كراسي البحث ودعم العلماء.. بصمة نايف للأجيال

كراسي البحث ودعم العلماء.. بصمة نايف للأجيال

الكراسي البحثية والجوائز العلمية ورعايته العلم أحد أبرز جوانب شخصية المغفور له الأمير نايف بن عبد العزيز، وكانت رعايته العلم بطريقة منهجية فعالة من خلال كراسي البحث العلمي التي قام الأمير الراحل بإنشائها في جامعات المملكة، وستبقى له بصمة للأجيال القادمة.
وترجع هذه الإنجازات الوطنية والأحداث المهمة إلى أن الأمير الراحل التي له دور فاعل ومؤثر في تاريخ المملكة العربية السعودية بمختلف المحطات السياسية والاقتصادية والعسكرية والعلمية والإنسانية والبيئية.
وعرف عن الأمير الراحل أنه كان يعمل على ترسيخ الجذور المتينة من خلال أعماله ومن ضمنها الكراسي البحثية والجوائز العلمية، حيث نجحت جهود الأمير الراحل في تطبيق خطط وبرامج واستراتيجيات فاعلة عبر تبنيه الكراسي البحثية وشملت قسم الأمير نايف بن عبد العزيز للدراسات الإسلامية واللغة العربية في جامعة موسكو في جمهورية روسيا الاتحادية، كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز لدراسات الأمن الفكري في جامعة الملك سعود في الرياض، كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز لدراسات الوحدة الوطنية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز للوقاية من المخدرات في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز لدراسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، كرسي الأمير نايف بن عبد العزيز لتنمية الشباب في جامعة الأمير محمد بن فهد في المنطقة الشرقية، مركز الأمير نايف بن عبد العزيز العالمي للثقافة والعلوم في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المنطقة الشرقية، معهد الأمير نايف للبحوث والخدمات الاستشارية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
وفي هذا الشأن، أوضح الدكتور هاني بن عثمان غازي وكيل جامعة أم القرى للدراسات العليا والبحث العلمي أننا فقدنا رجلا يملك الرؤيا والاستراتيجية الواضحة للتخصيص، مبينا أنهم في لقائهم مع الأمير نايف كانت رؤيته واضحة خصوصا في البحث العلمي، مبينا أن الأمير الراحل - رحمه الله - دائما ما كان يدعو إلى أن تكون جامعة أم القرى وجامعات المملكة العربية السعودية منارات للبحث العلمي.
وقال غازي: "دائما ما كان الأمير يقول عن جامعة أم القرى إنها المرجع لكثير من أبحاث الحج والعمرة، وكان دائما يؤكد على الجميع في جامعة أم القرى أن الجامعة مصدر للدراسات البحثية، والمرجع الوحيد لمكة المكرمة والمدينة المنورة لكثير من الدراسات، إضافة إلى توجيهات الأمير نايف لدعم معهد أبحاث خادم الحرمين لأبحاث الحج والعمرة، حيث طلب من المسؤولين في جامعة أم القرى أن يدعموا هذا المعهد لأنه مصدر للدراسات الاستراتيجية لتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكان يدعو دائما إلى أن الجامعة هي المنارة والمحور الأساسي في الأبحاث العلمية لخدمة المجتمع السعودي وخدمة الحج والعمرة".
الدكتور علي بن سعد الطخيس عضو مجلس الشورى قال: "إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله على قضائه وقدره ونتمنى له الرحمة الواسعة وأن يلهم أهله الصبر والسلوان".
وأشار الطخيس إلى أن الأمير نايف - رحمه الله - رجال في رجل، مشيرا إلى أن الأمير له أعمال كثيرة لا تحصى منها الكراسي البحثية في الجامعات، حيث كان لها دور كبير جدا في الاهتمام بالسنة النبوية والقرآن، وهذه الأعمال تحسب له حتى وإن رحل عنا يبقى أثره بين أجيال وأجيال سواء في المملكة العربية السعودية أو في بلدان أخرى.
وبين الطخيس أن الأمير الراحل كانت له بصمات متعددة في جميع أمور المملكة، وأهمها مجال الأمن فهو رجل الأمن الأول وقاهر الإرهاب سواء على المستوى المحلي أو العربي أو الدولي، مشيرا إلى أن كراسي الأمير الراحل تعكس جزءا بسيطا من أنشطته الكثيرة.
وأشار الطخيس إلى كرسي الأمير نايف للدراسات الإسلامية والعربية، مبينا أن مسيرة الكرسي منذ تأسيسه كان يهدف إلى تطوير العلاقات بين روسيا والمملكة وتطوير الثقافة والتعليم الإسلامي في روسيا.
وحول مركز الأمير نايف بن عبد العزيز للبحوث الاجتماعية والإنسانية تحدث الدكتور سعيد بن أحمد الأفندي أن الأمير الراحل اهتم كثيرا بالعلوم الإنسانية والاجتماعية لأنها تؤدي دورا مهما في بناء الإنسان فكريا وثقافيا واجتماعيا.
