أمر بعلاج امرأة قبل وفاته بـ 48 ساعة.. وأصدر شيك عتق رقبة باسم فاعل خير

أمر بعلاج امرأة قبل وفاته بـ 48 ساعة.. وأصدر شيك عتق رقبة باسم فاعل خير
أمر بعلاج امرأة قبل وفاته بـ 48 ساعة.. وأصدر شيك عتق رقبة باسم فاعل خير

برسالة جوال كان الراحل الفقيد الأمير نايف بن عبد العزيز يتواصل مع المسؤولين على مدار الساعة وكان يعطي المسؤول القرار في أسرع وقت، حيث كان يؤمن بأن مصالح الوطن والمواطن لا يمكن أن تؤجل. تلك هي الشهادة التي أدلى بها لـ ''الاقتصادية'' الدكتور ماجد القصبي رئيس الشؤون الخاصة للفقيد الراحل، حيث أكد أن هناك توجيهات عاجلة كانت تصلني أنا والعديد من المسؤولين من الراحل، وكنا نتابع معه في فترة رحلته عبر الرسائل النصية، وكان يرد على الرسائل النصية في حينها حيث كان يتابع العمل أولا بأول، وكانت ترسل له كل التقارير بشكل آن.

وكشف رئيس الشؤون الخاصة للفقيد الراحل الأمير نايف بن عبد العزيز عن آخر التوجيهات التي أصدرها الأمير نايف قبل رحيله، حيث وجّه بعلاج امرأة سعودية كانت تعاني مرض السرطان وذلك قبل رحيله بـ 48 ساعة. وذكر القصبي أن مواطنا سعوديا تواصل مع الراحل في مقر إقامته وعرض حالة زوجته، فوجهني بسرعة التنسيق في علاجها وهي كانت مصابة بالسرطان. وتم البدء في علاجها في كاليفورنيا، وهذا يدل على أن الراحل كان حتى في وقت راحته وفي وقت كان برنامجه قد جدوله للفحوص الطبية، كان يستقبل المواطنين ويرد على أي اتصال يتم تحويله إليه.

#2#

وفي موضع آخر ذكر القصبي أن من المواقف الإنسانية للراحل عندما علم أن هناك شخصا مسجونا وحكم عليه بالقصاص ومطلوب دفع دية قدرها مليون ونصف المليون ريال، أمر على وجه السرعة بإصدار شيك مصرفي من حسابه الخاص، وجيّر باسم فاعل خير، وتم إيصاله لرئيس محكمة جدة. وطلب الراحل عدم ذكر اسمه، وتم عتق تلك الرقبة وكان حريصا ألا يعرف عن ذلك الموقف أحد. وهناك العديد من القضايا التي تشفّع فيها الراحل وخصوصا عتق الرقاب، ولكن كان حريصا ألا يعرف أحد عن ذلك. ومن الأعمال التي وجّه بها الراحل أيضا قبل وفاته بأيام، عندما عرف أن هناك مسجدين يحملان اسمه يحتاجان إلى ترميم واستكمال بعض الأعمال، وجّهني فورا بالبدء في ترميم مسجد في الهدا بالطائف وكذلك مسجد الأمير نايف في السويدي بالرياض. وتم توقيع العقود قبل وفاته بثلاثة أيام، وحرص على أن يتم الانتهاء من كل الأعمال قبل دخول شهر رمضان.

وذكر رئيس الشؤون الخاصة للراحل أن من أبرز السمات التي لاحظها في الفقيد أنه كان يتحاور مع الشخص ويحب أن يستمع ويركز في الموضوع الذي يطرح للنقاش، وهو مستمع من الدرجة الأولى، ورجل صاحب قرار، فهناك من يصنع القرار ومن يتخذ القرار، فأخذ القرار مبني على دراسة، ولكن الراحل كان يصنع القرار بعد أن يستمع لكل الأطراف ومعرفة أبعاد الموضوع وتفاصيله ومن ثم يتخذ القرار.

والراحل له مواقف حاسمة في قضية الإرهاب، تلك القضية التى أقلقت الوطن، وأقلقت راحته، واستطاع بحكمته أن يتعامل مع هذا الملف الشائك بكل اقتدار فقهر الإرهاب. وكان يتألم عندما يعلم أن من بين المتورطين في قضايا أمنية هم من أبناء الوطن. وكان الراحل يتعامل مع أسر المتورطين، وكان ينظر من مبدأ إسلامي ''ولا تزر وزارة وزر أخرى''، فلا ذنب لعوائل المتورطين في تلك القضايا، بل كان يوجّه بالاهتمام بهم.

وأضاف القصبي أن: الراحل وخلال وجودي بجواره لم يعرض عليه موضوع فيه مساعدة لشخص ورفضها، بل لا يعرف في قاموسه كلمة ''لا'' ولم أشهد في فترة تعاملي معه أي رفض، يشهد الله عليه رجل يميل إلى عمل الخير.

واستطرد الدكتور القصبي أن الراحل كان حريصا على تطوير منظومة العمل الأمني وتطوير مهارات رجل الأمن. ونحن اليوم في أمن وأمان نحسد عليه، ولم يكن ليتحقق ذلك إلا بفضل الله ثم بفضل الأمير نايف الذي أسس البنية التحتية للأمن وأمن الحجيج حتى لقب بـ ''أسد الأمن''. وله هيبة الحاكم، وهو إنسان حنون. وكان أمن الوطن شغله الشاغل في العقود الأربعة الماضية.

وعن آخر لقاء جمعه مع الراحل، قال القصبي: كان آخر لقاء عند توديعه في مطار جدة قبل نحو 24 يوما عندما غادر إلى خارج البلاد. وتواصلت معه في سفره مرتين آخرها قبل وفاته بـ 48 ساعة. وعن تلقيه الخبر، أكد أنه كان صاعقة بالنسبة له وفجيعة، مشيرا إلى أن الخبر وصله بعد وفاة الراحل عبر اتصال هاتفي، وكان صدمة قاسية وخصوصا أن نتائج الفحوص الطبية كانت مطمئنة، ولكن هذه أقدار الله ولا اعتراض.

الأكثر قراءة