مجلس وزراء الداخلية العرب: دوره قيادي في مكافحة الإرهاب وتغليب المصالح العربية
كشف الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب لـ"الاقتصادية" الدكتور محمد كرمان، عن علاقة تعامله مع الأمير نايف من خلال إدارته مجلس وزراء العرب أبرز الاستراتيجيات والكلمات التي ألقاها الأمير نايف وظلت منهاجًا منيرًا، وفكرًا راسخًا، وطريقًا قويمًا، في مسيرة عمل المجلس التي برؤاه استطاع المجلس أن يحقق الكثير من الإنجازات والنجاحات، ويعزز مجالات التعاون الأمني في إطار العمل الأمني العربي المشترك.
وأوضح الأمين العام لمجلس وزراء العرب حرص الأمير نايف منذ توليه رئاسة المجلس على استراتجيات كانت السبب الرئيس في نجاح المجلس مقارنة بكثير من المنظمات العالمية والعربية على الرغم من حداثة عمره التي لا تتجاوز ربع قرن، فقد كان يستند في جميع قرارات المجلس إلى تغليب المصلحة العربية العليا، حيث كان يحرص على أن تتم جلسات المجلس بأجواء الأخوة والتوافق، وأن تكون القرارات بالإجماع والاتفاق التام، حيث كان يحرص على الامتثال للتقاليد العربية الأصيلة والتعاليم الإسلامية التي تحث على الألفة والمحبة.
وأردف أن الأمير نايف استطاع بحنكته أن يحقق ثلاثة إنجازات كبيرة عادت بالنفع على مستوى أعضاء المجلس والمستوى العالمي، تتصدرها رئاسته الاجتماع المشترك بين مجلسي وزراء الداخلية والعدل العرب الذي انعقد في القاهرة عام 1998م عاملاً حاسما في نجاحه في التوقيع على الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، كما كان لرئاسته لاجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة المنبثقة عن المجلسين أثر بالغ في وضع الإجراءات والنماذج التنفيذية التي تستخدمها الدول العربية الآن في تطبيقها للاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب. كذلك فقد أدار الأمير نايف بكل حنكة واقتدار الاجتماع المشترك بين مجلسي وزراء الداخلية والإعلام العرب، الذي انعقد في تونس عام 2003م، الذي أسفر بفضل رئاسة عن قرارات بناءة عززت التعاون بين وسائل الإعلام والأجهزة الأمنية في نشر الوعي ومكافحة الإجرام.
#2#
حول أبرز طموح الأمير نايف لمجلس وزراء داخلية العرب قال الدكتور كرمان كان الأمير نايف بن عبد العزيز يتطلع إلى مستقبل مشرق لمجلس وزراء الداخلية العرب، تتحقق فيه طموحات المجلس في بسط الأمن والطمأنينة في أرجاء الوطن العربي كافة. كان لا يكتفي بالتطلع، وإنما يسعى إلى تحقيق هذه الطموحات من خلال دفع مسيرة المجلس وتوفير شتى أنواع الدعم له. ويبدو أحد مظاهر حرصه على نجاح المجلس جليًّا في تبرعه السخي بقطعة أرض قيمة في موقع متميز من ضفاف البحيرة في تونس العاصمة، تم بناء مقر دائم للمجلس عليها، يحتضن أمانته العامة وتنعقد فيه مختلف اجتماعاته، هذا علاوة على الدعم الكبير الذي يقدمه للجهاز العلمي للمجلس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، التي تتشرف برئاسته لمجلس إدارتها.
#3#
استعرض الأمين العام لمجلس وزراء داخلية العرب كلمات الأمير نايف منذ تأسيس مجلس وزراء داخلية العرب وانطلاقة الدار البيضاء 1982م إلى دورة هذا العام التي عقدت في تونس 14/3/2012م، وقال "ينعقد هذا الاجتماع في ظل ظروف بالغة الدقة، تعيشها دول منطقتنا.. مما يتطلب معه أن نبذل قصارى جهدنا لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك الذي يلبي طموحات شعوبنا، ويوفر لهم ما ينشدونه من أمن واستقرار ورفاهية، ويحقق لهم العزة والكرامة، إذ إن الاستقرار والمحافظة على أمن الوطن والمواطن واحترام النظام، هو بوابة العبور للتطور والتنمية المستدامة، فلا تنمية بلا أمن واستقرار، ولا أمن بلا عدل ومساواة"، وزاد "نقدر ونعتز بما تحقق لمجلسكم الموقر من إنجازات مشرفة، كان له السبق لتحقيقها قبل غيره من الهيئات والمنظمات الدولية المماثلة، ومن تلك الإنجازات مثلا لا حصرا، الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، التي سبقت أي جهد دولي في مواجهة ظاهرة الإرهاب والتحذير من مخاطرها، والتي لا تقتصر على دولة دون أخرى، ولا مجتمع دون آخر، ونحمد الله على ما حققه المجلس من إنجازات على الرغم من كل المتغيرات والظروف الطارئة التي مر ويمر بها وطننا العربي، إذ تمكن بعون الله وتوفيقه من الصمود ومواجهة الصعوبات والتحديات كافة".
وأشار كرمان إلى أن كلمات الأمير نايف كانت تأتي مخلصة للوضع العربي، حيث كانت كلمته تسطر المجلس من دورة لأخرى لتعطي صورة مستقبلية وواقعية للمجلس وللوضع العربي، ففي عام 13/12/1982م عند انعقاد الدورة الأولى لمجلس وزراء داخلية العرب منذ سنوات قليلة خلت، كان لقاء وزراء الداخلية العرب فكرة جديدة، ثم عملنا جميعا من أجل إرساء الأساس المبدئي والتنظيمي الكفيل بأن تنتظم أوجه التعاون العربي على الصعيد الأمني بما يتفق مع شريعة الله السمحاء، والتراث الحضاري لأمتنا العربية والبنية الاجتماعية الخيرة التي تتفاعل من خلالها الأفراد والجماعات في أوطاننا، وبما يتناسب مع المسائل العصرية، وبعض التحديات الأمنية التي لا بد من مواجهتها صفا مرصوصا تمتد حلقاته من الخليج الى المحيط"، "أرجو أن نأخذ جميعا هذا الإنجاز بالجدية اللازمة، ولا ندع أي عائق يحول دون قيام المجلس بذاتية واضحة واستقلال تام. لمجلس وزراء الداخلية هو أعلى سلطة عربية في ميادين الأمن بعد مؤتمر القمة العربية، وعلاقته بالمجالس الوزارية الأخرى بما في ذلك مجلس الجامعة العربية هي علاقة تعاون وتنسيق".
##الدورة الثانية للمجلس .. بغداد 5/12/1983م
تضمنت كلمة الأمير نايف التي ألقاها في هذه الدورة "أدعو إلى ضرورة العمل على إحكام الرقابة على منافذ عالمنا العربي حتى لا تتسرب إليها المخدرات بكل أشكالها وأضرارها.. كما أدعو إلى الوقوف بحزم أمام أشكال الغزو الثقافي والخلقي الذي يتعرض له عالمنا العربي والإسلامي، والالتفاف إلى شباب أمتنا للأخذ بيده رعاية وتوجيها وحماية من الخطر؛ لأننا بذلك نحمي مستقبل بلادنا ونصونه".
##الدورة الثالثة للمجلس .. تونس 1/12/1984م
وفي كلمته التي ألقاها في هذه الدورة المنعقدة في الجمهورية التونسية "أن طبيعة العمل الأمني، له طابع الديمومة والاستمرارية، مما يجعل المسؤولية الملقاة علينا جسيمة، وتتطلب مزيدا من الجهد والمثابرة، فالدرب طويل والعمل شاق".
"أدعو إخوتي إلى ضرورة العمل على إحكام الرقابة على منافذ عالمنا العربي، حيث لا تتسرب إليها المخدرات بأشكالها وأضرارها، كما أدعو إلى الوقوف بحزم أمام جميع أشكال الغزو الخلقي والثقافي الذي يتعرض له عالمنا العربي والإسلامي، والالتفات إلى شباب أمتنا للأخذ بيده رعاية وتوجيها وحماية من الخطر الذي يهدده، وإننا بذلك نحمي مستقبل بلادنا ونصونه من الشرور".
##الدورة الرابعة للمجلس .. الدار البيضاء 4/2/1986م
وجاءت كلمته التي ألقاها في هذه الدورة المنعقدة بالمملكة المغربية "إن مجلس وزراء الداخلية العرب استطاع خلال فترة قصيرة أن يضع الأسس العامة في مجال التعاون الأمني العربي المشترك، وأن ينتقل بالعمل الأمني العربي إلى خطوات راسخة وثابتة".
##الدورة الخامسة للمجلس .. تونس 1/12/1986م
وقال في هذه الدورة المنعقدة بالجمهورية التونسية "..لا بد أن نتدبر معا التحديات التي تواجهنا كأمة تتعرض لخطر أعدائها على مختلف المستويات، ومن ذلك ما تشهده مجتمعاتنا من زيادة ما يدفع به إليها بشتى الأساليب من المواد المخدرة التي تستهدف ضياع مستقبل الأجيال. هذا الأمر يحسن بنا أن ننظر إليه على قدر خطورته، وأن نخطط ونرسم معا الأساليب الجماعية والثنائية للوقاية منه". " إننا في حاجة لدعم الجهود التي تبذل في بلادنا في سبيل رعاية شباب أمتنا الناشئة بالتوعية الهادفة في ظلال الأسرة، وفي قاعة الدرس وساحات الرياضة فضلا عن أروقة المساجد وبمختلف أساليب التربية والتوجيه المعنوي والوطني المدروس في توجيههم نحو الفضيلة، وأن نغرس فيهم الإيمان بالله وقيمنا التليدة، وحب الوطن والعمل الطيب، وتستطيع أن تلعب وزارات الداخلية ورجل الأمن أدوارا مختلفة في كل بلد عربي ليؤدي رسالته التي تهدف إلى جعل الأمن مسؤولية مشتركة في كل بلد، تماما مثلما نعمل هنا على أن يكون عملا عربيا متكاملا".
##الدورة السادسة للمجلس .. تونس 1/12/1987م
وتضمنت كلمته التي ألقاها في هذه الدورة المنعقدة بالجمهورية التونسية "إذا كان من المسلم به أن التعبئة لمواجهة أي خطر يجب أن تتناسب وجسامته، فإن واقع الجريمة يستلزم تضافر الجهود وتكثيف الأنشطة وتنظيم الوسائل القادرة على مواجهة الجريمة، ولا شك أن في مقدمة تلك الوسائل التمسك بالشريعة الإسلامية إيمانا وتعاملا وسلوكا، وفي تحقيق هذا حماية للفرد من الوقوع في الجريمة، وصيانة للمجتمع من أخطارها، إذ بتحقيق التمسك بالدين الحنيف تصبح الأمة كلها عونا لقوى الأمن في أمرها بالمعروف، ونهيها عن المنكر، وبهذا يتحقق قول الله فينا "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر".
##الدورة السابعة للمجلس .. تونس 1/12/1988م
أما كلمته التي ألقاها في هذه الدورة المنعقدة بالجمهورية التونسية "...إن حرصنا جميعا على بلورة عمل عربي مشترك يحقق الأمن المتكامل لأوطاننا وشعوبنا، ويجنبنا شر المخدرات وموجات الرعب والتخريب والإرهاب التي تقتل الأبرياء وتدمر المنشآت وتقطع الطريق، فتعكر صفو الأمن وتحول الحياة الإنسانية إلى معاناة مليئة بالخوف ومشحونة بالبؤس والشقاء، ومهما بحثنا عن أنجع الحلول لمقاومة الإرهاب، ومهما بذلنا من الجهود لكبح جماح الإرهاب فلن نجد ضالتنا لعلاج حاسم، إلا في الشريعة الغراء (ما فرطنا في الكتاب من شيء)، وإن المتابع لما تتمتع به المملكة العربية السعودية من أمن واستقرار لا شك يدرك أن أهم أسباب ذلك هو التمسك بتطبيق كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم".
##الدورة الثامنة للمجلس .. القاهرة 1/12/1989م
وفي كلمته التي ألقاها في هذه الدورة المنعقدة بجمهورية مصر العربية "إن أمن الأمة العربية واحد، وما تتعرض له منطقتنا من غزو فكري وثقافي، وما يحيط بها من أعداء وسط عالم يتميز بالصراع والتنافس، يدعونا للوقوف صفا واحدا للتصدي الجاد لكل ما يعرض أمتنا أو تاريخنا أو شعوبنا للخطر، ومن هنا يأتي أهمية التشاور والتنسيق وبلورة البرامج المشتركة التي توظف إمكاناتنا وقدراتنا للتصدي لكل الظواهر والانحرافات التي انتشرت في المجتمعات المعاصرة، والتي تعكس الاضطرابات الفكرية والانحرافات السلوكية لمجتمعات ابتعدت عن النهج الإلهي الخالد، فحدثت لها هذه الانتكاسات، وما انتشار المخدرات والأمراض الجنسية والانحلال الخلقي إلا مجرد أعراض لأمراض يتعرض لها الإنسان المعاصر نتيجة حتمية لابتعاده عن الدين والقيم الأخلاقية السامية". وأضاف "في مجال الإرهاب لوحظ في السنوات الأخيرة توجه دولي لمكافحته وإدانته ومحاصرته، ونحن ندين الإرهاب من منظور إسلامي وإنساني، ونعتقد أن علينا كأمة تعتز بدينها وإسهامها الحضاري دور مهم في مكافحة الإرهاب والجريمة مهما تعددت أشكالها أو دوافعها، ولكننا في الوقت نفسه نميز تمييزا واضحا بين النضال المشروع لشعوب احتلت أراضيها، وبين الإرهاب الدولي الذي يستهدف الأبرياء".
##الدورة التاسعة للمجلس .. تونس 3/1/1992م
واحتوت كلمته التي ألقاها في هذه الدورة المنعقدة بالجمهورية التونسية "انطلاقا من التزام المملكة العربية السعودية الثابت بكل ما يخدم مصلحة الأمة العربية بعيدا عن ردود الفعل التي تمليها تطورات الواقع السياسي في المنطقة وانسجاما مع ما تمليه شريعتنا الإسلامية الخالدة تجاه إخواننا في الجوار والدين وامتثالا لقوله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان"، فإنني أبدأ بتأكيد التزامنا بكل ما يحقق التعاون العربي الصادق في سبيل أمن شعوبنا ودولنا وحرصنا على مواصلة مسيرة التعاون الأمني التي بدأناها كمطلب أساسي لاستقرار أمننا الذي هو شرط أولي لبلوغ أهداف شعوبنا وحكوماتنا في التنمية والتقدم".
##الدورة العاشرة للمجلس .. تونس 4/1/ 1993م
وقال في كلمته التي ألقاها في هذه الدورة المنعقدة بالجمهورية التونسية في 4/1/ 1993م "نلتقي هذا اليوم في دورتنا العاشرة وأمامنا جدول أعمال حافل بمواضيع مهمة تعكس في الحقيقة حرصنا واهتمامنا المشترك على تحصين أمن أمتنا العربية وزيادتها قوة وصلابة أمام متغيرات هذا العصر، وظواهره المتفجرة، وفي مقدمة تلك الظواهر توسع وانتشار الجريمة بمختلف أشكالها وأخص منها آفة المخدرات".
وأضاف "إن ما تم تحقيقه خلال الأعوام السابقة من نجاح في أعمالنا المشتركة (...) يشجعنا بل يدفعنا إلى القناعة بضرورة الاستمرار والمواصلة في دعم وتنمية التعاون في كل الميادين الأمنية لكي تتحول طموحاتنا وأمانينا إلى واقع ملموس تشكل في مجموعها – بمشيئة الله – مظلة واقية تحمي مجتمعاتنا من تيارات العصر العاصفة وتقي شباب أمتنا من شرور الانحراف وآفات الجريمة، وتوفر لهم المناخ النفسي الذي يدعم قيم الحق والعدل في نفوسهم مسترشدين في كل ذلك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم".
##الدورة الحادية عشرة للمجلس .. تونس 4/1/ 1994م
في حين قال في كلمته التي ألقاها في هذه الدورة المنعقدة بالجمهورية التونسية "تظل مسؤوليتنا الأمنية تفرض نفسها في مقدمة هموم واهتمامات حكوماتنا وشعوبها، وفي كل مرة نجتمع فيها نجد أننا ما زلنا في مواجهة مع المشاكل الأمنية باعتبار أنها الأهم في أوليات الحكومات والشعوب، لأنه لا حياة بدون أمن، وحين يتحقق الحد المطلوب من الأمن في أي مجتمع وتبدأ عجلة التنمية بالتحرك تتضاعف المسؤوليات الأمنية.. لذا فإن الأمن مطلب أساسي للحياة من أجل أمن واستقرار وراحة وتطور الشعوب، وهو يتأثر كما وكيفا بنتائج التحديث والإنماء.. وهو ما يميز مسؤوليتنا في الحياة".
وأضاف "إننا في المملكة العربية السعودية استطعنا المحافظة على أمننا وحماية مجتمعنا من الانحرافات بفضل الله ثم بفضل تمسكنا بالشريعة الإسلامية قولا وعملا، وتطبيق أحكام الشريعة في كل الأمور بصفة شاملة ومجال الأمن بصفة خاصة.. وبوعي مواطنينا وأجهزتنا وتطورها بما يلائم التطورات المادية والمعنوية الأخرى في حياتنا.. ونحن كما عودناكم نؤكد موقفنا الثابت تجاه كل ما يخدم مصلحة أمتنا العربية والإسلامية.. وفي مقدمتها قضية الأمن".
##الدورة الثانية عشرة للمجلس .. تونس 4/1/1995م
وتضمنت كلمته التي ألقاها في هذه الدورة المنعقدة بالجمهورية التونسية "في كل عام نلتقي وتتجدد مع اللقاء رغبتنا وحرصنا جميعا على مواصلة المسيرة الأمنية العربية على نحو متميز، وقد كان مجلسنا السباق دائما إلى ترسيخ مسيرة العمل الأمني العربي المشترك، وحشد الجهود الخيرة لتحقيق فكرة التعاون والتأكيد على أن أمن الأمة العربية كل لا يتجزأ، إذ من خلال التعاون نتمكن من توحيد الجهود لمحاربة قوى الشر والجريمة".
وأضاف "لقد كرم الله هذه الأمة بالإسلام دينا وبمحمد عليه أفضل الصلاة والسلام نبيا، ومن هنا فإن أمتنا تملك الحصانة العقدية والفكرية لحماية مواطنيها من الانحراف ومجتمعاتها من الجريمة، متى ما التزمت بتعاليم الإسلام السمحة الخالدة، فالإسلام دين وسط يمنع من الانحراف والغلو، ويكفل الأمن والاستقرار".
##الدورة الثالثة عشرة للمجلس .. تونس 4/1/ 1996م
كما تضمنت كلمته التي ألقاها في هذه الدورة المنعقدة بالجمهورية التونسية "إذا كانت مسؤولية المحافظة على أرواح المواطنين وأعراضهم وأموالهم وحماية حرياتهم هي في الماضي من أولى مسؤوليات وزارات الداخلية في وطننا العربي، فإن التطورات المتلاحقة التي نشاهدها اليوم، وما يصاحبها من انتشار لبعض الظواهر الغريبة على قيمنا الدينية وموروثاتنا الاجتماعية، مثل ظاهرة الإرهاب المنظم، والاتجار بالمخدرات التي هي في حقيقتها ظواهر تستهدف تقويض دعائم الأمن والاستقرار لكل مجتمعاتنا العربية من خلال قتل الأبرياء، وترويع المواطنين الآمنين، ولذلك تتضاعف المسؤولية، وتزداد الأهمية.. إذ إن انتشار هذه الظواهر لم يعد مقتصرا على بلد دون آخر، مما يستوجب أن نواجه هذا التحدي ليس فقط بالتعبير عن شجبنا له، وإنما بالتصدي الواعي المدروس لكل مبرراته ومنطلقاته، والعديد من الدول على علم بقواعده ومراكزه، ويعرف بالتحديد من أين ينطلق والقوى التي تقف وراءه وتسانده، وكلما تمكنا من حشد وتكثيف الجهود المشتركة وسخرنا الإمكانيات البشرية والمادية في كل أرجاء الوطن العربي اقتربنا بعون الله وتوفيقه من تحقيق ما نتطلع إليه، وهو القضاء على ظاهرة الإرهاب وظاهرة الاتجار بالمخدرات.. لذا يجب على دولنا أن تبادر مجتمعة إلى اتخاذ موقف حازم وفاعل لتحقيق هذا الهدف الذي نسعى إليه جميعا؛ لأن الإرهاب يتنافى مع عقيدتنا وقيمنا، ويهدد استقرار وأمن مجتمعاتنا، ويمس المصالح العليا لأوطاننا، كما نؤكد أن من أولويات اهتمامنا أن يحترم الآخرون ذلك".
##الدورة الرابعة عشرة للمجلس .. تونس 4/1/1997م
ونصت كلمته التي ألقاها في هذه الدورة المنعقدة بالجمهورية التونسية "إن الاستقرار والرخاء هما مطلب الحاضر وأساس المستقبل لأي دولة من دول العالم.. هما في حقيقة الأمر هدف يستقطب الجهود والطاقات كافة.. ولن يتحقق هذا الهدف السامي ما لم يتوافر له الأمن".
وأضاف "إن الأمن هو الأساس والمنطلق لتحقيق عوامل البناء والتنمية.. ولتحقيق التقدم والتطور.. والأمن بكل أبعاده هو مرتكز الحياة الكريمة المنشودة لكل مواطن.. فإذا ما أدرك الناس هذه الحقيقة – حقيقة الأمن وضرورتها– وحكموها في كل ما يقولون ويفعلون، ضمنوا- بإذن الله- حاضرا مليئا بالعطاء والإنجاز والخير والاطمئنان.. وحياة بلا مشكلات.. ومستقبلا أكثر إشراقا إذا شاء الله"، كما أضاف "إن من أهم الظواهر التي أصبحت– بكل أسف– ذات مساس بسلامة وأمن المواطن العربي، هما ظاهرتا المخدرات وظاهرة الإرهاب.. وهاتان الظاهرتان الغريبتان الشاذتان لا بد من محاربتهما مهما كانت التضحيات.. إنهما ظاهرتان ليس لهما أدنى ما يبررهما من عقيدة أو عقل.. إنهما في النتيجة قتل وضياع.. إنهما فعل من يحارب الله ورسوله ويسعى في الأرض فسادا".
##الدورة الخامسة عشرة للمجلس .. تونس 4/1/1198م
واحتوت كلمة الأمير نايف التي ألقاها في هذه الدورة المنعقدة بالجمهورية التونسية "إن الأمن لم يعد كما هو بالأمس.. فقد تغيرت الأمور والظروف.. كما تغيرت المعطيات والضوابط والدوافع.. عوامل كثيرة تتطلب نظرة جديدة.. وعملا جديدا.. أمس في العصر الذهبي لديننا، كان الضابط الذاتي والضابط الاجتماعي، هما أساس السلوك الإنساني، ولكن بكل أسف تعرضت هذه الضوابط لمستجدات كثيرة، ومتغيرات أبعدتها إلى حد كبير عن مسارها الصحيح.. ولذا كان لزاما استخدام الضابط النظامي، وذلك وفق أسس عادلة وصحيحة وسليمة وحازمة، وعلى أساس من التعاون والتنسيق.. وهذا هو ما نعمل عليه جميعا".
وأضاف "إن مهمتنا في هذا المجلس ليست مهمة سهلة، فقد بدأنا نشهد الكثير من الظواهر التي يجب الاستعداد لها.. فالجريمة تعددت وتنوعت وتنظمت، ووجدت في التقنية ما يسهل لها مهامها الشريرة، ولعلنا في مشروع الخطة الأمنية العربية الثالثة نستطيع مواصلة التصدي للجريمة بكل أشكالها.. والمخدرات آفة على الرغم من مكافحتها القوية إلا أنها بكل أسف في انتشار، ولن تخيب جهودنا المشتركة في القضاء عليها إن شاء الله.. كما عرفنا في العالم العربي مؤخرا ظاهرة أخرى شرسة تبيح سفك الدماء وأكل الأموال بالباطل.. وهي ظاهرة الإرهاب.. وهي ظاهرة عالمية تنوعت وتعددت، إلا أنني واثق بأننا قادرون- إن شاء الله- على القضاء على هذه الظاهرة وتحجيمها في بؤرها".
##الدورة السادسة عشرة للمجلس .. عمان 29/1/1999م
وجاء كلمته التي ألقاها في هذه الدورة المنعقدة في المملكة الأردنية الهاشمية "إن ثبات الأمن وتأكيده.. وتوفير الأمان وتعميمه، هو المرتكز والأساس لكل عوامل البناء والتنمية.. وتحقيق النهضة الشاملة.. وبدون ذلك يستوطن الخوف.. وتعم الفوضى.. ويشيع الضياع.. فتفقد الأمة– أي أمة– أسس البناء، وأسباب البقاء.. ولذلك كله فإن مسؤولياتنا في وزارات الداخلية جسيمة.. ومهماتنا عظيمة.. حفاظا على أمن الإنسان العربي واستقراره.. وذلك في إطار توجيهات قياداتنا الرشيدة.. وفي ظل جهودها المتواصلة في سبيل التطور.. وتعزيز النماء.. وتوفير الرخاء.. ولا شك (..) أن العمل العربي المشترك في مجال الأمن أو في غيره من المجالات، كان ولا يزال الواجب الذي تفرضه العوامل المشتركة لأمتنا وهي عوامل أساسية وكثيرة لا يمكن الفكاك منها، والإخلال بهذا الواجب هو في حقيقة الأمر إخلال في تحقيق أهداف الإنسان العربي وتطلعاته إلى مستقبل أكثر ثباتا، وأكثر استقرارا، وازدهارا، ونحمد الله- عز وجل- على ما تحقق لنا في مجلس وزراء الداخلية العرب من إنجازات تأسست على توفير أمن الإنسان العربي، وحمايته من نفسه ومن الآخر، وصيانة مكتسباته، وتهيئة بيئة آمنة مستقرة له".
