كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية .. مرجعية لمعالجة القضايا الاجتماعية

كرسي الأمير نايف للقيم الأخلاقية .. مرجعية لمعالجة القضايا الاجتماعية

برز اسم الأمير نايف بن عبد العزيز في الجامعات السعودية التي تضم العديد من الكراسي العلمية التي حملت اسمه – رحمه الله- والتي جسدت حرصه على العناية بالتعليم العالي والمساهمة في تشجيع الباحثين، ومعالجة القضايا الاجتماعية التي تمس مصالح الأفراد.
من أبرز هذه الكراسي كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز للقيم الأخلاقية في جامعة الملك عبد العزيز التي دشنت عام 1432هـ، حيث يعنى إنشاء هذا الكرسي بتعزيز القيم الأخلاقية في المجتمع من منظور علمي وإنساني واجتماعي، وكان من أسباب إنشاء الكرسي إبراز منظومة الأخلاق الإسلامية في ظل التقدم العلمي والتقني، مع ضرورة تفعيل دور القيم الأخلاقية الإسلامية في الحياة.
يعمل الكرسي في عدة اتجاهات ومحاور بحثية تتنوع بين ما هو نظري ومعرفي ونفسي وتربوي وبين ما هو اجتماعي واقتصادي وثقافي وإعلامي، حيث إن المملكة هي الدولة الوحيدة في العالم التي دستورها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، فهي تقوم بدور أخلاقي نحو الإنسانية، وهي كدول العالم الأخرى تعاني مشكلات اجتماعية وقضايا إنسانية كالإرهاب والمخدرات والانحراف والسلوك الإجرامي وغيرها من الظواهر الاجتماعية، لذلك جاءت رؤية الكرسي لتتلاءم مع مكانة المملكة التي هي قدوة ومرجعية معرفية وبحثية للقيم الأخلاقية ليس فقط على المستوى المحلي، ولكن على مستوى العالم ككل.
ويعمل أيضا على وضع دليل قيمي يشتمل على الضوابط والمعايير العلمية التي يمكن العمل من خلالها والتواصل بها مع الثقافات الإنسانية الأخرى، ويتضمن إعداد منهج تعليمي شامل يعنى بالقيم الأخلاقية لمراحل التعليم العام، ويقدم أبحاثا ودراسات تطبيقية تخدم أهداف الكرسي وتصب في خدمة هذا الدليل القيمي، والهدف في النهاية هو الوصول إلى نتائج إيجابية يمكن الاستفادة منها في كل القطاعات التعليمية والاجتماعية والاقتصادية، حتى يكون هذا الدليل مرجعاً يسهم في تعزيز قدرة أفراد المجتمع على التمييز بين الثقافات والقيم المختلفة والتواصل والاستفادة؛ ما يتناسب مع قيمنا الأخلاقية الإسلامية.
وحرصت الكثير من القطاعات الحكومية في التعاون مع الكرسي، من بينها وزارة التربية والتعليم التي شاركت المشاركة في تنفيذ أهداف الكرسي وعقد شراكة فاعلة وتعاون مثمر وبناء مع الجامعة ممثلة في كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز للقيم الأخلاقية.
وقد ساهمت وزارة التربية والتعليم في عدة مجالات من خلال عملها مع الكرسي في إعداد البحوث والدراسات المسحية والتقويمية والتحليلية والإحصائية وإقامة لقاءات وندوات ومؤتمرات وتقديم البرامج التدريبية التي تعنى بالقيم الأخلاقية، حيث طلب المركز الوطني لأبحاث الشباب التابع لجامعة الملك سعود بالرياض التعاون من الكرسي أجل تحقيق الأهداف المشتركة، إضافة إلى مشاركة العديد من القطاعات الإعلامية ومؤسسات المجتمع المدني في هذا المشروع.

الأكثر قراءة