راكبو الحمار
هناك الكثير من الأشخاص في الوسط الرياضي وخارجه لايمانعون ولايترددون عن قناعة تامة وبمحض الإرادة وبنيات صافية وصادقة ونبيلة من الدخول في غرفة اختبار الاخلاص عند طبيب نفسي أو جراح يفتح قلوبهم لقياس نسبة الوطنية العالية في دمائهم وأوردتهم وهؤلاء مشخصون ويعرفهم الجميع بعكس أولئك الأشخاص الذين ينطبق عليهم ماتناوله أحد رسامي الكاريكاتير عندما رسم أحدهم وهو يركب على حمار حيث كان هذا الشخص يمثل المصلحة الشخصية فيما كان الحمار يمثل المصلحة العامة في مفارقة باتت هي الأساس والمنهج والطريقة المتبعة لدى هذه النماذج من الأشخاص.
هناك أشخاص يركبون على حمار المصلحة الوطنية ولايهمهم سوى قضاء الوقت وليقولوا لنا ماذا فعلوا وماذا قدموا وأية أفكار ومقترحات قدموها وأسهموا في تطور الرياضة السعودية خلال مدة وجودهم في هذه الأماكن التي يفترض في من يكون موجودا فيها أن يتصارع مع نفسه ومع الوقت والآخرين من أجل أن ينهي اليوم الواحد وهو مرتاح البال والضمير لكونه دفع بعجلة الرياضة إلى الأمام ولو سنتمترات قليلة.
هل يكون لزاما علينا أن نمسك برأس القلم ونضعه على خاصرة الأشخاص الأكثر كسلا وخمولا واتكالا والذين لايمتلكون أية شعور بالمسؤولية تجاه مايفترض أن يقوموا به من عمل حتى يتحركوا في الاتجاه الصحيح ويستفيقوا من نومهم العميق الذي بات مزعجا وطويلا، في الوقت الذي يركض فيه العديد من الأشخاص في كل صوب من أجل أن يسجل لنفسه موقفا وطنيا ورياضيا يبقى عالقا في الأذهان مدة طويلة من الزمن؟ وهل نضطر دائما إلى استخدام عبارات وجمل وكلمات قاسية بعض الشيء في سبيل أن ينهض المسؤول الرياضي من كرسيه ليمارس دوره، فيما يفترض أن يكون المسؤول هو من يحفز الآخرين على العمل والنشاط والحيوية والإخلاص وبذل الجهد في رياضة سعودية تحتاج إلى أكبر وأبسط الجهود من الجميع من حارس البناية إلى أكبر رأس فيها، في رياضة تفتقر إلى المسؤول بالمعنى الحقيقي للمسؤولية وليس المسؤول الذي يرتدي بشته الفاخر ويتحدث هنا وهناك حيث تشعر وهو يتحدث إليك أنه سيقلب الدنيا ولكن حقيقة الأمر عكس ذلك.