خبرة وعلاقات الأمير سلمان ستفيد السياسة الخارجية في هذه المرحلة الحرجة
عندما حسم خادم الحرمين الشريفين أمر تعيين ولي العهد الجديد لم يشكل اختيار الأمير سلمان لولاية العهد مفاجأة، فتعيينه في هذا الموقع كان متوقعا على نطاق واسع حيث يحظى الأمير سلمان بن عبد العزيز بشعبية كبيرة وينظر إليه على أنه رجل عملي قوي الإدراك يوازن بين مصالح الوطن والمواطن ويعرف عن الأمير سلمان على أنه الشخصية المرافقة للملوك منذ عقود، وهو الأمر الذي سيؤهله لمواصلة الإصلاحات التي يتبناها الملك عبد الله. وللأمير سلمان أكثر من 50 عاما قضاها أميرا للرياض ومدرك لكثير من قضايا وهموم الوطن، فهو شخصية بارزة وفذة من حنكة وسياسة وحلم كما عرف عنه الحزم والإدارة المميزة التي يشهد لها الكثير من أبناء المملكة، وتشهد له الرياض التي أولاها كل الاهتمام فكانت إنجازاته كبيرة وشاملة، وكان يولي الأمور قدرا كبيرا من الأهمية لإنجازها. وهنا اتفق خبراء إعلاميون وأكاديميون سعوديون على أن مسألة انتقال سلطة ولي العهد للأمير سلمان بعد وفاة الأمير نايف أنها في الواقع تظهر مستوى الاستقرار في المملكة وانسياب تعيين الأشخاص في المناصب العليا والقيادية، وأضافوا أن هذا الأمر يظهر أن المملكة لا يمكن أن يكون بها فراغ دستوري أو فراغ إداري مهما تكون المصيبة مثلما نسمع في دول أخرى كثيرة في العالم، وأوضحوا في أحاديث لـ ''الاقتصادية'' أن الأمير سلمان هو رجل المرحلة المناسب الذي يمتلك من الخبرات الكثير، مشيرين إلى أنه على مدار سنوات طوال كان أميرا لمدينة الرياض التي تحوي 7.5 مليون نسمة، بما يعادل ربع سكان المملكة حيث أدارها باقتدار وتطور كبير وأشاروا إلى العديد من الخصال الذاتية والإدارية والسياسية والعلاقات الدولية التي يتمتع بها الأمير سلمان، والتي ستسهم في مصلحة المملكة داخليا وخارجيا وعلى مختلف الأصعدة.
وعد الخبراء انتقال سلطة ولي العهد من الأمير نايف بن عبد العزيز الذي وافته المنية قبل ثلاثة أيام وتعيين الأمير سلمان بن عبد العزيز وليا للعهد، أنها خطوة تمت بسلاسة كبيرة وأنها دليل على قوة بنيان النظام السعودي وتنم عن بعد نظر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لملء الفراغ لهذا المنصب الحيوي المهم في المملكة، مشيرين إلى أن اختيار الأمير سلمان لولاية العهد ليست مجرد خيار بقدر ما هي اتجاه لرجل مؤهل لهذه المهمة، حيث يمتلك الأمير سلمان كل المزايا والقدرات التي يتطلبها منصب ولي العهد، مشيرين إلى أن إسناد ولاية العهد للأمير سلمان يأتي في إطار مواصلة المملكة لدورها الريادي في إشاعة الاستقرار بالمنطقة.
ووصف الدكتور أحمد الخماش - أكاديمي سعودي - الأمير سلمان بأنه يتمع بخصال كثيرة تجعله مقربا ومحبوبا من جميع طوائف المجتمع، وأنه رجل دولة من الطراز الأول. وأوضح أن الأمير سلمان رجل يتمتع ببعد النظر، وأكد أن الشعب السعودي في حالة فرح لتولي الأمير سلمان هذا المنصب، وهو المكان الطبيعي له لأنه مؤهل له وسيضيف من جهده وأفكاره الكثير مما سيعود بالخير على الشعب السعودي. وأشار الخماش إلى أن السرعة في اختيار الأمير سلمان لتولي منصب ولاية العهد لأنه رجل مؤهل لهذا المنصب. ووصف هذة الخطوة بأنها إيجابية جدا وأن عدم اللجوء لهيئة البيعة لإقرار الأمر إنما تعود لطبيعة نظام البيعة الذي لا يفعَّل إلا بعد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – أطال الله عمره – وبالتالي وفقا لنظام البيعة ليس الأمر في حاجة للعودة لهيئة البيعة وإنما اكتفي بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله.
