أنقذ ابني من «الفئة الضالة» وأخرجه من سجون اليمن

أنقذ ابني من «الفئة الضالة» وأخرجه من سجون اليمن

بخلاف كثير من الدول التي تتعامل بالعنف الذي يصل إلى حد الدموية مع أبنائها إذا خرجوا عن سيطرتها، برهن الأمير نايف - يرحمه الله - أن الإنسان هو أغلى ما يمتلكه هذا الوطن، وتمثل ذلك في احتوائه أبناءه الذين ضلوا الطريق وخرجوا عن جسد الوطن متنكرين له، إذ أعادهم بحنكة "الأمن الفكري" بدماء جديدة وصالحة إلى هذا الجسد دون أن ينزفوا ألما وقهرا على ما فعلوا.
بهذه الكلمات روت لـ"الاقتصادية" والدة أحد أبناء الفئة الضالة الذي تراجع عن أفكاره، بقولها: "لم أتوقع يوما أن يعود ابني الذي لم يناهز الـ22 عاما إلى حضني وحضن وطنه بعد أن غادر السعودية دون سابق إنذار بعد تعرفه على مجموعة من الشباب الذين غرروا به ليلتحق بما يسمى "الجهاد في العراق".
وتذكرت أم الشاب التائب
- فضلت عدم ذكر اسمها - تلك القصة الأليمة قائلة: "كنت في قمة سعادتي وفرحتي لدى رؤيتي له ملتزما بدينه ولم أدرك أنا ووالده يوما أن يصبح التزامه تشددا يحرق قلوبنا سنوات ونحن نجهل مكانه، إذ غادرنا فجأة بعد أن باع سيارته وممتلكاته وترك وظيفته ليلتحق بمجموعة من الشباب المغرر بهم، فقد كنا نعتقد أنه ذهب إلى مكة المكرمة لأداء العمرة كما أخبرنا ثم اختفت أخباره، ولم يجد بحثنا عنه طيلة ثلاث سنوات دون معرفة أحي هو أم ميت".
وتتابع "لجأنا حينها مباشرة إلى وزارة الداخلية بعد اتصال من مجهول أخبرنا بأن ابني في العراق، حيث تابعت الوزارة بحرص وتعاون شديد حالته وتم تبلغينا أنه معتقل في أحد سجون اليمن، فغادر أحد إخوانه إلى اليمن في محاولة لإخراجه من السجن ولم يفلح إلى أن تدخل الأمير نايف يرحمه الله".
وتضيف الأم "أدرك ابني بعد أيام من دخوله العراق أن ما جرى له هو غسيل مخ ورطه فيه مجهولون في ساحة القتال، إذ لا سلاح ولا إمكانات، فقتلوا زملاءه الواحد تلو الآخر أمام عينيه، ففر عن طريق دول عربية إلى أن وصل لليمن ليلقى القبض عليه هناك، وكان معرضا للموت في كل لحظة من قبل تلك الجماعات لرفضه العودة إليهم"، وتكمل قصة الابن قائلة: "مرت شهور وابني في سجون اليمن بعد أن فقد أوراقه الثبوتية، إلى أن تدخل الأمير نايف يرحمه الله رحمة واسعة لينقله إلى الرياض".
وتضيف الأم: "عند انتقال ابني إلى السعودية وجد بفضل الله ثم بفضل حنكة قادة هذا الوطن أفضل معاملة وسمح لنا برؤيته مباشرة، ثم التحق ببرنامج الأمير محمد بن نايف للمناصحة ليخرج لنا إنسانا آخر فلم يترك التزامه لكنه عرف الدين الحق، وسار على الدرب الصواب، رغم أنه في يوم من الأيام كان يكفرني أنا وأباه"، مشيدة بسياسة السعودية في رفض إطلاق كلمة إرهابي وتفضيل عبارة "الفئة الضالة"، لأنهم فعلا ضلوا عن الطريق السواء.
وتنقل الأم على لسان ابنها بعد مضي عامين في برنامج المناصحة أدرك معنى الوطن بعد أن رأى بأم عينه كم التقدير للمواطن حتى لو خرج عن طريق الصواب من حيث احترام عقله وأفكاره ومحاورته، وتلبية رغباته حتى في أبسط الأمور كالطعام والقراءة ولقاء الأهل والأصدقاء.
وزادت "لم تكتف وزارة الداخلية على حماية ابني من جهله وتنويره وتصحيح أفكاره الضالة بل ساعدته لبدء حياة جديدة، بعد لقائه الأمير أحمد بن نايف، إذ تم توظيفه وتزويجه وسداد ديونه ليعود إلى وطنه بقلب وعقل جديد بعد أن فقدت الأمل ذات يوم في رؤيته".
وتختتم حديثها "كلما تذكرت حرقة قلبي ذات يوم على ابني وعذابي وسهري في الليل والنهار دعوت الله العلي القدير أن يحفظ قادة هذا البلد وبالأخص الأمير نايف - يرحمه الله - وذلك على عدله وإنصافه وحرصه على أبناء شعبه وتسامحه عن هفواتهم لأن ابني اليوم بيننا إنسان صالح محب لوطنه ويساهم في أعمال الخير والتطوع".

الأكثر قراءة