السديري لـ "الاقتصادية" : هاتفته لزيارته.. فأجابني: «لا تَشقّ على نفسك» سأعود قريبا
كان الكل يتطلع بلهفة لعودة الأمير نايف إلى السعودية بعد رحلته العلاجية في جنيف، إلا أن إرادة الله شاءت أن يعود جثمان الأمير نايف بن عبد العزيز - يرحمه الله - في طائرة ليوارى في الثرى أمس الأول، هذا ما أكده أحد المقربين منه.
وقال لـ "الاقتصادية" اللواء ركن متقاعد الدكتور تركي بن محمد السديري قائد قوة الأمن الخاصة في المنطقة الوسطى، إنه أجرى مكالمة هاتفية مع الأمير نايف بن عبد العزيز -يرحمه الله- للاستئذان لزيارته والاطمئنان عليه في مقر إقامته في مدينة جنيف قبل وفاته بنحو عشرة أيام، مبينا أن الأمير الراحل أجابه خلال الاتصال بأنه سيعود قريبا إلى أرض الوطن، ولا داع إلى أن يشق على نفسه بعناء السفر، مؤكدا له عودته قائلا: "لا تكلف نفسك عناء السفر ونحن سنأتي قريبا إن شاء الله".
#2#
وأضاف: "إلا أن إرادة الله شاءت أن يعود جثمان الأمير نايف محمولا على الأعناق، ولا نقول إلا لا حول ولا قوة إلا بالله والحمد لله على كل شيء. ذهب رجل الأمن الأول وداعم السنة النبوية الأول في العالمين العربي والإسلامي".
واعتبر اللواء السديري، الأمير الراحل من أكبر الداعمين لتطوير الأمن في السعودية، فهو الرجل الذي نجح في مكافحة الإرهاب، وما دعوات دول العالم للسعودية للاستفادة من تجاربها في مكافحة الإرهاب إلا دليل على نجاح هذه الشخصية الأمنية، فهو بحق رجل الأمن الأول في السعودية.
وذكر السديري، أن الأمير نايف كان لديه إيمان راسخ وكبير بأن مجابهة الأفكار الضالة لا تأتي من خلال العنف أو القوة، وإنما من خلال برامج فكرية وسلوكية موجهة تدحض الحجة بالحجة، والفكر بالفكر، لتتضح الرؤية وتضيء الطريق من جديد أمام الشباب.
وأوضح أنه كان ذا شخصية رحيمة ومتسامحة، وفي الوقت ذاته قوي في تفانيه في العمل ومكافحته الإرهاب بحنكة. وسرد السديري قصة طفل تبوك التي تدل على أنه شخصية رحيمة جدا بعد سماع خبر الطفل الذي يؤكد الأطباء أن لديه شفاء بإذن الله في علاجه، مما جعله يأمر بشكل سريع بعلاجه على حسابه الخاص قبل وفاته بأيام.
وأنهى اللواء السديري حديثه بأن "جوانبه الإنسانية كثيرة ولا تحصى، فلا نستطيع إلا أن نعزي أنفسنا في رجل لن تنساه الأمتان العربية والإسلامية".