سلمان ومنهجية المسؤولية الاجتماعية

لا شك أن الأمير سلمان بن عبد العزيز هو من الشخصيات التي تفكر دائماً بسعة أفق وبُعد استراتيجي يتناغم ومعطيات الحال في كل أعماله. ولن أتحدث عن جملة هذه الأعمال لكثرتها وتعدّدها بشكل لا يسمح به المجال هنا إلى إحصائها، لكنني سألقي الضوء على واحد من المجالات التي تبين ذلك البُعد فيما يخدم الهدف الذي يعمل لتحقيقه. ففي مجال المسؤولية الاجتماعية من طرف القطاع الخاص سعيه إلى تأطير هذه المسؤولية الاجتماعية ومنهجتها فيما يخدم المشاركة الفاعلة والنافعة للاقتصاد والمجتمع في كل مناسبة ينتظر من القطاع الخاص القيام بها. فمثلاً حين جاءت إحدى مناسبات الاحتفال بالأمير سلطان ـــ رحمه الله ــــ من رحلة علاجية لم يحشد الأمير سلمان المشاركات المالية من القطاع الخاص لهذه المناسبة ووضعها في احتفال كلاسيكي، بل أبعد من ذلك في خلق مشروع ينعكس عطاؤه على الاقتصاد وذلك بإقامة جامعة باسم الأمير سلطان ــــ رحمة الله عليه ــــ.
هذا ما سمعته من الأمير سلمان في مناسبة سابقة وتشرّفت بالسلام عليه مع بعض الزملاء من مجلس أمناء جامعة الأمير سلطان.
إن مثل هذا العمق في التفكير الاستراتيجي والتفكير نحو منهج المسؤولية الاجتماعية لهو ما ينادي به الاقتصاديون، ولذا يأتي عمل الأمير سلمان في نشاطاته المتعددة في هذا المجال متفقاً مع هذا الفكر المهني والفاعلية والكفاءة التي يتحقق من وراءها الهدف المنشود في قضايا المسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص. إن مفهوم المسؤولية الاجتماعية من منظور اقتصادي لهو تعزيز لمفهوم المشاركة والمساهمة من جانب القطاع الخاص تجاه المجتمع نحو التطوير والبناء الاقتصادي المستدام. ولذا فهو جانب يجب على القطاع الخاص الاعتناء به وإعطاؤه الأهمية التي لا تقتصر فقط على جمع التبرعات في مناسبة ما أو استجابة وقتية. وهذا ما تؤكده نظريات الاقتصاد المختلفة والتي تمس جوانب عديدة منها الاحتكار والهدر الاقتصادي وغيرهما.
من هذا المنطلق وهذه المفاهيم والأهمية فالواجب العمل بجدية على منهجة المسؤولية الاجتماعية في اقتصادنا المحلي وتأطيرها بشكل يخدم استدامتها، وعدم ترك هذا الجانب لاجتهادات رؤساء الشركات أو المؤسسات الخاصة وإلا اتسعت الهوة في مشاعر سلبية سيكنها المجتمع تجاه قطاعه الخاص.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي