نائب البرلمان البحريني لـ"الاقتصادية" : أتعب المتطرفين بوسطيته واعتداله

نائب البرلمان البحريني لـ"الاقتصادية" : أتعب المتطرفين بوسطيته واعتداله
نائب البرلمان البحريني لـ"الاقتصادية" : أتعب المتطرفين بوسطيته واعتداله
نائب البرلمان البحريني لـ"الاقتصادية" : أتعب المتطرفين بوسطيته واعتداله

أكد الدكتور عادل المعاودة نائب رئيس البرلمان البحريني وعضو الهيئة العليا لجائزة الأمير نايف للسنة النبوية، أن الراحل الأمير نايف بن عبد العزيز ظاهرة يجب أن تدرس وأقواله يجب أن توثق.

وقال لـ "الاقتصادية" إن القرب من الأمير الراحل كان نعمة لمعرفته أكثر وربما اطلعنا على بعض الأمور من حادثة اختيار نخبة من 20 عالما لمقابلة خادم الحرمين الشريفين وكان لقاء خاصا معه رحمه الله، وحقيقة وجدنا الأمير القائد يناقش بعض العلماء دون مجاملة وهذا لم يعلن لعدم وجود صحافة، فكانت حجة الأمير وموقفه ومنهجه واضحا.

#2#

وتميز الراحل بتأكيده على الجانب المنهجي، وكان طالما يتحدث رحمه الله عن الأمور المنهجية التي يبنى عليها الدين كله وكان هذا النقاش ليلة الـ 27 من رمضان وكعادة السعودية احتواء الجميع بلا استثناء، حيث كان من بيننا السلفي والإخواني والصوفي أيضا والعربي والأعجمي ومن إيران ومن الشام ومن القارة الهندية.

وتكلم الأمير نايف رحمه الله في ذلك اللقاء عن أن بعض الدعاة يستغلون الظروف وينسون من يقف معهم ويساندهم، منهم بعض الدعاة الذين يتغيرون بسب الأجواء والأهواء، فأخذ القرضاوي يدافع دفاعا مستميتا وكانت حجة الأمير أقوى إلى درجة أن القرضاوي بعد ذلك لم يستطع أن يرد ودافع عن نفسه بأنه مستقل ولا ينتمي إلى جماعة أو إلى فكر، لأن الأمير كان واضحا وضوح الشمس وسبحان الله إن العالم يكتشف أن من كانوا يطعنون في منهجهم بأنهم يتقربون إلى ولاة الأمور وعلى رأسهم علماء السعودية هم أبعد الناس عن الوصولية التي يمارسها كثير من المنتسبين إلى العلم وحقيقة عشنا وشفنا علماء وقادة أهل العلم في المملكة هم أزهد الناس وأقل الناس حرصا على الدنيا ويقدرون ويجلون الحاكم لكن لا يتملقون له.

وأضاف معروف أن الدعاة عادة يشتهرون بالنقد والتوجيه ولكن كلهم أصيبوا بوفاة الأمير نايف مع أنه هو رجل الأمن ورجل القوة والحزم وأثبت أن ما كان يفعله هو حراسة العقيدة التي قامت عليها السعودية ويجب أن يفهم كل سعودي أنها مصدر قوة وثبات ورسوخ المملكة، وتميز رحمه الله بعنايته بالسنة النبوية كما لم يهتم بها أحد من القادة مثل نايف بن عبد العزيز وهذا نظر ثاقب جدا.

واسترسل أذكر أني قلت له مرتين إني أعلم أن هذا توفيق من الله فهو الذي يختار الناس للأمور والمواقف ثانيا يجب أن تفرح أن الله اختارك لتخدم السنة، ثالثا كما فاز فهد بن عبد العزيز رحمه الله بخدمة كتاب الله عز وجل وأصبح الملك فهد في رأيي أشهر من خدم كتاب الله في الزمن المعاصر، فأتمنى أن تكون أنت خادم السنة كما فاز الملك فهد بخدمة كتاب الله.

