الأحد, 18 مايو 2025 | 20 ذو القَعْدةِ 1446


الهدية

قال أحدهم زوجتي تقول: أنت هدية السماء لي.
لفتت سمعي كلمة (هدية). وأبحرت معها وبها ولها أبحث عن سبب تخلي الكثير عن استخدامها في هذا الزمن الجاف الخالي من المشاعر الصافية.أتعجب كثيرا من عدم لجوء الناس لها كوصفة ليس لها أضرار جانبية ، بل على العكس فهي تعيد البسمة والفرح وتنمي روح العطاء لدى الناس.
الهدية تعبر عن حبنا للآخرين ورغبتنا في إسعاد الآخرين،وهي وسيلة لتنمية بذرة العطاء داخلنا.
مما لا شك فيه أن الجميع يفرح بالهدية،أيا كان مصدرها،وأيا كان حجمها ونوعها.
لأنها نوع من أنواع التقدير،وعادة نحن نسعد بالتقدير الذي نحظى به من الآخرين، وترتفع روحنا المعنوية .وتزيد لدينا القدرة على التواصل مع الآخرين؛مما يحقق لنا التوازن والسعادة.
الهدية تعتبر مرسول من مراسيل الحب؛كيف لا وقد قال المصطفى عليه الصلاة والسلام:(تهادوا تحابوا).
وهي بلا شك تدخل ضمن حسن الخلق وضمن محبة الخير للناس ومحبة الناس أيضا،ويتداعى إلى ذهننا أيضا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه).
والربط بين الحب والهدية واضح للعيان.
هذه الأقوال تثبت لنا أن الهدية ليست خاصة بالعشاق فالرسول صلى الله عليه وسلم قبل الهدية،وأهدى لمختلف البشرمختلف الهدايا.
اجتماعيا وأسريا وتربويا نجد أن موضوع الهدية مهمل كثيرا لدينا.
لا يحرص الكثيرون على الهدية ويغفلون عن دورها في إيصال كثير من المشاعر،واختصار كثير من الكلمات.ورغم أن التربويين أوضحوا بأن دور الهدية مؤثر في ارسال كثير من المعاني لدى أبنائنا وبناتنا.
كما أنه يجب علينا أن نجعل من حولنا يستشعرون قيمة الهدايا التي منحت لهم من خالقهم من نعم عديدة،لا يشعر بها إلا من فقدها.
وأفرح كثيرا لتطور مفهوم الهدية لدى بعض المثقفين،حيث علمت بأن بعضهم يقدم لأبنائه ولمن حوله هدايا تزيد من الرصيد المعرفي والثقافي والفكري لهم .مثل كتاب أو شريط أو أن يقوم بدفع قيمة رسوم دورة تدريبية في تطوير الذات، أو يسجلهم في أحد المعاهد التي تعلم اللغات والحاسب الآلي .
شخصياً أعتبر بأن المعاملة الحسنة و اللطيفة , هي أكبر هدية يقدمها لي الأخرون , وأحب دوما أن أكون على درجه عالية من الذوق في تعاملي مع الأشخاص والأحداث و الأماكن .
و استشعر دوماً بأنني أملك رصيداً ضخماً من الهدايا أولها أبي – رحمه الله -
فلو استشعر الجميع الهدايا التي حملها لهم الزمن لما أوفوا الله شكراً , ولحافظوا عليها و اعتنوا بها كثيرا .
و أخيراً , اعتبروا هذا المقال هديه مني لكم .

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي