سلمان .. مرجع تاريخي وإلمام بأنساب القبائل والعائلات

سلمان .. مرجع تاريخي وإلمام بأنساب القبائل والعائلات
سلمان .. مرجع تاريخي وإلمام بأنساب القبائل والعائلات

يشير الكثير من المثقفين السعوديين إلى أن أهمية اختيار شخصية بحجم الأمير سلمان بن عبد العزيز لولاية العهد خلفا للأمير الراحل نايف بن عبد العزيز تنبع من كون الأمير سلمان رجلا ملما بالثقافة والتاريخ أكثر من كونه فقط إداريا ملتزما ومنضبطا بمواعيد عمله.

ويؤكد هؤلاء المثقفون أنهم لم يفاجؤوا باختيار الأمير سلمان لولاية العهد، رغم أن هذا الأمر أتى على خلفية حدث مفاجئ وصاعق تمثل في غياب الأمير نايف بن عبد العزيز رحمه الله، إلا أن التوقعات كانت جميعها تشير إلى سلمان بن عبد العزيز لملء هذا الفراغ الذي أحدثه غياب ولي العهد الراحل.

ويقول الأكاديمي والكاتب السعودي الدكتور مطلق المطيري ''هذا الاختيار غير مفاجئ رغم أنه أتى على خلفية حدث مفاجئ، لكننا توقعنا أن يتم اختيار الأمير سلمان لخلفياته الفكرية والثقافية واهتمامه بالتاريخ''، مشيرا إلى أن الإلمام بالتاريخ يمنح القائد القدرة على تجنب تكرار التجارب الفاشلة في التاريخ من خلال معارفه التاريخية وإلمامه بتجارب الشعوب.

ويضيف الدكتور المطيري ''التاريخ هو أكبر رافد معرفي للقائد، وهذا شيء يملكه الأمير سلمان، ومن يمتلك التاريخ باستطاعته أن يصنع التاريخ''.

#2#

ويلفت الأكاديمي السعودي إلى ميزة الإدارة الناجحة عند الأمير سلمان باعتبارها رافدا ثانويا لا يقارن بقدرة القائد على الإلمام بجوانب الثقافة والتاريخ خصوصا في بلاده، مؤكدا أهمية الانضباط الذي يمثله العمل الذي يقوم به الأمير سلمان، لكنه يشير إلى أن الجانب الإداري الناجح فيه رغم أهميته وعظم فضله، إلا أنه لا يمثل الأهمية نفسها التي يمثلها إلمامه بجوانب الثقافة في بلاده، لافتا إلى أن الأمير سلمان ملم بشكل مبهر بالطبيعة التاريخية والجغرافية لبلادنا.

ويضيف الدكتور مطلق ''أكاد أجزم وأقول إن الأمير سلمان بن عبد العزيز يعرف كل بيت في السعودية من خلال معرفته بتواريخ القبائل والعائلات وتوزعها على أنحاء السعودية''.

وحول النقطة نفسها، يؤكد عدد من المسنين السعوديين الإلمام الكافي للأمير سلمان بن عبد العزيز بمعرفة تاريخ المملكة قبل وبعد التوحيد، يؤكد ذلك ويدعمه ترؤسه لمجالس إدارات مراكز بحثية تعنى بالوثائق التاريخية وتسجيل وتدوين التاريخ.

ويشير أحد كبار السن إلى أنه حضر مرة جلسة للأمير سلمان في يوم من الأيام وكان ذلك في بدايات إمارته للرياض قبل عقود، حينها ظل يستقبل الكثير من أبناء المملكة من أطياف متعددة، لكنه أظهر معرفة كافية بكل واحد منهم على حدة ''حتى أنك تظن أن هذه الجلسة التي تضم هؤلاء القادمين من أنحاء بعيدة ومتفرقة تعقد في حي واحد يعرف أهله بعضهم بعضا''.

هذه المزايا الثقافية والإدارية لولي العهد الأمير سلمان وصفها ذات مرة الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة بالقول: ''إن الأمير سلمان بن عبد العزيز رجل دولة من طراز فريد وشخصية فذة تتمتع بروح قيادية تعززها خلفية إدارية واسعة، اطلاع وحكمة أهلتاه لأن يمثل وطنه بصورة نموذجية في مختلف المحافل والمناسبات العربية والإسلامية والدولية''.

وأضاف أمير منطقة المدينة المنورة في الزيارة الأخيرة للأمير سلمان للمدينة المنورة: ''إن الأمير سلمان بصفته رئيساً لمركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، فهو يترأس اجتماع مجلس المركز للاطلاع والتوجيه والأمير سلمان هو أحد خريجي مدرسة والده الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه''.

هذه الأوصاف الثقافية والإدارية التي يتمتع بها الأمير سلمان بن عبد العزيز لم تنل فقط رضا الداخل من مسؤولين ونخب ومواطنين، وإنما أيضا إعجاب الخارج بنخبه وقياداته ومثقفيه، حتى إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال فيه عقب اختياره وليا للعهد: ''إن الأمير سلمان بن عبد العزيز خدم بلاده بتفان وشرف على مدى العقود الخمسة الماضية أميراً للرياض ثم وزيراً للدفاع''.

وأضاف الرئيس الأمريكي متحدثا عن اللقاء الذي جمعه بوزير الدفاع السعودي (الأمير سلمان) في نيسان (أبريل) الماضي: ''لقد سرني أنني استقبلته في البيت الأبيض في شهر نيسان (أبريل) الماضي، وأعرف أنه رجل ذو إيمان عميق ملتزم بتحسين حياة شعب السعودية وأمن المنطقة''.

إذن فإن العمل الإداري الملتزم حين يقرن بفهم التاريخ وهضم تجاربه، ويمزج بثقافة تدرك واقع مجتمعاتها والقيم التي تقوم عليها، فإن المحصلة قائد فذ يسجل إنجازات جديدة في سطور الوطن.

الأكثر قراءة