إلا أن الموافقة الرسمية على تولي رئاستها منحها بعداً إضافية وزادها قوة استراتيجية مكنتها على المدى القريب من تفعيل أدوارها الوطنية الكبرى.
وقال الدكتور فايز الشهري أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات المساعد: ''إن الأمير نايف -رحمه الله- عوّد الجميع على ترك بصمات نجاح واسعة مع كل فعالية يتولاها بشكل مباشر وبالتالي فعوامل النجاح والإبداع للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات متاحة بشكل أوسع الآن لتؤدي أدوارها المنوطة بها''. واستشهد الشهري على ذلك بالعضوية التي اكتسبتها اللجنة بدخول عدد من الوزراء كوزير الصحة والثقافة والإعلام ووزير الشؤون الاجتماعية وغيرهم إلى جانب عدد كبير من رجال الأعمال والمال الفاعلين اجتماعياً واقتصادياً.
وأضاف: يلاحظ المتابع أن بصمات الأمير نايف بن عبدالعزيز –رحمه الله- بدأت في التتالي برتم سريع مع إعلانه الكريم توقيع اتفاقية تعاون مهمة يقوم بموجبها الصندوق الخيري الوطني بتقديم كافة خدماته للمتعافين من مرض إدمان المخدرات، وتنص الاتفاقية على قيام الصندوق الخيري بمهمة تأهيل وتدريب المتعافين من مرضى إدمان المخدرات تمهيداً لإدخالهم سوق العمل.

