الراحل يضع النقاط على الحروف لتساؤلاتنا بوضوح وشفافية
في كل عام، وفي اليوم السابع من ذي الحجة، تترقب وسائل الإعلام بكافة أطيافها قدوم رجل عده شعبه عرابها الأمني الأول، ليقود دفة حشود جهزها طوال أشهر عديدة لتحمي وتسعى بكافة طاقتها لخدمة حجاج بيت الله الحرام.
أكثر من 500 إعلامي من وسائل الإعلام المختلفة، يستعدون ويتجهزون داخل صالة تجاور ساحة استعراض قوى الأمن المشاركة في أعمال الحج، لملاقاة الأمير نايف، حيث يعقد فيها مؤتمرهالعالمي، يطرحون من خلاله العديد من التساؤلات والاستفسارات التي يجيب عنها بكل رحابة صدر ووضوح وشفافية، مما ولد انطباعا مخالفا لدى وسائل الإعلام كما وصفها أحد مراسلي الواكلات العالمية: ''إن وزارة الداخلية السعودية، هي مؤسسة خدمية ليس لديها ما تخفيه، وضعت متحدث رسمي لها يجيب على وسائل الإعلام طوال أيام الحج، بعكس مثيلاتها في الدول الأخرى التي تغلفها السرية والغموض ويسودها تصورا قمعيا في تعاملها''.
وعن حال الإعلاميون المحتشدين أمام نايف الأمن والأمان، فهم لا يكتفون بأمور الحج في تساؤلاتهم، بل أنهم يستغلون الفرصة ويتسابقون إلى طرح العديد من القضايا السياسية وأخذ انطباع رجل الأمن الأول في السعودية، للكثير من الأحداث التي تجري في ذاك الوقت، وبكل رحابة صدر وثقة الناجحين يستمع ويتروى، ومن ثم يرفع رأسه ليجيب، وكثير من الإعلاميين اتفقوا على أن الأمير نايف بن عبد العزيز، من المسؤولين القلائل الذين يشبعون رغبات ونهم جميع تساؤلات وسائل الإعلام، بل يجيب على كافة جوانب السؤال.
من جانبه، يقول عبد الهادي بن عمر، مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في السعودية: ''كلفت بتغطية أحد مواسم الحج من قبل الوكالة، وكان مصدر سعادتي التي غلفها نوعا من الرهبة السماح لي بطرح التساؤلات على الأمير نايف، ولكي أصدقك القول، فقد حضرت نفسي وجهزت اسئلتي قبل موعد إنعقاد المؤتمر بعدة أيام نظرا لما كان يتمتع به الراحل من كاريزما تجعل كل من يطرح عليه تساؤلا أن يكون حذرا ولبقا ولا بد أن يكون السؤال دقيقا وواضحا لكي يستطيع الإجابة عليه''.
ويضيف بن عمر، أن تلك الذكرى لا تزال من أهم مراحل حياته الإعلامية التي يفتخر بها، وأن وقتها طرحت على الراحل تساؤلا سياسيا حول دور السعودية من بعض الأحداث في الدول المجاورة، وقال: إن الأمير نايف كان مطرقا رأسه يستمع باهتمام، وعندما انتهيت من سؤاله رفع رأسه وواجهني بنظرة ثاقبة ورد على تساؤلي بكل صراحة ووضوح، ولم يعتذر أو يرفض التعليق كما يفعل الكثير من الساسة، حتى إنني عندما نقلت شعوري لعدد من الأصدقاء أجابوني بأن الراحل لم يعهدوا عليه رفضه لأي تساؤل، وهذا ما جعلني أفتخر بوقوفي أمام رجل الأمن الأول في السعودية''.
من جهته قال إبراهيم المطوع مراسل رويترز سابقا: ''عندما كلف فقيد الأمة نايف بن عبد العزيز، بمهام الحج بجانب مهامه الرسمية في وزارة الداخلية، أخذ على عاتقه الجد والاهتمام بكل ما يخدم ضيوف بيت الله الحرام، ويسهل وييسر على أداء مناسك حجهم، وبجانب كل هذا أتخذ الفقيد مبدأ الوضوح والشفافية، بدء من نفسه من خلال المؤتمر السنوي العالمي الذي يعقده قبل موسم كل حج، وامتدادا من خلال تعيين متحدث رسمي لوزارة الداخلية يتواصل مع كافة وسائل الاعلام وبصفة يومية طوال أيام الحج، لتزويدهم بكل ما يرغبونه من معلومات حول الحج وأعماله''.
ويتابع المطوع حديثه: ''هذه الشفافية والوضوح التي قادها الأمير نايف -رحمه الله - قشعت الضبابية وفاجأت الكثير من وسائل الإعلام التي كان يسودها طابع أن وزارة الداخلية هي مؤسسة قمعية سلطوية تسعى إلى استبداد الأمن بكافة الوسائل المشروعة والغير مشروعة، وتحيطها الكثير من الأسرار والغموض، إلا أن هذا الأمر لم يجدوه في وزارة الداخلية السعودية والتي كان يرأسها الراحل، بل وجدوها مؤسسة خدمية تسعى إلى إنجاح الحج بتقديم كافة السبل الممكنة، وأكثر من هذا وجدوا رأس الهرم الراحل يعقد مؤتمرا عالميا يستضيف فيه كافة وسائل الإعلام المحلية والعالمية، ويجيب عن كل الاستفسارات سواء تلك التي تتعلق بالحج أو السياسية التي تتعلق في الدولة السعودية''.
