منهج يحارب الفكر الضال بالحوار

منهج يحارب الفكر الضال بالحوار

فُجِعَ العالمان العربي والإسلامي أمس بوفاة الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد السعودي رجل الأمن الأول، بعد مسيرة حافلة بالإنجازات، ونصرة الحق ونشر مبادئ الأمن في البلاد، وأصبحت المملكة بذلك من أكثر بلدان العالم أمنا وأمانا.
وقال صدقة فاضل المحلل السياسي إن حجم الفقد كبير جدا، خاصة عندما نستعرض التاريخ العملي للفقيد الأمير نايف بن عبد العزيز يرحمه الله، الذي بدأ العمل وبناء هذه الدولة عندما لم يتجاوز عمره العشرين عاما، وتدرج في المناصب حتى وصل إلى ولاية العهد وأيضا نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية في الوقت ذاته.
وأضاف ''هو في الواقع رجل دولة من الطراز الأول، وليس فقط رجل أمن كما يعتقد البعض، بل في كل المجالات التي تخدم الوطن، فهو قائد محنك في عدة مجالات، بدليل أنه كان رئيس المجلس الأعلى للإعلام، ويشارك في المجال التعليمي والصحي وفي كل المجالات التي تهم الوطن وتسهم في خدمة المواطن، وكانت قاعدته الأساسية هي أنه لا يمكن أن يتحقق التطور والتقدم إلا بالأمن والاستقرار، وهو المتطلب الأساسي لتقدم أي بلد وراحة واطمئنان المواطنين وإتاحة الفرصة ليعيشوا عيشا طبيعيا، وتزدهر أمورهم في جميع المجالات، ولذلك انصب جل اهتمامه على توفير الأمن والاستقرار لهذه البلاد، وقام عبر وزارة الداخلية التي هم أم الوزارات التي تقوم بعدة مهام حيوية ومفصلية تصب في نهاية الأمر في خدمة أمن واستقرار واطمئنان هذه البلاد وسكانها، وقام يرحمه الله عبر ترؤسه لوزارة الداخلية بتوفير الأمن والاستقرار بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، وهذا أدى إلى تطور المملكة وازدهارها في كل المجالات، ونجح في كل المجالات، حيث لم ينجح فقط في مكافحة الإرهاب، بل نجح في شتى المجالات، حيث أصبحت بلادنا من أقل دول العالم في معدلات الجرائم، وأصبح الأمن يرفرف في كل أرجاء المملكة التي هي بمثابة قارة واسعة، وبتوفيق الله وبقيادة خادم الحرمين والفقيد الأمير نايف بن عبد العزيز يرحمه الله، واستتب الأمن وهذا مكن الحكومة والشعب من الشروع في التنمية الشاملة، وندعو الله أن يرحم الفقيد ويسكنه فسيح جناته، ونتطلع إلى أن تستمر المسيرة التي وضع أسسها قائد البلاد والفقيد الأمير نايف بن عبد العزيز، التي وضعت الثوابت التي يسير عليها الجميع، وندعو الله أن يوفق من يأتي بعده للاستمرار على مسيرته في جميع الجوانب، خاصة في جانب الأمن والاستقرار للشروع في التنمية الشاملة في جميع المجالات ليعيش السكان في أمن وأمان.
من جهته، عبر سعود بن علي الشيخي مدير عام فرع وزارة الثقافة والإعلام في منطقة مكة المكرمة عن بالغ الأسى والحزن على وفاة الأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذي كرس حياته غفر الله له بالبذل والعطاء في خدمة وطنه والأمة الإسلامية.
وأكد أن سموه يرحمه الله تميز بحنكته الصائبة في الارتقاء بالدور الأمني والوعي الفكري ومحاربة الفكر الضال وقيادته لاستراتيجيات العمل المؤسسي الإسلامي، وتحقيق رفع الوعي الفكري والحس الوطني والمستوى المهني لشباب الوطن، إلى جانب اهتماماته بتطوير القطاعات الإعلامية والإسهام في نهضة الوطن ورفاهية المواطن.
