حَاربَ التطرف بتعزيز الأمن الفكري في الوسط النسائي

حَاربَ التطرف بتعزيز الأمن الفكري في الوسط النسائي

أكدت لـ "الاقتصادية" الدكتورة وفاء الزعاقي منسقة الفريق العلمي في كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري، أن ولي العهد - يرحمه الله - كان شديد الحرص على تعزيز الأمن الفكري في الوسط النسائي، ويوصيهن دوما بضرورة حماية النشء من التطرف، فقد كان يرى أن للسيدات والأمهات دورا كبيرا في تجنيب أبنائهن الفكر المتطرف والإرهابي، إذ كان يتابع أنشطة الكرسي النسائية بنفسه، ويعطيهن مقترحات لتنفيذها من خلال برامجه.
وأضافت أن من يلاحظ متابعته ومقترحاته يكتشف أن الأمن الفكري لديه لم يكن مقتصرا على عدم الانخراط في أعمال إرهابية فقط، بل يتمتع بنظرة شمولية وبنيوية، حيث كان يوجه دائما بضرورة العمل في خطين متوازيين هما: خط البناء جنبا إلى جنب مع خط الدفاع، فكان ينظر للأمن الفكري على أنه عبارة عن قيم وثوابت راسخة، يرى أن للمرأة الدور الأهم في زراعتها وتنميتها، لهذا كان كرسي الأمير نايف من أعظم الكراسي التي أسست في الجامعات، خاصة لما يتميز به من أثر طويل على تكوين وبناء المجتمع.
ووصفت الزعاقي، وهي أستاذة مساعدة في قسم الثقافة الإسلامية في جامعة الملك سعود، وفاة مؤسس الكرسي بـ "الفاجعة"، مشيرة إلى أنهن انتهين من إعداد مقياس علمي لقياس التطرف بين طالبات الجامعة، وقد استعددن لرفعه إلى الأمير نايف للحصول على موافقته كي يدخل حيز التنفيذ "لكن خبر وفاته أجل ذلك".
وشددت على أن الكرسي يعد أحد أهم مآثره التي ستذكرها له الأجيال القادمة قبل العاملين فيه، لما كان له من تأثير إيجابي على أمن الوطن شعرنا به، وما زرعه في أفراد المجتمع من فكر وثوابت قضت على ظواهر التطرف التي عكّرت أمن الوطن.
إلى ذلك، أكد الدكتور سعود المصيبيح، المستشار في مكتب وزير الداخلية، أن أهم ما يميز الأمير نايف - يرحمه الله - حبه للحوار وتبادل الرأي، فخلال أحد لقاءات الطلبة الجامعيين أصر على أن يكون الحوار مباشرا معهم، وأن يستمع للطلبة بنفسه دون أن يقوم أحد بالاطلاع على أسئلتهم، والانتقاء منها.
وبيّن أن عمله لمدة 14 عاما في الداخلية جعله يراه في مواقف كثيرة يصعب حصرها، لكن أهم ما يرد في ذاكرته اهتمامه بأمن الوطن والمواطن، مستشهدا بكلمته الشهيرة التي يتذكرها الجميع: "مئات الملايين لا تكفي قطرة دم سعودي واحد"، وذلك خلال رده على استفسار من أحد رجال الأعمال عن سبب استمرار رفض إقامة علاقات مع تايلاند بعد مقتل دبلوماسيين سعوديين، إضافة إلى حرصه على مواساة أهالي الشهداء بنفسه. ويتذكر المصيبيح كلمته عندما أبلغه أن أماكن أسر الشهداء متباعدة، وترتيب زيارات لهم صعب خاصة مع ضيق وقته، فرد عليه الأمير نايف: "إن هؤلاء قاموا بواجب ديني ووطني، وأن نكون معهم أقل ما نقدمه لهم"، رافضا أي مقترح يجعله لا يذهب لأهل الشهيد بنفسه.
وبيّن أن الأمير نايف - يرحمه الله - أسس طوال أربعين عاما منظومة أمن يشعر بها أي فرد أيا كان عمره يعيش على أرض السعودية، وخاصة عندما يسافر في أمان بين أنحائها المختلفة المتباعدة، كما جعلت خبراء الاقتصاد والاستثمار يقيّمون السعودية من بين أهم 20 دولة في العالم.

الأكثر قراءة