وأبان المطوع، أن الأمير نايف يعد فقيدا على الأمة الإسلامية كافة والشعب السعودي خاصة، وأن طلته سيفتقدها الإعلاميون بالموسم القادم في المشاعر المقدسة، إضافة أن كافة الاستعدادات لجميع الجهات العاملة في خدمة الحج سنفتقد الأمير الصبور المثابر المجيب على كافة تساؤلات وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة''.
من جهته أخرى، قال وليد الحمود مراسل تلفزيون الكويت: ''الأمير نايف بن عبد العزيز مسؤول يستمع بتمعن، ويعرف كل من تعامل معه من الإعلاميين، وإنه لا يوجد سؤال صعب لا يمكن طرحه عليه، فهو رجل يجيب على كل استفسارات الإعلاميين، رغم أن وزارته نجحت نجاحاً كبيراً في استحداث المتحدث الرسمي للداخلية''.
ويضيف الحمود، أن الأمير نايف رجل صريح ومباشر في تعامله مع وسائل الإعلام، يجيب عن الأسئلة، ويحرص على شرح الخلفيات حتى لو لم تكن للنشر، حيث يقول: ''أريدك أن تسمعها مني أفضل من أن تسمع الشائعات''، وأن هذا المنهج أوثق حبال الثقة بين الأمير نايف كمسؤول سعودي، وبين وسائل الإعلام التي دوما ما ترحب بهذا التعامل الراقي من قبل القيادة السعودية''. وعلى الجانب الآخر، علق إعلاميون سعوديون عاصروا العديد من مؤتمرات الأمير نايف - رحمه الله -، وشاركوا إخوانهم في وسائل الإعلام الخارجي في طرح العديد من التساؤلات الهامة والتي كان يسعد من خلالها رجل الأمن الأول في السعودية أن تزخر صحف وطنه بطاقات إعلامية تعاضد مثيلاتها من وسائل الإعلام العالمية.
من جهته، يقول علي بلقرون مدير مكتب صحيفة المدينة في مكة المكرمة: ''ننتظر موسم كل حج لنتشرف بتواجد الأمير نايف - رحمه الله- بيننا، وقتها نشعر بالفخر والاعتزاز عندما تبدأ طوابير رجال الأمن بالاستعراض وإظهار القوة الحقيقية لأبناء هذا البلد، وقتها تنتابني الكثير من تلك المشاعر التي تجعلني أرفع راسي عاليا، وانظر إلى من جانبي من رجال الإعلام الخارجي، ولسان حالي يقول هؤلاء صقورنا حماة أرضنا وحجاجنا، يستمدون قوتهم من الله ، بعدها يعتلي الأمير الراحل منبر الإعلام ليجيب على تساؤلاتنا، بل يقدمنا على وسائل الإعلام الخارجي، ليبث لنا رسالة واضحة وهي أننا أمامه سواسية، نحظى بالاحترام والتقدير''. من جانبه، يقول الدكتور علي العميري مدير مكتب الوطن في مكة المكرمة: ''منذ أن بدأت عملي بالصحافة، والأمير نايف هو من يكون في مواجهة الإعلام قبل موسم كل حج، لقد كان المؤتمر الذي يعقده للحديث عن استعدادات الحج، والإجابة عن التساؤلات التي يطرحها الإعلام المحلي والدولي، مصدر إلهاما لنا لما نجده من متعة التغطية، فقد كان - رحمه الله - أريحيا في إجاباته، واضحاً وصارماً وحازماً، ومقابل كل هذا رحيماً وعطوفا وباثا للكثير من الطمأنينة للحجاج بأنهم في أيد أمينة تحفظهم بعون الله تعالى''.
من جانب آخر، يقول علي بن غرسان مدير مكتب صحيفة عكاظ في مكة المكرمة: ''أكثر من عشرة أعوام وأنا أغطي جميع مؤتمرات الأمير الراحل، حتى تلك السنوات التي يتم إدراج اسمي في تغطية الصحيفة للحج، تجدني أول الحاضرين للمؤتمر الذي يعقده - رحمه الله - قبل بدء موسم الحج، وكان الفقيد قامة إعلامية تختزل الكثير والكثير من أسرار التعامل مع كافة وسائل الإعلام، وأنه كثيرا ما جعلنا نبدي علامات الإعجاب من إجاباته الدقيقة والسريعة والتي تنم عن استحضار ذهني عالي لا يترك شاردة أو واردة إلا جمعها من كافة جوانبها وألقاها على سائلها بإجابة شافية ووافية''.