مجلس سلمان.. قلب مفتوح يستوعب هموم المواطن والمقيم

اعتاد الأمير سلمان بن عبد العزيز على القرب من هموم المراجعين من مواطنين ومقيمين وحل مشكلاتهم والاطلاع على أوضاع مجتمعه من خلال استقبالهم بشكل يومي في مقر إمارة منطقة الرياض في فترة الصباح وبعد الظهيرة. ويأتي هذا الاستقبال رغم المسؤليات الجسام التي يتحملها، والمشاغل الكبيرة له، لكن رغبته في متابعة هموم مواطنيه أبت إلا أن يشرف ويطلع عليها مباشرة من خلال ذلك المجلس الذي تعرف عليه الكثير من قرب.
ولم يكتف الأمير سلمان بذلك، بل دأب منذ أعوام طويلة على تخصيص مجلس آخر لاستقبال المواطنين والمقيمين في قصره مساء كل يوم إثنين في الأسبوع، حيث يعد هذا المجلس من المجالس المهمة في تاريخ السعودية، وهو بذلك يتبع ما قام به والده الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - يرحمه الله - من حرص وتفان في خدمة الوطن والمواطن وتلبية جميع احتياجاته.
الأمير سلمان عرف عنه أيضاً، إلى جانب دقته في المواعيد، حرصه على الاعتذار عن استقبال المواطنين في حال انشغاله، وهو بذلك يجسد قمة الخلق الرفيع واحترام المواطنين عبر ذلك الاعتذار الذي ينشر في الصحف عن عدم استقبالهم، حيث اعتاد المجتمع السعودي وتعرف بشكل كبير على دقة الأمير سلمان في المواعيد، وحرصه على الاعتذار في حال الإنشغال.
ويذكر الكتاب الصادر عن مؤسسة التراث الخيرية والذي يسرد تاريخ الأمير سلمان وحياته العملية: ''المتابع لبرنامج الأمير سلمان بن عبد العزيز في إدارة شؤون الإمارة على سبيل المثال، سيجد أنموذجاً صاغه الأمير ليصبح أيقونة في علم الإدارة المحلية، فإلى جانب الإنضباط في وقت الدوام، وفتحه مجلسا يخصص لاستقبال المراجعين من مواطنين ومقيمين في الإمارة يومياً في الصباح وبعد الظهيرة، ومجلساً يخصص لاستقبال المواطنين والمقيمين في قصره مساء كل يوم إثنين في الأسبوع، تجده متابعاً متابعة دقيقه لمعاملات المواطنين والمقيمين''.

#2#

#3#

#4#

#5#

#6#

ويضيف الكتاب:'' يأتي ذلك لأن سلمان كان يؤمن بالأولويات في الإدارة بحيث يبدأ عمله بالنظر أولاً في المعاملات التي تخص أمن الناس ثم تلك التي تخص تاريخهم، ثم تلك التي تخص أمورهم الأخرى''.
ويتابع: ''إذا رأيته وهو يطالع المعاملات الإدارية فإنك تلاحظ أنه يقرأها بإمعان ويسجل الملاحظات التي يكون من بينها الوقوف في صف صاحب المعاملة بسبب سهو أو غفلة الموظف الذي أنجز المعاملة، وعندما يطالع سلمان خطاباً وارداً من أحد المواطنين أو المقيمين وبه اقتراح تجده يأخذه بكل سرور وترحاب، ويهاتف صاحبه ليشكره مسجلاً بذلك أروع الأمثلة الإدارية التي تحفز الآخرين على المشاركة في الرأي والمشورة''.
وبحسب ما يذكر المقربون من الأمير سلمان فإن الأمير سلمان بن عبد العزيز يردد مقولته المشهورة ''إن كان في هذا الرأي فائدة وهو جديد استفدنا منه، وإن كان فيه فائدة وسبق أن بدأنا بتنفيذه فهو يؤيد ما رأيناه''.
كل هذه الصفات المميزة في سيرة الأمير سلمان جعلت منه الأمير المحبوب لدى الشعب السعودي، والذي دائماً ما يلجأ له في الشدائد ومن خلال مجلسه المفتوح في مقر الإمارة وقصره، وهو بذلك يجسد التلاحم الذي يعيشه المجتمع السعودي مع قيادته في السراء والضراء.