وأضاف "لقد استطاع مجلس وزراء الداخلية العرب بفضل من الله- سبحانه وتعالى- ثم بالإرادة واستشعار المسؤولية، والجهود المثمرة أن يحقق الكثير من أهدافه.. وأن يكون هذا المجلس نموذجا في العمل العربي المشترك".
##الدورة السابعة عشرة للمجلس .. الجزائر 29/1/2000م
وفي الكلمة التي ألقاها في هذه الدورة المنعقدة بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ".. إن المواطن أينما كان هو رجل الأمن الأول.. هو الجندي الأساس لحماية وطنه من عبث العابثين.. ومن شر جنود الشياطين.. وهو المعني بالحفاظ على مكتسباته.. وهو الوسيلة كما هو هدف النماء والرخاء والاستقرار، ونحمد الله أننا في مجلس وزراء الداخلية العرب ومن خلال تعاوننا الدائم- إن شاء الله- نعمل للمواطن ومع المواطن بكل عزم وحزم على محاربة عوامل الهدم.. أينما كان مصدرها.. ونقف بكل إرادة وتصميم في وجه عوامل الدمار.. تأكيدا لحاضر آمن.. وتعزيزا لمستقبل أكثر نماء وعطاء".
وأضاف "ولنا جميعا أن نفتخر في مجلس وزراء الداخلية العرب بما تحقق لنا من إنجازات.. وما توصلنا إليه من نتائج، إنجازات ونتائج أسهمت فعلا فيما يعيشه وطننا العربي من أمن واستقرار.. وستتواصل مسيرتنا، تدفعها النوايا الحسنة.. وتعززها الإرادة الصادقة.. ويغذيها الالتزام الصادق للوفاء بالمسؤولية نحو الوطن قيادة وشعبا".
##الدورة الثامنة عشرة للمجلس .. تونس 29/1/2001م
وتضمنت كلمة الأمير نايف التي ألقاها في هذه الدورة المنعقدة بالجمهورية التونسية "إن الأمانة الملقاة على عاتقنا عظيمة، والمسؤوليات الموكلة إلينا جسيمة، وكما هي تطلعات شعوبنا، تكون أهدافنا لنعيش جميعا في عالم عربي ينعم بالأمن والأمان والرخاء والازدهار، فالفرد مواطنا كان أم مقيما على أرضنا العربية من حقه أن يعيش آمنا على نفسه.. مطمئنا على حقوقه وممتلكاته.. وهذه أهداف سامية ومقاصد نبيلة نحن في مجلس وزراء الداخلية العرب معنيون بتحقيقها".
وأضاف "نحن مطالبون بحكم مسؤولياتنا وإنفاذا لما تحملناه من أمانة أمام الله- سبحانه وتعالى- ومن ثم أمام قيادتنا ومواطنينا بالوقوف صفا واحدا ليس فقط لمحاربة الإرهاب والجريمة، ولكن وهذا هو المهم لمنع وقوع الجريمة ولاستئصال جذور الإرهاب".
##الدورة التاسعة عشرة للمجلس .. بيروت 29/1/2002م
جاءت كلمته التي ألقاها في هذه الدورة المنعقدة بالجمهورية اللبنانية "علمتنا شريعتنا هديا سمحا.. وسنة كريمة.. ألا نعتدي إلا على من اعتدى علينا.. وبمثل ما استخدم من معاول في عداوته.. وإذا خاصمنا ألا نفجر في الخصومة.. وخاطبتنا بألا نقاتل إلا من قاتلنا.. ولذلك فإن مفردة إرهاب لا وجود لها في قاموس فكرنا السياسي والسلوكي، فقيمنا مبنية على السماحة والأدب والمعاملة الحسنة.. ويحثنا الخطاب والتوجيه الإسلامي على استخدام القول اللين في الحوار والمناقشة وعلى التخلق بأخلاق القرآن وآدابه"، وأضاف "إننا نتابع وبقلق شديد ما يحدث على مرمى البصر منا في الأراضي الفلسطينية المحتلة من أعمال غير إنسانية وإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، ومن خلال آلة الحرب المدمرة التي يتمت الأطفال، وشردت النساء، ودمرت المنازل، وقتلت الأبرياء العزل على مرأى من العالم أجمع.. وهو ما يثير تساؤلنا جميعا إذا لم تكن ممارسات إسرائيل غير الإنسانية إرهابا فما هو الإرهاب إذن؟".
##الدورة العشرون للمجلس .. تونس 13/1/2003م
واحتوت كلمته التي ألقاها في هذه الدورة المنعقدة بالجمهورية التونسية "إن مقتضيات أمن أمتنا العربية يتطلب بالضرورة اتساع مسارات التعاون بين وزارات الداخلية في دولنا العربية، والذي تتأكد حتميته وأهميته في ظل ما تواجهه دولنا من تحديات أمنية، تستوجب أن نعرف مكامن الضعف في محيطنا الأمني ونصلحها، كما نعرف مواضع القوة ونعززها بخطوات ثابتة تضمن بعد توفيق الله أمن أمتنا العربية واستقرارها".
وأضاف "إن عماد نهضة الأمم واستمرار تقدمها هو شبابها، ولا شك أن شبابنا العربي في ظل ما يحيط بهم من مؤثرات سلبية خارجية كانت أم داخلية بحاجة إلى مزيد من التوعية والتحصين ضد كل ما يؤثر على فكرهم ومعتقدهم وسلوكهم، ليظلوا على مستوى المسؤولية وإدراك واجباتهم تجاه أمن أوطانهم ومجتمعاتهم، وأن يكون شغلهم الشاغل هو كسب كل ما هو مفيد ونافع، والبعد عن كل ما يضر بأمتهم، وأن يكون لديهم الحصانة الفكرية ما يساعدهم على التمييز بين الضار والنافع، وهي مسؤولية يشترك في تحملها كل مؤسسات المجتمع وهيئاته، ورجال العلم الشرعي والفكر والإعلام".
##الدورة الحادية والعشرون للمجلس .. تونس 4/1/2004م
تضمنت كلمته التي ألقاها في هذه الدورة المنعقدة بالجمهورية التونسية "إن مسؤولية الأمن في دولنا العربية هي في الحقيقة مسؤولية عظيمة.. عظيمة لعظم آثارها على حياة الناس ومعايشهم واستقرارهم، وهذه المسؤولية آخذة في التعاظم يوما بعد يوم.. متأثرا بكل ما يطرأ على الفكر الإنساني من تغيرات أدت إلى اتساع مفهوم الأمن ومسؤولياته.. وهو المفهوم الذي أصبح يتجاوز مسؤولية الردع وأدواته إلى مسؤولية الارتداع ووسائله.. وبذلك بات الأمن يشمل جوانب وأبعادا جديدة لم تكن في الحسبان.. إنها مسؤوليات جديدة أملتها ظروف العصر ومتغيراته وأحداثه وتداعياته، لتصبح المسؤولية الأمنية العربية مسؤولية بناء ذات.. وحماية وجود.. وصيانة فكر، ليس من خطر خارجي فحسب، ولكن من تهديد داخلي، قوامه أفكار شتى.. بعضها انفصل عن هويته.. وابتعد عن قيم مجتمعه.. وتنكر لأصالته.. متأثرا بما لدى الآخر.. ومطالبا باعتماده.. وبعضها متطرف لا يتورع أصحابه من استحلال الدماء المعصومة، وترويع الآمنين.. وتدمير الممتلكات، ليصبح الإرهابي من أعتى المهددات وأشدها خطرا وبلاء ورعبا على أمننا العربي".
##الدورة الثانية والعشرون للمجلس .. تونس 4/1/2005م
تضمنت كلمته التي ألقاها في هذه الدورة المنعقدة بالجمهورية التونسية ".. إن أخطر ما في الأمن هو الإحساس بالأمن نفسه.. فليس الأمن أجهزة وإمكانات لمكافحة المؤثرات على الأمن فحسب.. وليس الأمن مؤسسات عقاب وإصلاح فقط.. ولكنه أيضا وفي المقام الأول شعور بالأمان.. ذلك أن عدم الشعور بالأمن يجعل الإنسان يفقد بكل بساطة معنى الحياة، ومشاعر السعادة والاستقرار.. ومن هذا المنطلق فإن من الواجب الحفاظ على هذا الإحساس بالأمن لدى المواطن العربي وعدم الإخلال به.. حفاظا على أمن الفرد وسعادة المجتمع".
وأضاف "إن الأمن العربي في حقيقة الأمر كل لا يتجزأ.. فأمن الدول العربية منفردة هو في الواقع أمنها مجتمعة.. وما يحصل في إحداها يؤثر فيها جميعا.. وهو ما يستوجب تأكيد وتعميق هذه الحقيقة بكل أبعادها، ليس على الصعيد الرسمي فحسب، وإنما على كل الأصعدة الاجتماعية وعلى مستوى الفرد والأسرة العربية، فهم الأساس في هذا الأمن، والمستهدف الأول بالجهد الأمني.. ويجب التأكيد أن الجهود لن تكن مكتملة ما لم يكن لدى الجميع وعيا عاما بالمخاطر المحيطة بأمننا العربي وواجب كل فرد وهيئة في إطار هذه المسؤولية".
##الدورة الثالثة والعشرون للمجلس .. تونس 30/1/2006م
تضمنت كلمته التي ألقاها في هذه الدورة المنعقدة بالجمهورية التونسية "إن عالمنا العربي يعيش اليوم مسيرة تقدم حضاري صاحبها تغيرات اجتماعية وثقافية.. وعكر صفاءها ظاهرة الإرهاب الذي ليس له دين معين، أو جنس أو جنسية أو منطقة جغرافية محددة.. وبات يمثل تهديدا مستمرا لحياة شعوبنا ومستقبل أجيالنا، بل إنه يشكل خطرا محدقا بالسلام والأمن والاستقرار في العالم أجمع".
##الدورة الرابعة والعشرون للمجلس .. تونس 30/1/2007م
تضمنت كلمته التي ألقاها في هذه الدورة المنعقدة بالجمهورية التونسية "إن من شواهد خطورة اختراق حواجز أمننا الفكري هو تسرب الفكر المنحرف إلى عقول بعض أفراد مجتمعاتنا العربية ليقود ذلك إلى ارتكاب جريمة العصر.. الإرهاب.. الذي تعددت فيه مظاهر الفعل الإجرامي ووحشيته من قتل للأنفس البريئة، وتدمير للممتلكات والأموال، وإفساد للعقول والفطر السليمة، وانتهاك للأعراض، واستباحة لحرمة الدين وقدسيته من قبل أناس أضاعوا الصواب، إما عن قصد لا يحكمه عقل ودين، أو عن جهالة وسوء فهم، وهو الأمر الذي جعل أجهزتنا الأمنية تنظر بأهمية بالغة للبعد الفكري الذي يسبق العمل الإجرامي في كل منطلقات سياساتها الأمنية: الوقائية، والضبطية، والعلاجية، وهي مسؤوليات جسيمة لا بد أن يعاضدها جهد جماعي من كل مكونات المجتمع، وأجهزته المختلفة لنصل من خلال تعاون مشترك بين أجهزة الأمن في مجتمعنا العربي وأجهزة التنشئة الاجتماعية والتوجيه الفكري والثقافي إلى تحقيق حصانة فكرية ووعي حضاري والتزام خلقي، وتبصير الأجيال بالتحديات التي تحيط بها، وتكوين شخصيتها ذات الأبعاد المرتبطة بالقيم والثوابت الوطنية الأصيلة لتكون قادرة على الاستفادة من معطيات الحضارة والتقنية المعاصرة بوعي وإدراك دون الانفصام عن المعتقد وواجبات الوطن وأمنه واستقراره".
##الدورة الخامسة والعشرون للمجلس .. تونس 30/1/2008م
تضمنت كلمته التي ألقاها في هذه الدورة المنعقدة بالجمهورية التونسية "إن استتباب الأمن والاستقرار في أي دولة يمثل جوهر تقدمها وازدهارها.. ومن هذا المنطلق يعمل مجلس وزراء الداخلية العرب بكل صدق والتزام على تحقيق الأمن والاستقرار في وطننا العربي، ودعم مسيرة التعاون والتنسيق الأمني بين دولنا، كل ذلك بهدف حماية مكتسباتنا وإنجازاتنا الحضارية الشاملة، وتوطيد دعائم الأمن الداخلي في مواجهة التحديات والتهديدات المختلفة، والحد من وسائل الجريمة والإرهاب والمخدرات، وتطوير الإجراءات الأمنية، وتعزيز الجهد الأمني، وتنمية كل جوانبه ومتطلباته، وتبادل المعلومات الأمنية فيما بين دولنا، وإبرام الاتفاقيات والمعاهدات الأمنية، وإعداد اللوائح والإجراءات المنظمة لجهودنا الأمنية.. لقد كانت هذه الأهداف وما زالت المنطلق والغاية لمجلس وزراء الداخلية العرب، ونحمد الله أن تحقق الكثير من هذه الغايات، ولا تزال الإنجازات الأمنية على الساحة العربية تتوالى على الرغم من كل المتغيرات والظروف والطوارئ في بعدها العربي والدولي، ولم يكن ذلك إلا بفضل الله عز وجل ثم صدق النوايا والالتزام بالمسؤولية وجودة العمل".
##الدورة السادسة والعشرون للمجلس .. بيروت 22/3/2009م
تضمنت كلمته التي ألقاها في هذه الدورة المنعقدة بالجمهورية اللبنانية "إن من أشد المخاطر التي تواجه أمننا العربي هو محاولة زعزعة ما تعيشه دولنا وشعوبنا من استقرار اجتماعي فريد، وتطور تنموي شامل، وذلك من خلال بث الشكوك في ذهن المواطن العربي حول مقومات وجوده، والحكم في بلاده، وأنظمته السياسية والاجتماعية، والاقتصادية المتبعة، ومحاولة اختراق السياج الأمني لدولنا بالفكر الضال والفعل الإجرامي".
وأضاف "عمل مجلس وزراء الداخلية العرب عبر مسيرته الطويلة في اتجاه تعزيز التعاون الأمني بين دولنا في مواجهة ما يهدد أمنها، ومصالحها، وسلامة مجتمعاتها.. وتبنى في سبيل تحقيق ذلك العديد من الاتفاقيات والاستراتيجيات الأمنية المشتركة التي يمكن أن تسهم في التصدي للأخطار المحيطة بالأمن الاجتماعي العربي انطلاقا من مبادئنا الدينية والأخلاقية والإنسانية السامية التي تحارب الجريمة وتحافظ على حياة الإنسان وكرامته وحقوقه، ولن تكتمل هذه المهمات والأهداف السامية النبيلة ما لم يستشعر المواطن العربي أينما كان أنه رجل الأمن الأول، وأنه هو وأجهزة الأمن يعملون لهدف واحد هو تحقيق أمن المواطن والوطن.. وفي هذا السياق ذاته تكون مسؤوليات الوسائل الإعلامية والدور التعليمي نحو بناء فكر أمني للمجتمع العربي.. تحقيقا للأمن والأمان.. ومنعا من الانزلاق في دروب الهدم والشر والإجرام".
##الدورة السابعة والعشرون للمجلس .. تونس 16/3/2010م
تضمنت كلمته التي ألقاها في هذه الدورة المنعقدة بالجمهورية التونسية "إن استقامة سلوك الفرد، وانتظام استقرار الأمة وتطورها، يعتمد في الأساس على سلامة الفكر وعقلانية الاتجاه.. ولذلك كان الانحراف الفكري من أهم المشكلات الفكرية والأمنية التي تعانيها أمتنا عبر تاريخها الطويل وفي واقعها المعاصر".
وأضاف "إن المسؤولية الأمنية وإن كانت واجبا ملزما لأجهزة الأمن، فإن نجاحها مسؤولية مشتركة على الجميع، فالكل مستفيد من استتباب الأمن، والكل أيضا متضرر بغيابه أو ضعفه لا سمح الله".