#2#

#3#

#4#

وتشتمل الاتفاقية على تدريب وتأهيل المتعافين وذويهم على بعض المهن والحرف والوظائف وتقديم منح تعليمية للمتعافين وأبنائهم للدراسة في الكليات والمعاهد الأهلية وتقديم قروض لمشروعات المتعافين وذويهم إلى جانب التنسيق لإيجاد فرص عمل لهم وإقامة دورات توعوية للمتعافين وذويهم.
وجدد الأمير نايف بن عبدالعزيز في تصريحات صحافية عقب ترؤسه أول اجتماع في اللجنة، مضيه بقوة في حربه ضد المخدرات. وقال: إن هناك أكثر من 400 شهيد سقطوا من رجال الأمن نتيجة حرب المملكة على المخدرات وهو رقم يفوق عدد الذين سقطوا على خلفية العمليات الإرهابية التي شهدتها المملكة منذ عام 2003م''.
ومضى رحمه الله يقول: إن هناك خطة لاستنزاف الأموال السعودية من وراء ترويج وتهريب المخدرات داخل البلاد ومخططاً لإفساد الشباب وجعلهم مشلولين.
وشدد وزير الداخلية على خطر المخدرات الداهم الذي يهدد بلاده والتي اعتبرها أكثر دولة مستهدفة من المخدرات.
وقال ''يهمني أن أضع الرأي العام في هذا الواقع، المخدرات أخطر من أي حرب أو من أي كوارث.. نحن مستهدفون وأكثر دولة يهرّب إليها المخدرات هي السعودية ولا بد أن ندرك جميعا مدى خطورة هذه الآفة وتهديد الأعداء لأبنائنا ومقدساتنا وثروات الوطن''.
وكان رحمه الله يعد وسائل الإعلام شريكا استراتيجيا في مكافحة آفة المخدرات وذلك بالتركيز على الحملات التوعوية المضادة، حيث طلب من وزير الثقافة والإعلام ومن وسائل الإعلام في آخر اجتماع له كرئيس للجنة قبل عام، أن يقوموا بحملات مركزة وفاعلة ويقدموا الأدلة على الداعي لهذه الحملات والمكافحة، ''وألا يصاب الإنسان بالألم عندما يدخل مريضه إلى المستشفى ويأتيه الطبيب ويقول لا علاج له أو يتوفاه الله، لا شك لكل أجل كتاب ولكن المصائب في المخدرات هي من أشر وأكثر المصائب التي تؤدي إلى ذلك والتي تجعل الحي موته أفضل؛ لأنه حي كميت وأداة إفساد وأداة قتل، الإنسان عندما يجد في منزله أي حشرة أو حيوان كافحه حتى ينظف بيته، هذه أخطر من كل شيء''.
وقال ''لولا وجود الأموال وغسيل الأموال لما وجدت هذه البضاعة سوقاً رائجة، ولكن يقظة رجال الأمن والمهتمين وأصحاب المؤسسات الإعلامية والتربوية لها دور كبير في كشف مخططات هؤلاء المجرمين وفضح وسائلهم وطرقهم، والمواطن أيًّا كان موقعه، عليه مسؤولية جسيمة في محاربة هذه الآفات بأشكالها وأنواعها''.
وكان الأمير نايف حريصا على حضور اجتماعات اللجنة، ودائما ما يؤكد خطورة المخدرات وتعاطيها وخطورة المروجين، وكيف أن المجتمعات في العالم مع الأسف تعاني من هذه الظاهرة المؤثرة في المجتمع من خلال ضعاف النفوس وتجار المخدرات ووسائلهم المتعددة وتوريط شباب الأمة حتى عانت مع الأسف الأسرة والمجتمعات من هذا الداء الخطير.
وتأكيدا لحديث الأمير نايف أوضح مسؤول رفيع في المديرية العامة لمكافحة المخدرات مؤخرا، أن القيمة السوقية لمضبوطات المخدرات خلال الأعوام الثلاثة الماضية حتى الآن تفوق 21 مليار ريال. وذكر المسؤول أن عدد القضايا المسجلة خلال الفترة نفسها تجاوز 94 ألف قضية، بينما بلغ عدد المتهمين 119 ألف متهم تورطوا في جرائم تهريب واستقبال ونقل وترويج مخدرات. وأبان المسؤول أن العمليات الأمنية أسفرت عن ضبط 61 مليون طن من الحشيش، و12 ألف كيلو جرام من الأفيون، بينما تمت مصادرة ما يزيد على 22 ألف كيلو جرام من الهيروين الخام. وأضاف المسؤول أن الأجهزة الأمنية ضبطت 36 كيلو جراماً من الكوكايين، وما يزيد على 156 مليون طن من القات، فيما ضُبط بحوزة المهربين ما يزيد على 20 ألف كيلو جرام من الكراك. وأوضحت وزارة الداخلية في إحصائية لها عن الأشهر الأربعة الماضية من العام الجاري، تنفيذ 117 عملية أمنية مع مهرّبي ومروّجي مخدرات، نتج عنها إلقاء القبض على681 متهماً تورّطوا في جرائم تهريب واستقبال ونقل وترويج مخدرات تقدر قيمتها السوقية بـ 1.7 مليار ريال، إضافة إلى تفكيكها شبكتين لغسل الأموال في محافظتَيْ بيشة وصبيا جنوبي المملكة. وتحفظت وزارة الداخلية على مبالغ مالية نقدية في حوزة المتهمين تفوق 16 مليون ريال.
وبالعودة إلى تصريحات وكلمات ولي العهد رحمه الله كان آخرها عقب تدشينه مقر اللجنة بحضور عدد من الوزراء الأعضاء، حيث استهلها بالقول: ''كلمتي مع احترامي للإعلاميين ليست فقط للإعلام، ولكن أولا للمشاركين معنا هنا للوزراء كل في مجال اختصاصه وذلك من أجل محاربة هذه الآفة التي يتعرض لها شبابنا والكل يعلم مدى خطورتها.
