تحذير مرضى البدانة المفرطة من تحديد برنامج التنحيف عشوائياً

تحذير مرضى البدانة المفرطة من تحديد  برنامج التنحيف عشوائياً

هناك فرصٌ للتعرُّف على ضغط الدم لديك.. ولكن ماذا عن مؤشر كتلة جسمك؟ بالإمكان تحديد مؤشر كتلة الجسم إذا كنت تعاني زيادة في الوزن أو سمنة أو لمجرد تقييم طولك بالشكل الصحيح. وبدأ بعض الأطباء بوصفه بأنه مؤشر الحيوية، مثله مثل قياس ضغط الدم.
ولكن على ما يبدو أن فحص الأطباء وحده غير كافٍ، حيث جدّدت لجنة حكومية أخيراً الدعوة إلى كل البالغين لفحصهم؛ لمعرفة إذا ما كانوا يعانون السمنة فإنه يتعين احتساب مؤشر كتلة أجسام مرضاهم بشكل روتيني من خلال استشارة الأطباء.
وعندما يتجاوز وزن الإنسان ليصل إلى مرحلة السمنة، يكون الأطباء حينها بحاجة إلى القيام بمزيد من الفحوص من خلال اتباع نظام غذائي محدّد طبياً. فلقد حان الوقت لإحالة هؤلاء المرضى للحصول على برنامج مساعدة غذائية ولياقة بدنية مكثف، وذلك وفقاً للمبادئ التوجيهية التي نُشرت من قبل فرقة الخدمات الوقائية في الولايات المتحدة. ولا تفترض من تلقاء ذاتك أن وزنك مناسب هكذا إذا لم يتحقق الطبيب من ذلك.
وقال عضو فرقة الخدمات الوقائية دكتور ديفيد جروسمان، المدير الطبي للرعاية الوقائية في الفريق الصحي التعاوني في مدينة سياتل، إنه ''يتعين على المرضى الاستفسار عن مؤشر كتلة أجسامهم، ومتابعة ذلك على مر الزمن''. ومن خلال الأرقام: يتضح أن مؤشر كتلة الجسم الطبيعي أقل من 25. ويبدأ مؤشر السمنة عند 30. وما بين ذلك يعد زيادة في الوزن.
ويبدو وكأن النصيحة سهلة للغاية نظراً للقلق القومي السائد حول محيط الخطر المتزايد لدينا. حيث يعاني ثلثا البالغين إما من زيادة الوزن وإما من السمنة. ويعاني نحو 17 في المائة من الأطفال والمراهقين السمنة، وفي طريقهم للإصابة بمرض السكري، وأمراض القلب، وعلل أخرى قبل أن يكبروا. وقد أوصت فرقة الخدمات الوقائية بإجراء فحص السمنة لدى البالغين من قبل، ونشرت مبادئ توجيهية مماثلة تحث على متابعة إذا ما كان الشباب يكتسبون كيلو جرامات كثيرة جداً أم لا.
ولا يزال مؤشر كتلة الجسم لغزاً بالنسبة لكثير من الناس حتى الآن. وتوصلت دراسة استقصائية أُجريت في 2012 من قِبل أعضاء في الأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة إلى أن ما يصل إلى 40 في المائة من أطباء الرعاية الصحية الأولية يقومون بحساب متوسط مؤشر كتلة أجسام مرضاهم. وأظهرت الدراسات الاستقصائية أن نحو الثلث فقط من مرضى السمنة يطلبون من أطبائهم إسداء المشورة إليهم حول كيفية فقدان الوزن، وعلى الرغم من ذلك فإن الأشخاص الذين يبحث أطباؤهم المشكلة من المرجح أن يكون بمقدورهم القيام بشيء حيال ذلك.
وذكر باحثو جامعة جونز هوبكنز أخيراً أن الأطباء الذين يعانون زيادة في الوزن أقل قدرة في إقناع مرضاهم وإسداء النصيحة لهم حول فقدان الوزن من الأطباء الأكثر نحافة.
ما السبب وراء التردّد في ذلك؟ يقول الدكتور جلين ستريم، رئيس مجموعة من الأطباء، إن هناك سبباً واحداً ألا وهو أن هناك عدداً قليلاً من الأطباء الذين تدرّبوا على معالجة السمنة، حيث تم تثبيطهم من قِبل نظام غذائي يومي، ولكنهم لا يعرفون بماذا ينصحون مرضاهم. وتستخدم في مقاطعة سبوكان، واشنطن، تسجيلات طبية إلكترونية تقوم بحساب مؤشر كتلة الجسم تلقائياً عندما يتم إدخال وزن المريض وطوله.
ويقول ستريم: ''ثقافتنا الأمريكية تبحث دائماً عن حل سهل، وحبّة دواء لكل مشكلة''. وأضاف: ''الاقتراحات المُحَدثة مهمة لأنها توضح تماماً ما يتعين على الأطباء القيام به لمساعدة المريض''.
ونُشرت أخيراً مجلة مدونات الطب الباطني، أن فرقة الخدمات الوقائية خلُصت إلى أن التدخلات السلوكية عالية الكثافة هي أفضل نصيحة غير جراحية للبدناء، مستشهدة بعدم كفاية الأدلة حول الآثار الدائمة الناجمة عن أدوية فقدان الوزن. من جانبه، يقترح جروسمان عضو فرقة الخدمات الوقائية برنامجاً جيداً وهو:

