سلطان بن سلمان: العطاء الزاخر للفقيد تجاوز مهمته في حفظ الأمن إلى دعم التنمية

سلطان بن سلمان: العطاء الزاخر للفقيد تجاوز مهمته في حفظ الأمن إلى دعم التنمية

أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن العطاء الزاخر للأمير نايف – رحمه الله - تجاوز مهمته الأساسية في حفظ أمن الوطن، إلى دعم مناحي التنمية في كل المجالات ومنها المجال السياحي من خلال ترؤسه الدورة الثانية لمجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والآثار لمدة أربع سنوات أرسى خلالها التنمية السياحية في مناطق المملكة، وأكد أن السياحة هي إحدى أذرع التنمية.
وقال إن الفقيد – رحمه الله - أولى أهمية قصوى بأن يقوم المواطن بالسياحة داخل وطنه، وبتوفير السياحة المناسبة للشباب وربطهم بتراث وطنهم وتشكيل تجارب وذكريات جميلة من خلال الرحلات السياحية داخل الوطن، إضافة إلى توفير فرص عمل لهم في القطاع السياحي.
ورفع الأمير سلطان باسمه ونيابة عن كافة أعضاء مجلس إدارة الهيئة ومنسوبيها أحر التعازي وصادق المواساة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله في وفاة الأمير نايف بن عبد العزيز - يرحمه الله.
ودعا الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدمه لخدمة الإسلام والمسلمين وخدمة المملكة وشعبها.
وقال في برقية تعزية رفعها إلى مقام خادم الحرمين الشريفين: ''ببالغ الأسى والحزن أرفع لمقامكم الكريم أحر التعازي في وفاة فقيد الوطن الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - وأسكنه فسيح جناته''.
وتابع: ''كما أرفع لمقامكم الكريم رعاكم الله مشاعر العزاء وصادق المواساة من أعضاء مجلس إدارة الهيئة وكافة منسوبيها ودعواتهم الصادقة بأن يتغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدمه لهذه الدولة المباركة وشعبها وعلى ما بذله في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين، إنا لله وإنا إليه راجعون''.
وأضاف: ''والفقيد – رحمه الله - عرف بحبه لتراث وطنه واهتمامه بالمحافظة عليه وانعكس ذلك في توجيهاته لإمارات المناطق بعدم إزالة مواقع التراث العمراني إلا بعد التنسيق مع الهيئة، ومنع التعدي على الآثار الإسلامية''، مشيرا إلى إسهامات الفقيد في المجال الخيري من خلال دعمه ورعايته برامج ومشاريع جمعية الأطفال المعوقين وعدد كبير من الجمعيات والمراكز الخيرية.
كان للأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله - جهوده الفاعلة في دعم قطاع مهم من الدولة وهو قطاع السياحة والآثار، حيث رعى السياحة والتراث الوطني واعتمد كثيرا من الأنظمة والبرامج قبل وأثناء رئاسته مجلس إدارة الهيئة العامة للسياحة والآثار، واستمر يرعاها بعد تركه رئاستها.
فقد تشرفت الهيئة بأن ترأس الأمير نايف - رحمه الله - رئاسة مجلس إدارتها في الدورة الثانية خلفاً للأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - وذلك خلال الفترة من 6/5/1426هـ إلى 15/3/1429هـ.
وإيماناً من الأمير نايف بأهمية تنمية هذا القطاع الناشئ والاستفادة من ميزاته في توزيع التنمية والخدمات في المناطق، فقد وجه - رحمه الله - إمارات المناطق بتوقيع مذكرات تعاون مع الهيئة تطبيقاً لمنهجية الشراكة التي تتطلبها التنمية السياحية.
وتميزت الفترة التي ترأس فيها مجلس إدارة الهيئة بإنشاء مجالس وأجهزة التنمية السياحية في جميع مناطق المملكة وعدد من المحافظات الرئيسة، حيث وجه رحمه الله بسرعة تأسيسها. وعكس اهتمام ولي العهد بترؤس أمراء المناطق مجالس التنمية السياحية بمناطقهم، دعما مهما لقطاع السياحة كونه قطاعا اقتصاديا كبيرا موفرا لفرص العمل ومحققا للتنمية الاقتصادية في كافة المناطق.
ومن أبرز القرارات التي اتخذها مجلس إدارة الهيئة خلال رئاسة الأمير نايف له: الموافقة على استراتيجيات تنمية السياحة في المناطق، الموافقة على استراتيجية تطوير قطاع الآثار والمتاحف، الموافقة على مشروع نظام السياحة، الموافقة على النموذج الاستثماري لتطوير العقير والوجهات السياحية الكبرى، الموافقة على برنامج تنمية القرى والبلدات التراثية، والموافقة على الخطة التنفيذية الخمسية المحدثة للهيئة 1426-1430هـ (2005 – 2009م)، والتأكيد على أهمية موضوع تحسين أداء مراكز الخدمة على الطرق الإقليمية على المستوى الوطني، وتكليف أمين عام الهيئة بالعمل مع الجهات المعنية لتوفير الميزانيات اللازمة من موارد بشرية ومالية ومواقع المقار لفروع الهيئة في المناطق، بناء على الخطط التنفيذية المقرة.
وقد أولى الأمير نايف - رحمه الله - اهتماما خاصا بالتنمية السياحية في مناطق المملكة، وأرسى منهج اللامركزية الذي تعمل به الهيئة السياحية في إدارة التنمية السياحية في المناطق، حيث اعتمد إنشاء مجالس للتنمية السياحية في مناطق المملكة أثناء رئاسته مجلس إدارة الهيئة، وكان أول تشكيل لمجلس التنمية السياحية في منطقة المدينة المنورة بتاريخ 24/4/1426هـ، كما اعتمد استراتيجيات السياحة في المناطق التي ركزت على إعطاء المناطق دورا أساسا في التنمية السياحية المحلية وتحديد الهويات السياحية، ومعرفة أولويات التطوير التي تعزز فرص نمو السياحة في المناطق.
وكان آخر قرار اتخذه – رحمه الله - دعما منه للسياحة المحلية الموافقة على بدء العمل في تطبيق آلية تمكين فئات من المعتمرين القادمين من خارج المملكة من القيام بزيارة الأماكن الأثرية والمعالم الحضارية وفقاً لتصريحات تصدرها المديرية العامة للجوازات، وضمن إجراء محدد ينفذ من قبل شركات تنظيم العمرة ومنظمي الرحلات السياحية، وذلك اعتبارا من موسم العمرة الحالي، وهو ما سيسهم في تطوير الخدمات السياحية في المملكة ويزيد من الإقبال عليها خارج أوقات المواسم والذروة، كما يعرف بالمعالم الأثرية والحضارية وما تعيشه المملكة من تطور ونهضة شاملة.
وأكد - رحمه الله - في أكثر من مناسبة اهتمامه بقضايا الآثار والتراث الوطني ودعمه الكامل لكافة الجهود المتعلقة بالحفاظ على الآثار والتراث وعدم التعدي عليها.
ويأتي في هذا الإطار التعاميم والتوجيهات الكريمة من ولي العهد رحمه الله، بالتأكيد على ضرورة التنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والآثار قبل إزالة مباني التراث العمراني.
حيث وجه – رحمه الله - العام الماضي أمراء المناطق بالتأكيد على الجهات ذات العلاقة بعدم إزالة أي مبنى تراثي إلا بعد التنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، وذلك ليتسنى التأكد من أهميته التاريخية والعمرانية والإبلاغ عن أي تعديات أو إزالة للمباني التراثية.
ودعم الأمير نايف الاستراتيجية الوطنية لتنمية الحرف والصناعات اليدوية وخطتها التنفيذية الخمسية التي اعتمد رفعها لمجلس الوزراء إبان رئاسته لمجلس إدارة الهيئة، ليصدر قرار مجلس الوزراء في شهر جمادى الآخرة الماضي بالموافقة على هذه الاستراتيجية وإنشاء البرنامج الوطني لتنمية الحرف والصناعات اليدوية ليكون مستقلا عن الهيئة العامة للسياحة والآثار.

الأكثر قراءة