إخواني ليس منكم من يجهل خطر هذه الآفة ثم نرى جميعا الكميات التي تهرب إلى بلادنا بشكل غير عادي أبدا ونراه يوميا خلاف الكميات الكبيرة التي أعلن عنها، وأنا دائما أطلب من مكافحة المخدرات كل عام أو مرتين في كل عام أن يعلنوا عن الكميات التي قبض عليها فكيف هذه لو تسربت إلى المجتمع بالإضافة إلى ما يتسرب بطرق أخرى والذي نجد آثاره في مجتمعنا، لا شك بعد الإعلام أنا أتمنى على أخي وزميلي فضيلة الشيخ صالح أن يوجه أئمة المساجد بأن تقوم بدور فاعل وهم يدركون هذا لأنها آفة حرمها الله وليس هناك عقوبة الآن في بلادنا أكثر من العقوبة التي يعاقب بها مهرب المخدرات ومروج المخدرات، أما المستعمل فهو مريض وعلينا أن نعالجه بكل الوسائل المؤدية إلى صلاحه وخروجه من هذه الآفة''.
ويجدد تأكيده على أن المخدرات أخطر من أي شيء يواجه أي مجتمع وخصوصا مجتمعنا مجتمع الإسلام مجتمع الأخلاق الفاضلة، ''كيف لا يهتم من أمر يقضي على الإنسان في جسمه وفي عقله والأمراض تصيب الإنسان في جسمه ولكن يظل عقله سليما إذا الله قدر له الشفاء شفي وعقله سليم، وإن كان أصيب لا سمح الله بمرض نفسي أو إصابة أثرت على قواه العقلية فيعالج وإذا شفاه الله فجسمه سليم، لكن ما بالك بمرض يقضي على العقل والجسم وهي المخدرات بكافة أنواعها أخطرها الهيروين وأدناها الحبوب المخدرة بأسمائها المختلفة''.
ويتميز الأمير نايف بشفافيته وحرصه على أن السعودية مستهدفة طمعا في المال، لأن هناك من يدفع، ولذلك تهرب كميات هائلة تصل قيمتها إلى آلاف الملايين، وثانيا لا نستبعد أن هناك جهات تريد أن تفسد شبابنا، وإذا فسد الشباب فسدت الأمة لأنهم رجال المستقبل. ودعا الجميع ولم يستثن أي مؤسسة اجتماعية أو وزارة حكومية معنية بهذا الأمر ولا أي فرد ومواطن سعودي أن يقدم جهده والقليل مع القليل كثير لمحاربة هذه الآفة. وقال حينها: ''الآن لو جاءنا عدو يريد بلادنا ألا نقف مع قواتنا المسلحة، طبعا سنقف وراءها ونتطوع في خدمتها، ولو كما هو الآن الاستهداف بالإرهاب ألا نقف خلف رجال الأمن نعم نقف ووقفنا ووقف كل مواطن، أنا أقول إن المخدرات أخطر من هذا كله''. وأضاف: نواجه حرباً شعواء من تجار السموم ومواجهة هذه الآفة مهمة الجميع من يريد أن يعتدي على الوطن فالحمد لله هناك قوات مسلحة قادرة وقطاعاتنا العسكرية جميعها وفي الحرس الوطني وفي القطاعات الأمنية، من يريد أن يأتي بالجريمة إلى بلادنا فهناك قطاعات أمنية تكافح هذه الجريمة، الأمراض التي تأتي رغما عنا تسخر كل الإمكانات لمحاربتها، ولكن ما هي الإصابات وكم عدد الوفيات مهما كانت فهي قليلة إنما ضحايا المخدرات من المستعملين في أنفسهم ومنهم ضد الآخرين أبشع الجرائم التي يرتكبها مستعملو المخدرات في قتل الأنفس ويصل القتل إلى الأب والأم والأخ والأخت والاعتداء على الأعراض بشكل مزعج وعلى الأطفال والفتيات بشكل كبير ولا أتكلم إلا بحقائق موجودة.
وتابع رحمه الله حديثه خلال اجتماعه بأعضاء اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات: ''ليذهب من يريد المعرفة لسجل القضاء لينظر فيما صدر من أحكام وليذهب لجهات القبض ويرى من قبض عليهم وليذهب للجهات التنفيذية ويرى ما نفذ من أحكام لماذا رأى ولي الأمر ورأى علماؤنا وأقروا في هيئة كبار العلماء أن العقوبة تصل إلى القتل للمهرب والمروج لأنه ليس هناك خطر أكبر من خطر المخدرات، إنه يصيب في الأسرة أعز ما لديها وهم أبناؤها وبناتها، إن هؤلاء يرتكبون جرائم تهدد المجتمع برجاله ونسائه في كل أسرة بل يعتدى عليها وعندما نبحث عن المعتدي نجده مستعملا للمخدرات؛ إذاً فهي أخطر من كل شيء وحرب شعواء مستهدف بها مجتمعنا المسلم المتخلق بأخلاق الإسلام وبأخلاق العرب وبأخلاق مجتمعنا الذي عاش عليها وتربى عليها أجيال متعاقبة وستظل إن شاء الله إلى الأبد ولكن هذه الآفة من أخطر ما يواجهنا للقضاء على كل الخصائص المهمة والمهمة التي ترفع رأسنا بين الأمم فكيف لا سمح الله إذا دب هذا المرض في رجال أمننا كيف نعتمد عليهم لو دب لا سمح الله في رجال قواتنا المسلحة كيف يستطيعون أن يقوموا بواجباتهم لو دب والأهم في مدارسنا بنين وبنات كيف نضمن صلاح هؤلاء ونضمن نجاحهم في اختباراتهم ونجاحهم في التعليم وقد يمتد هذا من الابتدائي إلى الجامعة وكذلك في نشاط شبابنا من يضمن أن يكون بين من يقوم بالأنشطة الرياضية وهم على قدرة وقد انزلقوا إلى هذا، كيف يستطيعون أن يؤدوا واجباتهم''.

الأكثر قراءة