غداً.. قصر الحكم يشهد على بيعة السعوديين لولي العهد

غداً.. قصر الحكم يشهد على بيعة السعوديين لولي العهد
غداً.. قصر الحكم يشهد على بيعة السعوديين لولي العهد
غداً.. قصر الحكم يشهد على بيعة السعوديين لولي العهد

يسارع السعوديون ابتداء من الغد وعلى مدى يومين إلى مبايعة الأمير سلمان بن عبد العزيز ولياً للعهد في قصر الحكم في العاصمة الرياض، حيث سيبايعونه على الكتاب والسنة، يحثهم إيمانهم العميق بالله، والمحافظة على وحدة الوطن، وحبهم لقادتهم، إلى المبايعة والدعاء له بالتوفيق والسداد في مهامه المنوطة به.
ويعد قصر الحكم في العاصمة الرياض شاهداً ودليلاً وواضحاً على سلاسة وسهولة انتقال الملك وولاية العهد في المملكة، حيث يعتبر شاهداً يسجله التاريخ على العلاقة الوطيدة التي يكنها الشعب لقيادته، والحب المتبادل بين الطرفين.
فالبيعة هي المعاهدة والعقد بين الرعية والراعي (المحكومين والحاكم) على كتاب الله تعالى وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام - بالسمع والطاعة للملك أو السلطان بما يرضي الله تعالى بأنفس راضية مقتنعة مطمئنة، مقرة بذلك في القيام بكل ما يطلبه الإمام منا من أمور لا تتعارض مع الشريعة الإسلامية، وسواء أكان ذلك في العسر أو اليسر، أو في الشدة والرخاء، أو في المنشط والمكره.
ولقد كانت البيعة منذ فجر الحضارة الإسلامية، حيث بايع النبي - صلى الله عليه وسلم - صحابته أكثر من بيعة: كبيعتي العقبة الأولى والثانية، وكذلك بيعة الرضوان، وكانت كل طوائف المسلمين يبايعونه - صلى الله عليه وسلم - فمن الرجال الذين بايعوا رسول الله عدد لا يمكن حصره، ومن النساء العدد الجم، وقد أحصى الإمام ابن الجوزي عدد من بايع النبي من النساء، فبلغن 457 امرأة ''لم يصافح على البيعة امرأة وإنما بايعهن بالكلام''، بل وجدنا رسول الله يبايع الأطفال، حيث بايع عبد الله بن الزبير وهو ابن سبع سنين.

#2#

#3#

وقال الشيخ عبد العزيز بن باز مفتي المملكة سابقاً - رحمه الله - على أن من مقتضى البيعة النصح لولي الأمر، ومن النصح: الدعاء له بالتوفيق والهداية وصلاح النية والعمل وصلاح البطانة، لأن من أسباب صلاح الوالي ومن أسباب توفيق الله له أن يكون له وزير صدق يعينه على الخير، ويذكره إذا نسي، ويعينه إذا ذكر، هذه من أسباب توفيق الله له، فالواجب على الرعية وعلى أعيان الرعية التعاون مع ولي الأمر في الإصلاح وإماتة الشر والقضاء عليه، وإقامة الخير بالكلام الطيب والأسلوب الحسن، والتوجيهات السديدة التي يرجى من ورائها الخير دون الشر، وكل عمل يترتب عليه شر أكثر من المصلحة لا يجوز، لأن المقصود من الولايات كلها تحقيق المصالح الشرعية، ودرء المفاسد''.
إلى ذلك يتحدث الدكتورعبد اللطيف الحميد، الأستاذ المشارك في قسم التاريخ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عن نماذج حية من تاريخ المملكة في سلاسة انتقال الحكم، ويشير إلى أنه في اليوم الذي توفي فيه مؤسس البلاد الملك عبد العزيز - رحمه الله - سنة 1373هـ بويع ولي عهده الأمير سعود ملكاً على المملكة، ثم في عام 1384هـ اجتمع مجلس الوزراء والشورى برئاسة الأمير خالد بن عبد العزيز وبايع الأمير فيصل ملكاً للبلاد استناداً إلى خطاب موجه من أسرة آل سعود ومن العلماء ثم تتابعت البيعة من أفراد الشعب، أما في عام 1395هـ استشهد الملك فيصل وبويع ولي عهده الأمير خالد بن عبد العزيز ملكاً للبلاد، والأمير فهد بن عبدالعزيز ولياً للعهد.
وقال الحميد عام 1402هـ تمت مبايعة الأمير فهد ملكاً بعد وفاة أخيه الملك خالد - رحمهما الله - يوم الأحد 21 شعبان، والأمير عبد الله بن عبد العزيز ولياً للعهد، وإنه بعد انتقال خادم الحرمين الشريفين الملك فهد إلى رحمة الله في جمادى الآخرة 1425هـ بويع ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز ملكاً للمملكة وخادماً للحرمين الشريفين.
من جانبه، أكد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام المملكة، ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، أهمية الالتزام بالبيعة، مشيراً إلى أن البلاد السعودية سارت على المنهج القويم منذ الدولة الأولى كان الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - ثم عهد بالأمر إلى ابنه عبد العزيز ثم عهد إلى ابنه سعود وهكذا توالت هذه الأمور.

الأكثر قراءة