شركات الحاسوب الشخصي تواجه معركة صعبة لإعادة تنشيط المبيعات

شركات الحاسوب الشخصي تواجه معركة صعبة لإعادة تنشيط المبيعات

تعلق شركات تصنيع أجهزة الحاسوب الشخصي التي تراجع الطلب عليها من قبل المستهلكين أخيرا بسبب انجذابهم لأجهزة الحاسوب اللوحي والهواتف الذكية آمالها في التغيير في الفرص في شهر تشرين الأول (أكتوبر) وذلك بإطلاقها نظام التشغيل ويندوز8 الذي تم الإعلان عنه الأسبوع الماضي.
هذا وحذر المسؤولون عن الصناعة والمحللون من أن تباطؤ الاقتصاد العالمي يمكنه أن يحطم مثل هذه الآمال وعلى عكس فترات الركود الاقتصادي السابقة كتلك التي حدثت بعد الأزمة المالية عام 2008 فإن طلب المستهلكين للأجهزة الإلكترونية الجديدة يبدو مرتبطا بحالة الاقتصاد الأوسع نطاقا.
وانخفضت شحنات أجهزة الحاسوب الشخصي على مستوى العالم إلى 87.5 مليون وحدة في الربع الثاني وجاء ذلك وفقا للأرقام الأولية التي أصدرتها شركة جارتنر للأبحاث الأسبوع الماضي حيث مثل انخفاضا بنسبة 0.1 في المائة عن العام السابق كساد تقريبي وصل إلى نمو أحادي القيمة، وذلك في الربع السابع على التوالي.
وتوقعت شركة إيسر سابقا وهي ثالث أكبر بائع على مستوى العالم لشحنات أجهزة الحاسوب الشخصي تحقيق 10 في المائة معدل نمو سنوي في عدد الأجهزة التي تقوم بشحنها.
وتراجع هذا المعدل الآن ليصل إلى صفر مسجلاً 5 في المائة من النمو وذلك وفقا لمصدر في الشركة.
وتقول المحللة في شركة غارتنر ميكاكو كيتاجاوا: "تعد حالة التشكك في الاقتصاد وانخفاض اهتمامات المستهلك في شراء الحاسوب الشخصي من بعض التأثيرات الرئيسة وراء ذلك".
وشهدت مواسم مبيعات الأعياد الرئيسة في النصف الثاني منافسة بين شركات تصنيع الحاسوب الشخصي مثل "اتش بيط، و"ديل"، و"لينوفو"و"مايكروسوفت" و"جوجل" بإطلاق كل منهم أخيرا أجهزة الحاسوب اللوحي الخاصة بهم ومن المتوقع أيضا أن تزيح شركة أبل الستار عن جهاز "آي فون 5" في شهر تشرين الثاني (أكتوبر).
المقبل ويقول كيرك يانج رئيس بحوث الأجهزة التكنولوجية في مصرف باركليز في اليابان وآسيا أن قدرة شركات تصنيع الحاسوب الشخصي في إثارة حماس المستهلكين سيكون مفتاح نجاحها في وقت يضر فيه انخفاض ميزانيات الشركات والحكومة بمبيعات أجهزة الحاسوب.
ويضيف يانج قائلا: "إن المستهلكين غير مضطرين إلى الشراء وذلك لتأكدي من أن أجهزة الحاسوب والهواتف المحمولة الخاصة بهم ما زالت تعمل حتى اليوم ولكنهم يسارعون لشراء هاتف آي فون 5 وهاتف سامسونج جالاكسي، لأنه شيء مثير بالنسبة لهم".
ويبدو حتى الآن أن سلسلة التوريد لا تراهن على حدوث ذلك فحتى الربع الثالث توقعت الشركات التايوانية التي تصنع أكثر من 90 في المائة من أجهزة الحاسوب المحمول في العالم تحقق نسبة 7 في المائة نمو وحدة في الربع النهائي وهو أقل من المعدل التاريخي بنسبة 21 في المائة.
ويتوقع خبراء الاقتصاد في "إتش إس بي سي" أن الإنتاج الإلكتروني الآسيوي الإجمالي سينمو فقط بنسبة 1.5 في المائة في شهر آب (أغسطس) ليأتي ذلك أقل من معدل النمو على مدار ثلاث سنوات بقيمة 3.7 في المائة.
وما زالت العلامات التجارية لأجهزة الحاسوب الشخصي الآسيوية أفضل من نظيراتها في الولايات المتحدة، هذا وفقدت "إتش بي" نقطتين مئويتين من حصة السوق العالمية العام الماضي بانخفاض وصلت نسبته إلى 14.9 في المائة في الربع الثاني بينما حصلت شركة لينوفو الصينية على نقطتين لتصبح في المرتبة الثانية بنسبة 14.7 في المائة.
وتراجعت "ديل" إلى المركز الرابع حيث تجاوزتها "إيسر" التايوانية بينما احتلت "آسوس" التايوانية أيضا المرتبة الخامسة بما يقرب من نسبة نمو 4 في المائة من حصة السوق.
وفقا للسيدة كيتاجاوا فإنه قد تمت إعادة هيكلة "إتش بي" وذلك بعد تحول في خطتها المرتبطة بأعمالها في مجال الحاسوب الشخصي بينما تركز "ديل" بصورة أكبر على البرامج والخدمات ولكن يأتي كلاهما ردا على المشكلات طويلة المدى ومنخفضة الأثر والتحول شرقا في اتجاه قطاع الحاسوب الشخصي.
وأخبرت "فاينانشيال تايمز" قائلة: "إنه من الصعب جدا على شركة إتش بي وشركة ديل أن تتنافس مع الشركات الآسيوية الآن ويمكن لشركة لينوفو أن تتكيف مع وجود مبالغ أقل بكثير عن شركة إتش بي وشركة ديل".
مع ذلك، تحتاج السوق بأكملها إلى محفزات للنمو ويمكن للأنباء التي أعلنتها شركة مايكروسوفت أن الأجهزة الشخصية بنظام تشغيل ويندوز 8 ستكون قادرة على استمرار عملية البيع في تشرين الأول (أكتوبر) من شأنه تقديم دفعة قوية في الربع الرابع على الرغم من أن بعض المحللين ما زالوا متشائمين.
ويقول رئيس تايوان للأوراق المالية في مصرف يو بي إس، ويليام دونج: "إن الناس ليسوا على استعداد لدخول نصف ثان قوي". وأضاف: "توجد فرصة فقط، وذلك إذا بدأنا التطلع للتوقعات المستقبلية لعام 2012 حيث يوجد كثير منها وتحفظات بشأن ذلك".
وتشير السيدة لاي إلى أن بيانات المبيعات الخاصة بعمليات الإطلاق السابقة من نسخ الويندوز لا تظهر أي دليل على تأجيل المستثمرين مشترياتهم حتى بعد الإطلاق.
وتشير كريستين وانغ محللة في شركة دايو أنه قد تم تصميم ويندوز8 في الغالب للأجهزة اللوحية وربما يكون لذلك تأثير محدود في الخط الاحتياطي من مبيعات أجهزة الحاسوب المحمول.
هذا وتتنافس معظم شركات صناعة أجهزة الحاسوب الشخصي في سوق الأجهزة اللوحية فنجد "أسوس" المصنعة لجهاز نيكسوس7 الجهاز اللوحي الأول لـ"جوجل" الذي سيعرض للبيع هذا الشهر، إضافة إلى الألترا بوكس وهي أجهزة حاسوب محمول تتميز بنحافة الحجم وخفة الوزن وتتوافر لها حملة تسويق ضخمة من قبل شركة أنتل.
ويرى المحللون أن ثمن أجهزة الألترا بوكس ما زال مرتفعا جدا وهو ما يبلغ نحو 800 دولار لتصبح من اهتمام المستهلك بمقدار كبير، وقد ظهر حتى الآن عدد قليل فقط من نماذج هذه الفئة الهجين الجديدة يمكنها أن تجمع بين جهاز الحاسوب المحمول وجهاز الحاسوب اللوحي.
ويعاني أيضا الموردون لشركات تصنيع أجهزة الحاسوب الشخصي، حيث حذرت شركة إيه إم دي، المصنعة لدائرة الحاسوب من أن عائدات الربع الثاني ستنخفض نحو11 في المائة عن الربع الأول وذلك بعد توقع ارتفاع بنسبة 3 في المائة في وقت سابق.
وتلقي الشركة باللوم على ضعف المبيعات في الربع الأخير في كل من الصين وأوروبا إلى جانب ضعف شراء المستهلكين مستلزمات الأجهزة الخاصة بشركات التصنيع. وتبقى بذلك شركة أبل النقطة الإيجابية الوحيدة في الساحة التكنولوجية المتغيرة.
ويشير روبرت لياه، محلل متخصص في أشباه الموصلات في شركة جيفريز بأن طلبات الرقائق لتجميع منتجات "أبل" هي النقطة المضيئة على نحو مختلف من النصف الثاني الضعيف في القطاع.
وعلق أحد المحللين في العاصمة التايوانية تايبيه أن "مع شركة أبل هناك المزيد من الثقة في المبيعات. أما بالنسبة لمبيعات أجهزة الحاسوب الشخصي، فلا أحد يعرف حيث إنه سؤال كبير".

الأكثر قراءة