• إجراء من 12 إلى 26 مقابلة مباشرة على مدار العام، ومعظمها في الأشهر القليلة الأولى.
• حمل المرضى على وضع أهداف واقعية لفقدان الوزن؛ ففقدان 5 في المائة من الوزن الأولي الخاص بك – أي 10 ''باوند'' للشخص الذي يزن 200 ''باوند'' – يمكن أن يحسّن الصحة بشكل ملحوظ.
• وضع تحليلات لكل ما يمكن أن يعوّق المرضى من تحقيق تلك الأهداف. مثلا، هل يأكلون أطعمة مهدئة ذات سعرات حرارية عالية لعلاج الاكتئاب؟ هل يقضون كثيراً من الوقت في وظائف تعتمد على الجلوس وراء مكتب؟
• اللجوء إلى طرق مناسبة لمساعدة الناس على دمج النشاط البدني ضمن برنامج حياتهم اليومي.
• فرض المراقبة الذاتية، مثل تخصيص دفتر يوميات للغذاء أو استخدام عدّاد الخُطى لمتابعة النشاط.

في العام الماضي، بدأت مؤسسة ميد كير بإبلاغ أطباء الرعاية الأولية؛ للكشف عن السمنة وإسداء المشورة لكبار السن لفقدان الوزن لمدة عام، بما في ذلك عقد اجتماعات أسبوعية خلال الشهر الأول. ولكن الكثير من شركات التأمين لا يقوم بالدفع لجميع التدخلات المقترحة، والبرامج الشاملة ليست متاحة في كل مكان، وذلك وفقاً لما صرح به دكتور سكوت كاهان لدى جامعة جورج واشنطن، لتحالف وقف السمنة STOP Obesity Alliance . ويدير كاهان عيادة تقدم تقييماً طبياً ونفسياً وغذائياً قبل وضع الخطة المناسبة. وقد يقدم أطباء الرعاية الأولية في برامج أخرى بعض النصائح وإرسال مرضاهم إلي إخصائيي تغذية أو متخصصين آخرين لتقديم مزيد من المساعدة.
ويقول كاهان، الذي يدرس طلاب المدارس الطبية لتحفيز المرضى، بحزن، إن ثمة مشكلة أخرى ألا وهي أن ''الأطباء يميلون إلى إبعاد الأشخاص الذين يعانون السمنة، حيث يقولون للمريض''لا تعود إليَّ مجددا وتخبرني بأنك تعاني آلاماً في الظهر أو أنك تشعر بجَزْر حمضي أو ارتفاع في نسبة الكوليسترول حتى تفعل شيئاً حيال ذلك''. ولكن ماذا عن زيادة الوزن؟ فقد صرحت فرقة الخدمات الوقائية بأن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة حول أفضل السبل لمساعدة مرضي السمنة. ولكن في جامعة رينو، في نيفادا، قام دكتور أندي باسترناك بحساب مؤشر كتلة الجسم لكل مريض في عائلة، وخاصة استهداف الذين يعانون زيادة الوزن في الأربعين من عمرهم والأصغر سناً من أجل تقديم نصائح خاصة باللياقة البدنية. ويقول: إذا انتظر هؤلاء الأشخاص حتى يزداد وزنهم أو عمرهم أكثر من ذلك، سيعانون التهاب المفاصل الذي يتفاقم بسبب الكيلو جرامات الزائدة والتي ستكون عائقاً آخر.
ويقول باسترناك إنه نادراً ما يعرف المرضى ماذا يجب أن يكون عليه مؤشر كتلة أجسامهم، ولكن ''يقول الناس مرتين على الأقل يومياً: ماذا يجب أن يكون وزني المثالي؟''.
ويعتقد قائلاً إن فقدان 60 ''باوند'' أمرٌ غير مشجع للغاية. وأضاف: ''ما أحاول حملهم على التركيز عليه هو: ما عدد ساعات العمل التي تقضيها في الخارج؟ ما عدد وجبات الخضار التي تحصل عليها يوميا؟''.

الأكثر قراءة