وبين الأفندي أن رؤية الأمير الراحل تشمل التعامل مع القضايا الاجتماعية والإنسانية وفق أسس علمية لحماية وتنمية الفرد وسلامة المجتمع وتقدمه، مشيرا إلى أن رسالة الأمير الراحل هي توظيف البحث العلمي في معالجة المشكلات الاجتماعية وخدمة القضايا الإنسانية في المملكة العربية السعودية.
وأشار الأفندي إلى أن الأمير الراحل اهتم من خلال هذا المركز بتقديم كافة الخدمات العلمية من بحوث ودراسات واستشارات في المجالات الإنسانية والاجتماعية، لتحقيق نهضة علمية بحثية شاملة، تغطي قضايا الأسرة السعودية، والمخدرات، والشباب، والمواطنة، والثقافة، والهوية، والموهبة، والإبداع، والسلوك الإجرامي، والاتجاهات، والرأي العام، وأيضا الإسهام في تقديم حلول عملية مدروسة لمعالجة المشكلات الاجتماعية والحد من انتشارها، ورصد القضايا والمعوقات الحيوية في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية ودراستها، لوضع النتائج والتوصيات والحلول تحت تصرف جميع الهيئات والمؤسسات والجامعات في المملكة، والقيام بدراسات علمية ميدانية تحدد واقع الظواهر الاجتماعية وحقائقها التي يعايشها المجتمع السعودي والتقييم العلمي المنهجي لجهود الحد من تفشي الظواهر الاجتماعية السلبية، والوعي بالثقافة الوطنية والاجتماعية بين شرائح المجتمع المختلفة، وإعداد وتطوير برامج تأهيل الاختصاصيين في المجالات الاجتماعية والإنسانية، وإعداد الأدلة العلمية لإرشاد فئات المجتمع المختلفة حول كيفية التعامل الأمثل مع الظواهر الاجتماعية السلبية، والوقاية من آثارها الخطرة، وتقديم الاستشارات الاجتماعية والنفسية للأسر والمؤسسات التعليمية ومؤسسات الرعاية الاجتماعية والمؤسسات الأمنية، وإعداد دراسات علمية دقيقة تستشرف ما يستجد من مشكلات في المجتمع، تعوق حركة تقدمه وازدهاره، وتكوين علاقات تعاون بين المركز ومؤسسات محلية وعربية وأجنبية، ووضع برامج دينية اجتماعية نفسية إعلامية، للحد من نسب انتشار الظواهر الاجتماعية السلبية في مجتمعنا السعودي. وفيما يخص كرسي الأمير نايف لدراسة الوحدة الوطنية أوضح الدكتور عبد الرحمن بن محمد عسيري أستاذ الكرسي، أن رؤية الأمير في لإنشاء هذا الكرسي تتمثل في تقديم خدمات بحثية واستشارية وتدريبية متخصصة في مجال دراسات الوحدة الوطنية تجمع بين الكفاءة العلمية والتميز المهني.
وبين العسيري أن رسالة الكرسي تشمل تعميق مفهوم المواطنة وتفعيلها على المستوى العلمي بين شرائح المجتمع من خلال برامج مدروسة، بهدف تقوية اللحمة الوطنية وسد كافة القنوات التي تسعى إلى إضعافها، حيث كانت مجالات اهتمامات الكرسي المواطنة الوطنية الطائفية المذهبية القبلية الإقليمية والمناطقية العصبية المساواة والعدالة الاجتماعية.
وأشار العسيري إلى استراتيجية عمل الكرسي مبينا أن هناك أربعة مسارات متوازنة، المسار الأول برامج تعزيز الانتماء الوطني وغرس روح المواطنة ويندرج منها تبني مجموعة من البرامج والفعاليات التي تهدف إلى غرس روح المواطنة وتنمية الحس الوطني لدى كافة شرائح المجتمع، وبرامج موجهة إلى الطفل تهدف إلى غرس القيم الوطنية، وتوضح أهمية الوحدة الوطنية بأسلوب بسيط يستطيع الوصول إلى عقلية الطفل وتمثله قيم المواطنة، وبرامج موجهة إلى الآباء والأمهات، والمعلمين وذلك من خلال رسائل وبرامج إعلامية تلفزيونية، وإذاعية ومن خلال المنتديات، وبرامج موجهة إلى الأئمة وخطباء المساجد لتفعيل دور المسجد، والخطاب الديني في تنمية الحس الوطني، وتقوية اللحمة الوطنية والتحذير من كافة عوامل الفرقة، وعقد ورش وحلقات نقاش مع المعلمين، ومديري المدارس، ومعلمي التربية الوطنية في كافة مناطق المملكة لتفعيل دور المدرسة في تنمية روح المواطنة لدى الطلاب وغرس القيم الوطنية، واستخدام الشبكة العالمية من خلال مجموعة من البرامج التي تهدف إلى التعاون مع المنتديات والمواقع الوطنية للقيام بدور رئيس في غرس روح المواطنة وتفعيل تلك المنتديات لخدمة الوحدة الوطنية، وطرح قضايا للنقاش الحر من خلال منتدى الوحدة الوطنية، والمضمن في موقع كرسي الأمير نايف لدراسات الوحدة الوطنية ضمن موقع الجامعة. وسيتم تحليل النقاشات، واستخلاص النتائج لاتجاهات المشاركين حول القضايا المطروحة، واستقصاء مهددات الوحدة الوطنية ويشتمل على اتجاهين: الاتجاه الأول البعد الاستشرافي المستقبلي ويتمثل في القيام بدراسات استشرافية لرصد وتشخيص أبرز مهددات الوحدة الوطنية، وتحديد مستوى قوة أو ضعف كل منها، ومعرفة كافة الأبعاد المرتبطة بذلك، ليتم في ضوء تلك النتائج رسم الاستراتيجيات الخاصة بكل منها.

الأكثر قراءة