ورفع صادق المواساة والتعازي إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود وإلى الأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي، ودعا الله- سبحانه وتعالى- أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ورضوانه، وأن يسكنه مساكن الصديقين والشهداء وحَـسُـن أولئك رفيقاً، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قام به من أعمال صالحات لبلده وللأمة الإسلامية، وأن يـمـنّ على الأسرة المالكة والشعب السعودي بالصبر الجميل والأجر الجزيل.
وذكر أن العالمين العربي والإسلامي قد تلقى هذا النبأ المفاجئ بعد عمر كان حافلا بالإنجازات الأمنية، خاصة أنه كان معروفا بأياديه البيضاء في نصرة الحق ونشر مبادئ الأمن في البلاد، حتى أصبحت المملكة العربية السعودية بفضل من الله- عز وجل- ثم بفضل رجل الأمن الأول من أكثر بلدان العالم أمنا وأماناً.
وأردف: لقد فقدنا أميرنا المحبوب نايف بن عبد العزيز الشخصية القيادية الفذة وخسارة كبيرة لهذا الوطن الذي يعرفه جلياً، وكان يستحق عن جدارة لقب ''نايف الأمن'' العين الساهرة على راحة المواطن الذي وقف ضد الإرهاب واجتثاث جذوره، إلى جانب أعماله ومشروعاته الخيرية تغطي كل مناطق المملكة وأرجائها''.
وتابع: ''نعم قد كان لهذا الرجل الفاضل المحبوب العديد من الألقاب والمعاني الإنسانية، ومهما عددنا مآثر الفقيد فلن ندركها جميعًا، فالفقيد يحرص على الأعمال الخيرية، وقد كان يولي الشأن الاقتصادي اهتمامًا كبيرًا؛ نظرًا لأنه يرى أن هذا القطاع يجب عليه المساهمة في التنمية الاقتصادية الوطنية الشاملة وفتح فرص عمل للشباب السعودي''.
وأضاف ''لا يسعنا إلا أن ندعو للأمير نايف فقيد الوطن والأمتين العربية والإسلامية في مصابنا الجلل، ولن يفارقنا أبداً؛ لأنه سكن القلوب وكرَّس وقته وجهده لخدمة وطنه وشعبه، فالمجتمع لن ينسى مساندته ووقوفه، وتبقى المشاعر تتحدث عن الشخصية الفذة لهذا الفقيد إنا لله وإنا إليه راجعون، وندعو الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. من جانبه، أوضح اللواء جميل بن محمد عمر أربعين مدير إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة، أن المملكة والعالم العربي والإسلامي خسرا بفقدان ولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز- رحمه الله- رجل الأمن الأول وصمام أمانه راعي المسؤولية والالتزام، ومن اهتم بهموم شعبه، وكرس حياته وجهده للحفاظ على مكتسبات أمته من خلال أدائه الراقي للمسؤولية الممزوجة بإنسانية وإيمان عميق بدينه وحبه لوطنه وإخلاصه لمليكه، حيث كان الرّاحل الكبير مدرسة وأنموذجا فريدا في إدارة الأمن وصيانته وفي ولاية العهد وإرساء دعائمها وبتجسيد حكمة قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أطال الله عمره على أرض الواقع في تنفيذ ومتابعة كل ما يوجه به.
وقال: ''نعزي أنفسنا وقيادتنا وشعبناً لغياب الرّاحل الكبير، فإنّنا نستحضر في كل وقت المسيرة الطّويلة الحافلة بالإنجازات الوطنية والإنسانية والعربية والإسلامية، نايف تلك المدرسة التي فاضت أمناً واستقراراً على الحجاج والمعتمرين والمجتمع في كل مناطق المملكة العربية السعودية، وبلغت في مسؤوليتها واهتمامها ورعايتها الأمّتين العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن رجال الأمن أحزانهم عميقة وكبيرة بفقدان الرّاحل الكبير نايف الخير والمحبة والإنسانية والأمل، وإننا إذ نسأل الله العلي القدير أن يتغمّد الرّاحل الكبير فقيدنا الغالي بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جنانه.

الأكثر قراءة