نهج الدولة السعودية السلفي قوة التفاف المجتمع على قيادته
قامت الدولة السعودية منذ اتفاق الدرعية التاريخي بين الإمام محمد بن سعود والإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله، قبل ما يزيد على 275 عاما، على أساس فكري وعقدي مستمد من القرآن الكريم وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والسلف الصالح رحمهم الله، حيث يعدان المصدر الأساسي للتشريع في هذه البلاد، وهما سبب فخر واعتزاز وقوة التفاف وتلاحم المجتمع السعودي مع قيادته وولاة أمر هذا الوطن.
وهنا أكد لـ"الاقتصادية" الدكتور عادل بن علي الشدي الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي، أن كل دولة لها أساس فكري وعقدي تقوم عليه، وأن مصدر التميز في الأساس الفكري والعقدي الذي قامت عليه المملكة أنها رجعت على ما كان عليه الرسول صلى الله علية وسلم وصحابته الكرام والسلف الصالح - رحمهم الله - في فهمهم للقرآن الكريم والسنة النبوية بوصفهما المصدر الأساسي في التشريع لهذه البلاد.
وأضاف أن الإمام محمد بن سعود عندما عقد اتفاق الدرعية التاريخي مع الإمام محمد بن عبد الوهاب قبل ما يزيد عن 275 عاما، الذي كان واضحا في بنوده الأساسية التعاضد على إقامة دولة سلفية تحكم بالقرآن والسنة، وكان هذا السبب الأول حينما نقدر ونحسب فيما حدث لهذه الدولة من تمكين الأرض وقوة التفاف مختلف شرائح هذا المجتمع السعودي على أسرة آل سعود المباركة التي رفعت هذه الراية.
#2#
#3#
ولفت الدكتور الشدي إلى أنه وعندما كانت التحديات العاصفة تنجح أحيانا في إخماد هذه الجذوة فإنها لا تلبث أن تعود مرة أخرى لتقوم، وهذا ما حدث في الدولة السعودية الثانية ثم الدولة السعودية الثالثة على يد الإمام المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - الذي أكد على هذا المعنى بقيام الدولة على أساس القرآن والسنة، والرجوع إلى هذين الأصلين.
#4#
#5#
وقال الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي: "إن النظام الأساسي للحكم الذي أعد في عهد الملك فهد بن عبد العزيز بجهود مخلصة وحثيثة منه - رحمه الله - ومن إخوانه الملك عبد الله - حفظه الله - والأمير سلطان والأمير نايف - رحمهما الله - والأمير سلمان وباقي إخوانهم - حفظهم الله - ونخبة من الأركان المهمة في هذه الدولة المباركة يعد مفخرة للمملكة، حيث جاءت النصوص فيه واضحة وصريحة على هذه القضية واعتبار أن هذه الدولة تحمي عقيدة الإسلام كما جاء في المادة الـ13 من النظام الأساسي للحكم، وتحكم شريعته وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وترفع راية الدعوة إلى الله".
وأضاف: "إن هذا الأساس دفع الله عز وجل به عن هذه البلاد شرورا كثيرة ومؤامرات متعددة وضمن لنا من فضلة سبحانه التلاحم حول هذه الفكرة العقدية التي قامت البلاد عليها".
وأوضح الدكتور الشدي أن قادة هذه البلاد وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير سلمان حفظهم الله يعون هذا الأمر جدا في أذهانهم فهم يؤكدون عليه دائما في خطبهم وكلماتهم، وهذا مستمد من قول الله تعالى: (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور).
وأشار إلى أننا لا ندعي الكمال فهناك قصور وهناك أخطاء نقر بها ونعترف وتدعو دائما إلى التعاون والتآزر في إصلاحها كبار قادتنا وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين ولكن هذا لا يشغب على الفكرة الأساسية وهي أن هذه البلاد ولله الحمد قائمة على أساس متين وهو اتبعاها للقرآن الكريم والسنة.
من جهته أوضح الدكتور خالد بن عبد الرحمن الشايع الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته، أن الله يسر لهذا الدين القويم قادةً حكماء وأئمةً فضلاء، فلم يزالوا قائمين بهذا الدين قرناً بعد قرن، ودولةً بعد أخرى منذ فجر الرسالة.
وقال: "إن الله هيأ قيام الدولة السعودية لتؤسس على الأصلين العظيمين القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة على يدي الإمام محمد بن سعود والإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهما الله، فاستمدت هذه الدولة قوتها من هذين المصدرين في عالم يسوده التفرق والاختلاف، وبعدما جاء تجديد قيام هذه الدولة العتيدة على يدي الإمام الموحد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن، طيب الله ثراه، وعلى المنهاج نفسه: القرآن والسنة، أثمر قيامها خيراً ورخاء للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فضلاً عن أمن الحرمين الشريفين وعمارتهما، علاوة على إسهام هذه المملكة في نشر الخير في العالم أجمع".
وأضاف: "إن المملكة قامت وسادت باعتمادها على القرآن الكريم والسنة المطهرة، وهي بهذا متابعة للسلف الصالح من الصحابة الكرام ومن بعدهم من سادات المسلمين، وهذا ما يؤكده ولاة الأمر في كل مناسبة، وهو واضح لمن تتبع سيرة الملك عبد العزيز وأبنائه الملوك من بعده سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله جميعاً، وهو أيضاً ما يؤكده خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه. وإخوانه ممن ولي العهد سلطان ونايف رحمهما الله، وكذلك الأمير سلمان حفظه الله، وهو ما جاء النص عليه في النظام الأساسي للحكم من أن دستور هذه البلاد هو القرآن والسنة".
وأشار إلى أن المملكة دولة تأسست على منهج أهل السنة والجماعة، هذا المنهج الذي يستمد أسسه وأسلوبه الحياتيّ من القرآن الكريم والسنة المطهرة، بفهم سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة الهدى، وهو المنهج الذي فيه خير الناس وسعادتهم وبرهم في الدارين، وهو منهج فيه الخير أيضاً حتى لغير المسلمين بحفظ حقوقهم وإسداء الخير إليهم ومنع ظلمهم.
وأكد الأمين العام المساعد للهيئة العالمية للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ونصرته، أن تمسك المملكة العربية السعودية بهذا المنهج الرشيد هو الضمانة الأكيدة لوعد الله الكريم: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون)، مضيفا أن على المسلم ألا يرتاب في بقاء هذا الدين العظيم دين الإسلام وظهوره إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها كما قال تعالى: ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا).