لاحَقَه مواطنٌ فمنعه حرسه عنه .. كيف تصرف معه؟
في حياة الأمير نايف بن عبد العزيز – يرحمه الله - مواقف لا تنسى تدل على شخصية عظيمة أرست العدل والحلم ومنعت الظلم, فقد منع حراسه من أحد المراجعين الذي لاحقه, وقال لهم لو لم يكن مظلوما لما فعل ذلك, وأمر بتكوين لجنة للوقوف على قضية المراجع.
وهذا الموقف المشهود يرويه اللواء الدكتور صالح بن فارس عضو مجلس الشورى مستشار الأمير نايف بن عبد العزيز - يرحمه الله - قائلا: "لاحق أحد المراجعين الأمير وأمسك بتلابيبه فبادر الحراس بإرغام المراجع على ترك الأمير، ففوجئوا بمنع الأمير نايف لهم قائلا لهم: "لو لم يكن مظلوما لما فعل ذلك", وأمر بتكوين لجنة والوقوف على قضية المراجع, ولم يعنفه أو يوبخه، وهذا موقف إنساني من مواقف كثيرة للأمير نايف بن عبد العزيز يرحمه الله".
وبيّن أن الفقيد صاحب حلم لا يوصف، وقال عملت بجانبه نحو 22 عاما ولم ألاحظ أنه انفعل أو احتد مع موظف أو مراجع رغم الضغوط ومختلف الظروف، فهو رجل حليم ووسع حلمه الجميع ـــ يرحمه الله وأسكنه فسيح جناته, كما كان متأنيا لا يتخذ القرارات إلا بعد دراسة، إضافة إلى أنه كان محسنا ومن أكبر المحسنين ويخفي هذا الجانب في حياته, وعندما سألته عن سبب إخفائه هذه الأمور أجاب الفقيد ـــ يرحمه الله ـــ بأنه يريد أن تبقى هذه الأمور بينه وبين الله؛ لأنه يريد العمل خالصا لوجهه الكريم.وقدم فارس العزاء لخادم الحرمين الشريفين والشعب السعودي على فقدان عملاق الأمن والاستقرار، الذي كان مثالا للحلم والأخلاق الفاضلة فهو مدرسة وحكمة شعر بها كل من تعامل معه.واعتبر فقدان الأمير نايف خسارة للوطن والمواطن, ففي حياة الأمير نايف مدرسة فكرية في جميع المجالات فهو رجل أمن وسياسي ودبلوماسي رفيع الشأن، عشت معه كثيرا وتعلمت من مدرسته الرحمة، وقال: "كان الأمير نايف مشغولا بتوفير الأمن للوطن والمواطن والمشاعر المقدسة، والأمن من أهم الأولويات, وكذلك مهتما بأمن العالم العربي والإسلامي واستتباب الأمن في العالم من اهتماماته, وله مواقف متعددة في ذلك الجانب, فهو رائد فكرة الأمن الفكري التي أصبحت مدرسة ينهل منها الجميع, حيث كان يرى أن مكافحة الجريمة يجب أن تبدأ في الفكر لأن الجريمة تبدأ من الفكر وهو يرى أن نبدأ بتحسين الفكر لأن تحسين الفكر يكافح الجريمة, ويحث على أن يكون المواطن رجل الأمن الأول, فإذا تحصن فكر المواطن تحقق الأمن.