بعد دعوات للفوضى .. هنأ بثقة «القائد» أخاه خادم الحرمين بـ «وقفة الشعب الأبيّ»

بعد دعوات للفوضى .. هنأ بثقة «القائد» أخاه خادم الحرمين بـ «وقفة الشعب الأبيّ»

قال الأمير نايف – يرحمه الله -: "أهنئ القيادة بهذا الشعب الذي وقف برجاله ونسائه وقفة أبية وفية ".. جاءت تلك الكلمات الموجزة المؤثرة بعد أن أثبت الشعب السعودي وحدته وتماسكه والتفافه حول قيادته إثر أحداث الربيع العربي، وظهور دعوات مغرضة للمساس بأمن هذه البلاد، ليقوم ولي العهد - يرحمه الله - بتهنئة خادم الحرمين الشريفين بشعبه الوفي المتخلق بأخلاق الإسلام، مؤكدا في كلمته: "لقد أراد الأشرار أن يجعلوا من المملكة مكانا للفوضى والمسيرات الخالية من الأهداف النبيلة، ولكنهم لم يعرفوا شعب المملكة العربية السعودية الذي لا تنطلي عليه الافتراءات والذي أثبت للعالم كله أنه في قمة التلاحم مع قيادته، وأنه متمسك بدستوره المنبثق من كتاب الله وسنة رسوله الكريم - صلوات الله وسلامه عليه". وزاد أن لهذا الموقف النبيل أثرا كبيرا في نفس خادم الحرمين الشريفين، وختم تلك الكلمة بقوله: "في القلب الكثير مما لا تستوعبه الكلمات لهذا الشعب الذي رفع رؤوسنا لدى العالم كله".
وعرف عن الأمير نايف بن عبد العزيز، دقة كلماته وشدة أثرها ووقعها في نفوس مستمعيه، فعندما يتحدث نايف فإن الجميع يصغي، يعرف متى يتكلم ومتى يقف، وتترك كلماته في النفس أثرا مدهشا تبقي مستمعيه في حالة إصغاء لكل كلمة يقولها.
وأشار في إحد تصريحاته إلى أن السعودية مستهدفة وأمنها مستهدف ويجب أخذ الحيطة والحذر من الإرهاب والإرهابيين، فالانتصار عليهم لا يعني انتهاء أمرهم لأن هناك تطورا نوعيا في أساليبهم، ونوعية المنتمين إلى هذا الفكر المنحرف، وعبر عن أسفه وألمه أن يكون من ضمن هذه الفئة أفراد من أبناء هذه البلاد الذين تلقوا تعليما متميزا، وقال: "أين الحس الديني والوطني لدى هؤلاء".
وعبّر الأمير نايف في أكثر من مناسبة عن دعمه ومساندته لجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقال إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من ثوابت الإسلام الراسخة التي تتمسك بها هذه البلاد، وقال في أحد تصريحاته: "سنقف مع الهيئة، سنقف معها، وسنعمل من أجلها، وسنحافظ على كرامتها".
وعند ولايته للعهد استشعر الفقيد بعظم المسؤولية، وقال: "إحساسي بثقة سيدي خادم الحرمين الشريفين تشعرني بالسعادة، ولكنها تشعرني أيضا بالمسؤولية الكبيرة نحو الوطن والمواطنين، وأعتبر ذلك تشريفا وتكليفا".
وفي تصريح له أثناء معاينته موقعا وصلت إليه أيادي الغدر قال: "إن هذه الجرائم هي أبشع الجرائم، لأنها ضد مواطنين ومقيمين عرب ومسلمين مسالمين".
وفي مواسم الحج كانت للأمير نايف تصريحات ووقفات مشهودة، وأكد على أن السعودية تستثمر بكل حب جهودها من أجل خدمة بيت الله وحماية زواره، وبيّن أن السعودية تطور خدماتها للحجيج في كل سنة آملة أن تكسب ثقتهم وتنال رضاهم. وشدد في أكثر من مناسبة على وجوب التزام الحجاج بمناسك الحج وشعائره والتفرع للعبادة، وحذر من الإساءة إلى هذه الشعيرة العظيمة من خلال استخدامها في أغراض خارجة عن غاياتها ومناسكها.
وكان ولي العهد مهتما بشأن المرأة ومكانتها في المجتمع السعودي، وقال إن المرأة تستمد مكانتها في مجتمعنا من تعاليم الدين الإسلامي الذي كرمها وأعزها، فليس هناك أكرم ولا أعز من الأم، فالجنة تحت أقدام الأمهات كما أخبر بذلك نبينا - صلوات الله وسلامه عليه. وأكد أن كرامة الزوجة والأخت والبنت فوق الرؤوس، وتابع "أنا واثق بشكل قاطع أن رجال المملكة في جميع مناطقها ومدنها وقراها مستعدين للتضحية بأنفسهم ودمائهم من أجل الحفاظ على كرامة المرأة وعزتها"، وأكد أن المرأة عنصر فاعل في المجتمع السعودي قادرة على العمل والمشاركة في المجالات التي تليق بها وتناسب طبيعتها.
وفي خطاباته ووصاياه لأجهزة الأمن كان الفقيد حريصا أشد الحرص على حقوق المواطن وحريته وكرامته، وكان يحذر من المساس بها تحت أي مبرر، فكان - يرحمه الله - يوصي بضرورة مراعاة التعامل مع المواطنين بما يتماشى مع الشريعة وفق ما أكدته الأنظمة والتعليمات. وكان يذكر دائما باحترام المواطن واحترام حقوقه وحرياته، وبضرورة عدم السماح للاجتهادات الشخصية والتصرفات المرتجلة المساس بها. وشدد على حرمة المساكن وعدم جواز دخولها بغير إذن صاحبها ولا تفتيشها إلا في الحالات التي بينها النظام.
وشدد على مراعاة الستر على النساء والفتيات والأحداث وإقالة عثرات الناس وعدم التشهير بهم وحمل الناس على التمشي بما تقتضي به الشريعة السمحة، وحفظ النظام وتحقيق الأمن والسكينة والمحافظة على المكتسبات الوطنية ومنجزات الوطن. وركز على وجوب إشاعة روح الشعور بالمسؤولية والولاء لهذا الكيان وعدم إزعاج الناس مع ضرورة التنبيه على الجهات المعنية عند دخولها الأماكن العامة مراعاة الرفق والتعامل المناسب والبعد عن الإثارة وإحسان الظن.
وكان يحض أمراء المناطق على القيام بدورهم في حفظ الأمن والنظام والاستقرار وكفالة حقوق الأفراد وحرياتهم وعدم اتخاذ أي إجراء يمس تلك الحقوق والحريات إلا في الحدود المقررة شرعا ونظاما، والتأكيد على كافة الأجهزة في المنطقة بمهماتها وأعمالها وفق الأنظمة واللوائح.

الأكثر قراءة