من جهته قال الدكتور محمد سعيد - الأستاذ بجامعة أم القرى إن الأمير سلمان يمتلك من المقومات الكثير كرجل دولة، فهو إلى جانب دوره على الساحة الداخلية كان له حضوره المؤثر في جميع الملفات السياسية الخارجية وعبر قنوات عدة، نذكر منها على سبيل المثال أنه كان وراء تنظيم معرض المملكة بين الأمس واليوم في عديد من عواصم ومدن العالم الكبرى، وهو ما كان له دور في التعريف بدور ومكانة المملكة عالميا. وأشار إلى أن الأمير سلمان رجل يغار كثيرا على سمعة المملكة. وفيما يتعلق بدوره على الساحة الداخلية أوضح أنه كان يترأس عديدا من اللجان الشعبية لجمع التبرعات أثناء الأزمات التي تمر بها بعض الدول الإسلامية أو العربية، وأكد سعيد أن المملكة ستواصل بقوة نشاطها الخارجي بعد تعيين الأمير سلمان وليا للعهد، وأن خبرة وعلاقات الأمير سلمان ستفيد السياسة الخارجية للمملكة خصوصا في هذه المرحلة الحرجة التي تجري بها تحولات بالعالم العربي.
وذهب الدكتور عبد الله حرويل - عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى والكاتب الصحافي - إلى أن علاقة الأمير سلمان بن عبد العزيز بالكتاب والإعلاميين قوية ومميزة، وأن الكثيرين - وهو واحد منهم - التقوا معه في أكثر من مناسبة، مضيفا أن علاقته بالثقافة قوية وأنه يرأس عددا من المؤسسات التي لها علاقة بكتابة تاريخ المملكة. وأضاف أن علاقاته الخارجية قوية فلم يغب يوما عن الملفات السياسية الخارجية بحكم قربه من إخوته من الحكام الذين حكموا المملكة من قبل، وقال لو جمعنا تلك المزايا بما فيها قدرته وحنكته الإدارية الكبيرة وسعة أفقه وعلاقاته الخارجية، نجد أنها كلها مقومات لنجاحه في المهام الكبار التي ستسند إليه، إضافة إلى دوره الحالي في خدمة بلده المملكة، وأكد أن هناك علاقة أفقية تجمعه مع كل أفراد المجتمع السعودي بحكم تعدد مسؤولياته من شمال المملكة إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، ومن هنا فهو الشخص الذي كان الأكثر بروزا والأكثر توقعا بأن يتم توليه منصب ولي العهد، وأشير هنا إلى مدى التحامه بشعبه بأن له جلسة أسبوعية يستقبل فيها الناس ولم تغب هذه الجلسة عن المشهد الاجتماعي منذ سنوات طويلةأ أضف إلى دلك أنه كان له دور بارز في اختيار قيادات الدولة من المواطنين والوزراء، لذلك فهو رجل يقف وراء نجاح الكثيرين.
إلى ذلك أوضح الدكتور فهد العرابي الحارثي، رئيس مركز أسبار للدراسات والبحوث والإعلام، أننا كسعوديين لم نفاجأ بالانتقال السريع لسلطة ولي العهد، وهو أمر يدل على البنية القائمة بين أفراد الأسرة الحاكمة وفي ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وقال إن اختيار الأمير سلمان لمنصب ولي العهد أمر أسعد كل الشعب السعودي لأنه يعرف جيدا من هو الأمير سلمان فهم يعرفون أمنياته وتجربته الثرية في الإدارة والحكم والسياسة، واصفا إياه بأننا أمام شخصية قيادية في الدولة يتمتع بمزايا كثيرة ومتنوعة، وأضاف أن من خصال الأمير سلمان أنه رجل سياسية ورجل إدارة ورجل ثقافة ورجل إعلام وشخصية اجتماعية محبوبة ونموذج متفرد في الإدارة والقدرة على العطاء المتواصل، وبين أن تلك الصفات جعلته يشغل عديدا من المناصب ذات العلاقة بها، ففي مجال الثقافة والتاريخ الذي هو مولع به، ولا سيما تاريخ المملكة فهو رئيس لدارة الملك عبد العزيز المعنية بتاريخ المملكة وهو كذلك رئيس مركز أبحاث مكة والمدينة وهما المدينتان المقدستان واللتان تتوفران على سجل تاريخي عظيم يمتد إلى ما قبل 1400 عام، ويشير إلى تنوع مسؤولياته فهو رئيس لمركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة، حيث شرفت أن أكون أحد الذين عملوا فيه تحت إمرته، وبين أن للأمير سلمان أكثر من كرسي بحثي في الجامعات السعودية، كما أنه الرئيس الفخري لجامعة الملك سعود التي شهدت أخيرا تطورات كبيرة في مشروعاتها وحرمها الجامعي، وتلك يعد - كما وصفها - مؤشرا من المؤشرات المهمة للأمير سلمان في دعمه لبيوت ومراكز العلم والبحث العلمي، وأضاف أن الأمير سلمان يهتم بالبحث العلمي وأنه يشجع القائمين عليه وأنه قام بتقديم دعم خاص لمشروعات بحثية، منها عن موقف الكتاب والإعلام السعودي من قضية احتلال العراق، وكذلك عن دور الإنترنت في المجتمع السعودي وغيرها كثير.
