محللون: ولي العهد قارئ فطن للسياسة الاستراتيجية

محللون: ولي العهد قارئ فطن للسياسة الاستراتيجية
محللون: ولي العهد قارئ فطن للسياسة الاستراتيجية
محللون: ولي العهد قارئ فطن للسياسة الاستراتيجية
محللون: ولي العهد قارئ فطن للسياسة الاستراتيجية
محللون: ولي العهد قارئ فطن للسياسة الاستراتيجية
محللون: ولي العهد قارئ فطن للسياسة الاستراتيجية

على الرغم من تمرسه وحنكته وخبرته الطويلة في السياسة الاستراتيجية الدولية وسعة اطلاعه وغزارة معلوماته، إلا أن الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع يفضل دائما أن يحضر نفسه جيداً في الكثير من أموره لا سيما عندما يقرر القيام بجولات دبلوماسية خارجية.
ويرى محللون سياسيون أن ولي العهد السعودي الجديد هو يمتلك الحضور والخبرة والممارسة السياسية الطويلة، وهو خريج مدرسة الملك فهد - رحمه الله - الذي أوكل إليه العديد من الملفات السياسية الخارجية المهمة، بالإضافة إلى مرافقته الأمير سلطان - رحمه الله، والملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله.
#2#
ويؤكد المحللون في حديثهم لـ"الاقتصادية" أن دوائر صناعة القرار الغربية تنظر إلى الأمير سلمان بن عبد العزيز كأحد أركان نظام الحكم السعودي حتى منذ توليه إمارة منطقة الرياض، وكان يستقبل في الدول الأجنبية على هذا الأساس باعتباره إحدى الشخصيات المؤثرة في السياسة السعودية الداخلية والخارجية.
ويشير محللو السياسة إلى أن الأمير سلمان الذي يعد من أكثر أفراد العائلة المالكة قراءة واطلاعاً يمتلك مخزونا كبيرا وعميقا من الممارسة السياسية والدبلوماسية من خلال لقاءاته ونقاشاته وأطروحاته ومطارحته سفراء الدول العربية والأجنبية في العاصمة الرياض طيلة فترة توليه إمارتها.
#3#
في السياق ذاته، يبين المحللون أن السياسة السعودية تسير على ثوابت راسخة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز - رحمه الله - تتلخص في احترام سيادة كل دولة وعدم التدخل في شأنها الداخلي والاهتمام بالقضايا العربية الرئيسة وعلى رأسها الصراع العربي الإسرائيلي إلى جانب قضايا حقوق الشعوب العربية والإسلامية.
#6#
وقال لـ"الاقتصادية" الدكتور عبد الله الشمري الباحث في العلاقات الدولية إنه على الرغم من أن الأمير سلمان لم يشغل منصبا سياسيا بصفة مباشرة إلا أنه كان شغوفا بالسياسة والشأن العام والإعلام منذ بدايات شبابه، وأضاف: "عند العودة إلى أرشيف الصور السياسية ستجده جنبا إلى جنب مع الملوك الراحلين سعود، فيصل، خالد، وفهد - رحمهم الله - ثم مع الملك عبد الله - حفظه الله".

وأشار الشمري إلى أنه ولطبيعة الحكم السعودي الذي يتسم بالمشورة والمشاركة الجماعية في معالجة الملفات فقد تولى الأمير سلمان أدواراً سياسية عدة ورأس وفود المملكة في عدة اجتماعات مهمة، كما كان رئيسا في استقبالات وتوديع زعماء العالم الزائرين للمملكة ومسؤولا عن ملفات خارجية كان منها بشكل أساسي ملف البوسنة والهرسك التي زارها وربطته علاقات شخصية وثيقة مع الرئيس الراحل علي عزت بيجوفيتش ورئيس الوزراء حارث سيلاديتش والزعامات البوسنية السياسية والدينية الأخرى، مبيناً أنه يمكن إطلاق اسم (بطل استقلال البوسنة والهرسك السياسي) على الأمير سلمان بن عبد العزيز.

ولفت الدبلوماسي السعودي السابق إلى أن الأمير سلمان هو عراب "الإعلام السياسي السعودي"، وقال: "يتجلى ذلك من خلال معرض الرياض بين الأمس واليوم منذ عام 1405هـ ثم معرض المملكة بين الأمس واليوم الذي يتنقل عبر عواصم العالم للتعريف بالثقافة والسياسة السعودية بطريقة ذكية".

ويقرأ الباحث الشمري شخصية الأمير سلمان في الدبلوماسية العامة بقوله: "نظرا لاهتمامه بالشأن الدولي يمكن القول إنه لا يمكن قدوم وفد رسمي أكاديمي أو إعلامي دولي إلا ويستقبله الأمير سلمان".
وكشف الشمري أنه شخصياً قام بترجمة بعض اللقاءات الدولية للأمير سلمان كان آخرها مع السيدة كيرين هاوس عضو مجلس السياسة الخارجية بمجلس النواب الأمريكي وناشره صحيفة وول ستريت جورنال التي خصصت للأمير سلمان جزءا من كتابها المقبل عن المملكة العربية السعودية الذي سينشر خلال شهرين بعنوان (الأمير سلمان بن عبد العزيز والمستقبل).

وأردف: "كما يمكن ملاحظة الأهمية التي يكتسبها الأمير سلمان على الساحة الدولية، التصريحات الصادرة عن زعماء العالم بعد تعيينه ولياً للعهد سواء من الرئيس الأمريكي أو قادة الدول الأوروبية والقادة العرب عن دوره الدولي والإقليمي، كما جرت العادة أن تقام له مراسم استقبال وتوديع زعماء الدول نظراً للخصوصية والعلاقات الواسعة والمصداقية التي يتمتع بها لدى قادة العالم".
#5#
من جانبه، أوضح الدكتور عبد العزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث أن الأمير سلمان كان قريبا جدا من الراحل الملك فهد - رحمه الله - ولفترة طويلة جدا، مبيناً أنه كانت توكل إليه كثير من المهام السياسة الخارجية كما قام بزيارات رسمية كثيرة حتى عندما كان أميراً لمنطقة الرياض وكان يمثل المملكة ويمثل الملك في كثير من هذه الزيارات.

وأشار ابن صقر إلى أن ولي العهد ووزير الدفاع تولى العديد من الملفات المهمة منها الملف الفلسطيني الذي ارتبط كثيرا بالأمير سلمان إلى جانب الإعلام الخارجي، وتابع: "كما أن جوده في الرياض كونه أميرا لها ووجود السفارات الخارجية فيها ولقاءه السفراء كان له دور في خبرته وممارسته، وله باع طويل واطلاع وهو من أكثر أفراد الأسرة المالكة قراءة وهو قارئ نهم جدا".

وولفت رئيس مركز الخليج للأبحاث إلى أن الأمير سلمان نهل من مدارس عظيمة في السياسة فكانت له تجربة عميقة مع الملك فهد - رحمه الله - ورافق الأمير سلطان - رحمه الله - وتتلمذ ولا يزال على يدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز". وأفاد الدكتور عبد العزيز بأن الغرب ينظر إلى المملكة من ناحيتين، الأولى أن المملكة كان قرارها حاسما ولم يكن هناك انتظار بشأن مسألة التعيين حتى تنتهي فترة أيام العزاء وبالتالي لا يوجد فراغ مؤسساتي، وأضاف: "النقطة الأخرى أن الأمير سلمان معروف خارجياً وفي أوساط كثيرة والتواصل كبير معه، كما أنه بحكم أنه كان أميراً على منطقة الرياض، كان يقابل كل الضيوف الرسميين للبلاد ويحضر كافة اجتماعات الرؤساء ونوابهم ورؤساء الوزراء الذي يزورون المملكة. كما أن الأمير سلمان كان يستقبل في الخارج كأحد أركان الحكم السعودي وليس بصفته أميرا لمنطقة الرياض فقط".

وعبر ابن صقر عن اعتقاده بأن السياسة السعودية تسير على ثوابت راسخة منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز - رحمه الله - وترتكز على محور دول الإقليم والجوار، المحور العربي والإسلامي، والمحور الدولي، ودائما فيها احترام لسيادة كل دولة وعدم التدخل في شأنها الداخلي والاهتمام بالقضايا العربية الرئيسة وعلى رأسها الصراع العربي - الإسرائيلي إلى جانب قضايا حقوق الشعوب العربية، لافتاً إلى أن المملكة وقفت مع الشعوب العربية حتى في الربيع العربي، متوقعاً أن نشهد تحركاً أسرع وكبيرا بحكم نشاط الأمير سلمان وفاعليته وديناميكيته.
#4#
إلى ذلك، قال الدكتور أنور عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية: "الأمير سلمان كما أعرفه شخصياً رجل عليم بالسياسة الاستراتيجية وليس فقط السياسة الدولية، وقد ذهلت ذات مرة عندما كان يكلمني هاتفياً وعقب على ما قلته وقال: أحب أن ألفت نظرك إلى كذا وكذا، واستراتيجية الدولة كذا، وكان يتحدث بعمق ومساحة كبيرة من التفكير في الجانب الاستراتيجي".
وأضاف عشقي "الأمير سلمان عندما سافر إلى اليابان قبل أن يذهب قرأ كثيراً عن اليابان وأحضر أحد الخبراء من اليابان لأخذ رأيه في العديد من الأمور وهذا يعني أن الأمير سلمان يحضر نفسه في كثير من الأمور خاصة إذا أراد أن يخرج خارج المملكة العربية السعودية ويقوم بأعمال دبلوماسية".
وأوضح مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية أن خبرة الأمير سلمان في السياسة الخارجية انطلقت من إمارة الرياض التي كان يستقبل فيها السفراء ويتحاور معهم ويطارحهم الأفكار، وتابع "في هذا الشأن ذكر السفير الأمريكي أنه يعرف الأمير سلمان جيداً ويعرف عقليته السياسية أنها ذات رحابة كبيرة وعليم بالسياسة الدولية". وفي قراءته لاستراتيجية السياسية السعودية، أكد عشقي أن الاستراتيجيات دائماً لا تتغير لكن السياسات تتطور، وفند ذلك قائلاً: "السياسة هي التي تفتح الطريق للوصول إلى الأهداف الاستراتيجية فالسياسة السعودية قد تتغير قليلا بموجب عقلية وقدرات المسؤول السياسي ولكن هناك خطوط أساسية وضعت في المملكة العربية السعودية للتعامل مع الدول الأخرى، السعودية لا تسمح لأي دولة بأن تتدخل في شؤونها الدينية، ولا شؤونها الأمنية وهذا ما جعل بعض الحساسيات بيننا وبين الولايات المتحدة الأمريكية مثلا، كما لا تسمح المملكة لأي دولة صديقة أو عدوة بالتدخل في الشؤون السيادية، فيما عدا ذلك تتعامل السعودية مع الدول الأخرى بمبدأ المعاملة بالمثل". ومن أجل ذلك عندما وجدت دول العالم خاصة الدول الكبرى أن هذه هي سياسة المملكة وقواعدها الثابتة تعاملت معها من خلال هذه الرؤية، وأسهب عشقي: "هناك أصدقاء لنا مثل أمريكا نختلف معهم ونتفق، نختلف معهم أحيانا في قضية فلسطين، لكننا نتفق معهم في قضايا الإرهاب وقضايا كثيرة لأن هناك مصلحة لنا وللولايات المتحدة الأمريكية، نحن نحترم مصالح الآخرين لكي يحترموا مصالحنا، الأمر الآخر أن السعودية تأتي في مقدمة الالتزامات للمعاهدات والقرارات الدولية، كما أن المملكة لا تحب أن تنفرد في موضوع معين إلا من خلال المجتمع الدولي، إما أن يكون المجتمع الخليجي كما هو حاصل الآن في أحداث اليمن أو الدول العربية من خلال الجامعة كما حدث في قضية سورية، أو من خلال التعاون مع المجتمع الدولي من خلال ما قام به خادم الحرمين الشريفين ببدء عملية الحوار الثقافي الذي انطلق من الأمم المتحدة". وشدد الدكتور أنور على أن "المملكة العربية السعودية سياستها ثابتة، لكن المتغيرات تأتي حسب التطور الذي يحدث، والسعودية تتغير في الداخل حسب تغير الزمان والمكان، فقامت المملكة بالتغير عندما تطورت وسائل الاتصال، حيث لم يكن الإعلام يشكل رقابة على القضايا الحكومية في السابق، أما الآن القيادة السعودية أعطت مساحة واسعة للإعلام كي يكون رقيبا على أداء الحكومة ورأينا ذلك بعد كارثة السيول في جدة".
وكشف عشقي أن الصحف الأمريكية تناولت الأمير سلمان بن عبد العزيز وأنه رجل دولة من الطراز الأول، وحازم وثقافته عالية خصوصا أنه رجل الإعلام، وأضاف: "دائما ما يتابع الأمير سلمان ما يكتب في الإعلام ويقرأ يومياً ما ينشر فيه، سواء في الداخل أو الخارج، والسفارة السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية تبعث له يومياً ما يكتب في الصحف وكذلك السفارات الأخرى لكي يكون على دراية واطلاع بما يحدث في العالم".

الأكثر قراءة