وأضاف في اجتماعاتنا معه وهذا لم ألحظه إلا بعد وفاته رحمه الله كم هو صامت وكم هو تنفيذي وكم هو صبور حيث كنا نجلس في الاجتماع ونناقش مواضيع سبق طرحها ومناقشتها وتم حسمها وكان عنده من سعة الصدر لسماع مختلف وجهات النظر ما لا نملكه نحن على قلة مسؤولياتنا ومشغلنا بالنسبة له وكان يعطي الاجتماع كامل حقه وما أتى مقترح يخدم السنة إلا وفرح به وأحيانا يرد علينا ونحن دعاة وطلبة علم قدمنا بعض المقترحات وكنا متحمسين لها فرأينا بعد نظر وتأن وأذكر أن أحد الشيوخ في البحرين من أسرة آل خليفة عندما أسسنا مدرسة وبدأنا بروضة أطفال سماها بروضة الإمام محمد بن سعود، فسألناه لماذا فقال: أريد الناس أن تتعلم أن يكون الإنسان أميرا ويكون داعية إلى الله عز وجل هكذا كان نايف بن عبد العزيز وله سلف في عائلته الكريمة.

أيضا وجدت العلاقة الحميمة جدا والتواضع الجم عندما نراه مع خادم الحرمين الشريفين وأذكر أننا كنا في ضيافة الأمير نايف وفي دعوة عند خادم الحرمين الشريفين وكان يسألنا الملك عبد الله بقوله: هل كفى ووفى، فقلنا كفى ووفى، فقال إذا قصر بلغوني فما زاد عن الابتسامة رحمه الله.

الملاحظة المهمة جدا أقولها هي وأرجو أن تبين وهي كثير من القادة الذين ماتوا سمعنا المدح وذكر المناقب ولكن لم نسمع أن هناك فئات تفرح بفراقهم إلا الأمير نايف وجدنا من يفرح ويحتفل بفراقه وهم أهل البدع والأهواء وأعداء الإسلام وهذه منقبة تميز بها نايف بن عبد العزيز لأن كثيرا من الناس رحيله لا يقلق أو يحزن أهل الباطل ربما لعدم تأثيرهم تأثيرا مباشرا كنايف بن عبد العزيز وغياب الأمير نايف ليس معناه نهاية منهج الأمير نايف بل إن نايف باق في منهج السعودية وقادتها وذرية نايف بن العزيز، كلنا على منهجه رحمه الله وأنا تلقيت العزاء في البحرين لعلمهم أني داع إلى الله ولست قريبه وكلنا إخوان وصلت تعازي من بعض الدعاة في إفريقيا والشرق الأقصى ولم أرى ذلك في غير الأمير نايف وذلك لقربه من الناس.

#3#

وتابع المعاودة حضرت مع الفقيد مرتين في قضايا خاصة يتبناه في الحال من السعودية وخارجها وعندما تعرض الأمير محمد بن نايف للمحاولة الآثمة الفاشلة ذهبت له برسالة وكنت في اجتماع مع طلبة علم، وقالوا بلغ الأمير نايف رسالتنا له وحقيقة فرح بالرسالة، قلت له: أنت السبب في استهداف محمد بن نايف، فرفع رأسه مستغربا ونظر إلي فقلت له أتعبت المتطرفين الدينيين والمتطرفين اللادينيين فكل تأذى من وسطيتك ومن اعتدالك ومنهجيتك فربما يتمنون المشاكل ويطبلون لها لكن بحكمتك وحنكتك هونت من شأنها، وهذه الخطوة الفريدة التي فعلها نايف فقضى على أكثر من نصف الشر عندما فتح باب التوبة ولم ييأس المنحرفون من العفو وتصور لو بقيت هذه الألوف التائبة لو بقيت على ضلالها لقتلت أو قتلت.

وتابع منذ خمس سنوات كنت أدعى إلى الجائزة ولكن منذ سنتين في التشكيل الأخير تشرفت أن أكون عضوا في الجائزة وشرفت بتطوير هذه الجائزة وكنا في كل عام نحضر لنستمع فقط بل كنا نناقش ونعرض آراءنا وفي الحقيقة الأمير نايف كان له دور كبير في تثبيت الدعاة في خارج المملكة ومعروف دور السعودية في احتواء الأمة الإسلامية مثل دور الملك فيصل في رابطة العالم الإسلامي ورفعنا مقترحا للأمير نايف رحمه الله بجعل رابطة للعلماء تكون تحت إدارة جائزة الأمير نايف.

الأكثر قراءة