وقال الدكتور عبد الواحد بن سعود الزهراني - متخصص في الشأن المحلي - إن انتقال سلطة ولي العهد للأمير سلمان بعد وفاة الأمير نايف هو في الواقع يظهر مستوى الاستقرار في المملكة وانسياب تعيين الأشخاص في المناصب العليا والقيادية، وأضاف أن هذا الأمر يظهر أن المملكة لا يمكن أن يكون بها فراغ دستوري أو فراغ إداري مهما تكون المصيبة مثلما نسمع في دول أخرى كثيرة حولنا وفي العالم، والأمير سلمان هو رجل المرحلة المناسب الذي يمتلك من الخبرات الكثير، مشيرين إلى أنه على مدار سنوات طوال كان أميرا لمدينة الرياض التي تحوي 7.5 مليون نسمة، بما يعادل ربع سكان المملكة باقتدار وتطور كبير، وأشار إلى العديد من الخصال الذاتية والإدارية والسياسية والعلاقات الدولية التي يتمتع بها الأمير سلمان والتي ستسهم في مصلحة المملكة داخليا وخارجيا وعلى مختلف الأصعدة. وبين أن انتقال سلطة ولي العهد من الأمير نايف بن عبد العزيز الذي وافته المنية قبل ثلاثة أيام وتعيين الأمير سلمان بن عبد العزيز وليا للعهد بأنها خطوة تمت بسلاسة كبيرة وأنها دليل على قوة بنيان النظام السعودي وتنم عن بعد نظر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لملء الفراغ لهذا المنصب الحيوي والمهم في المملكة، مشيرا إلى أن اختيار الأمير سلمان لولاية العهد ليست مجرد خيار بقدر ما هي اتجاه لرجل مؤهل لهذه المهمة حيث يمتلك الأمير سلمان كل المزايا والقدرات التي يتطلبها منصب ولي العهد، مشيرا إلى أن إسناد ولاية العهد للأمير سلمان يأتي في إطار مواصلة المملكة لدورها الريادي في إشاعة الاستقرار بالمنطقة.
وقال الدكتور خالد أبو حفاش باحث ومتخصص في التنمية أن خبرة الأمير سلمان الطويلة في معتركات الحياة بشتى مجالاتها ومسيرته الحافلة كأمير للرياض في وقت سابق، وعلى مدى عقود من الزمن برزت شخصيته بشكل انعكس على جميع أعماله وإداراته ومناصبه التي تقلدها خلال عقود من الزمن، كما مكنه منصبه السابق من القرب من المواطنين وحل مشاكلهم والشعور بهمومهم ومساعدتهم على قضائها، وأن هذا كله إن دل فإنما يدل على شخصية متزنة متميزة وأبوية بيدها تصنع القرار وتبت في الأمور، وبالتأكيد كان لا بد من أن ينعكس هذا الأمر على حب المواطنين له وقصده من جميع الأطياف من المملكة في جميع الأمور التي تستعصي عليهم ليكون هو الفيصل والحكم لتلك المشاكل والأمور، مما أكسبه مدبة قلوب جميع من حوله ومن قصده. والأمير سلمان كشخصية تتمثل فيها كافة ملامح المعرفة والذكاء الإداري والسياسي والثقافي فهو الذي تمرس بالحكم وخبر الملفات العديدة السياسية والإدارية والتنموية والثقافية والإعلامية والدبلوماسية، مما يؤهله لأن يكون نموذجا متقدما للمسؤول المحنك المتمرس في تجربة الحكم واتخاذ القرار.
واعتبر أبو حفاش قرار خادم الحرمين جاء في الوقت المناسب حيث إن ولاية العهد في بلد حيوي ومهم مثل المملكة هي محط أنظار ومتابعة السياسيين، واختيار الأمير سلمان من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يمثل القدرة المتوافرة لدى خادم الحرمين الشريفين على الاستجابة للتحديات الداخلية والخارجية للمملكة في مسيرة تقدمها، فهي من الدول القليلة التي حدِّثت قوانينها وأنظمتها منعا لأي حدوث فراغ في طريقة الحكم أو في اتخاذ القرارات لأن النظام يسود على الجميع وكل الذين راهنوا على تحليلات غير واقعية في بلدنا الآن أدركوا متانة الأسرة الحاكمة ومتانة النظام السعودي والالتحام الشعبي النادر بين الأسرة المالكة وبين المواطنين بفئاتهم ومناطقهم وأطيافهمأ حيث دائما هم موحدون خلف قيادتهم ورمزهم الكبير وهذا ما يجري في صفحات التاريخ السعودي. وتابع أبو حفاش شخصية كبيرة مثل الأمير سلمان بن عبد العزيز تحظى بتقدير كبير لدى المواطنين لقربه منهم ومعرفته بأحوالهم وتعاطيه المباشر مع همومهم اليومية وكذلك تحظى بتقدير وسمعة دولية كبيرة، لذلك نجد هذا الرضا والارتياح لدى الشعب السعودي لهذا الاختيار وهذا الرضا والارتياح مقترن بالشكر والتقدير والثقة لاختيار خادم الحرمين الشريفين لهذه الشخصية القيادية الضخمة في مجال العمل الإداري والتنموي والسياسي، خصوصا أن الملفات الكثيرة التي سيتولاها ولي العهد تحمل أهمية كبيرة على المستوى الداخلي والدولي ونحن على ثقة بأنه سيكون عند ثقة خادم الحرمين الشريفين وعند ثقة الشعب السعودي الذي يقف معه مؤازرا ومبايعا وشاكرا وممتنا لرمزه عبد الله بن عبد العزيز على هذا الاختيار الكريم والعزيز على قلب كل صغير وكبير من الشعب السعودي المتلاحم مع قيادته في كل الأوقات، وهذا ما أثبتته الأيام وشهدت به صفحات الوفاء بين الشعب والأسرة المالكة.
وقال الدكتور علي بن يوسف - عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى - يأتي القرار الذي اتخذه الملك عبد الله بن عبد العزيز بتعيين الأمير سلمان بن عبد العزيز وليا للعهد ونائب لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للدفاع تأكيدا للثقة التي يحظى بها الأمير سلمان وبخاصة أن الأمير سلمان، رجل الدولة بامتياز، أثبت كفاءة وقدرة غير عادية في إدارة شؤون عاصمة المملكة التي بقي أمير لها لنصف قرن من الزمان استطاع خلاله تحويل الرياض الى مدينة عصرية متقدمة تنافس كبريات المدن في العالم. والأمير سلمان رجل نذر نفسه لخدمة المملكة وعاصمتها وسخّر خلال 50 سنة كل ما يمكن أن يقوم به أو يقدمه مسؤول في مكانه ومكانته لتنمية هذه المنطقة، التي أحبها وأحبته، وتطويرها وجعلها مفخرة كل سعودي وقبلة العرب والمسلمين والعالم. والأمير سلمان سياسي محنك مؤمن بدور الإعلام ويوليه أهمية خاصة وقد دأب على التعامل والتواصل مع الصحافيين والإعلاميين كما أنه يعتبر مرجعا في تاريخ المملكة لثقافته الواسعة وشغفه بالعلم والثقافة وبخاصة التعليم الذي أولاه كل عنايته ورعايته عبر مشروعات ضخمة استطاع إنجازها خلال نصف قرن من المسؤولية والرعاية الموصولة للشباب والأجيال السعودية المتعاقبة. إن الأسرة المالكة والشعب السعودي لن ينسيا المواقف العظيمة التي وقفها الأمير سلمان مع أخيه سلطان خلال فترة علاجه حيث كان نعم الرفيق لدربه في رحلته ومؤنسه في وحدته. لقد ضرب الأمير سلمان بن عبد العزيز المثل الأعلى في الأخوة الحقة، الصادقة الأمينة، والوفاء المطلق النادر، المثالي في صحبته وملازمته لأخيه سلطان بن عبد العزيز، والوقوف على راحته طوال فترة علاجه يشد من أزره ولا يفارقه أبداً، وهذا الدرس العظيم في الوفاء والأخوة يعلّمه المعلم الكبير سلمان بن عبد العزيز، لأبناء هذا الجيل وأبناء الأجيال القادمة ليؤكد أن الوفاء سمة من أهم سمات الأسرة المالكة، والشعب السعودي، حكومة وشعباً، وركنٌ ركين في تعاليم عقيدتنا السمحة ووصايا نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم.