مشي المراهقين إلى المدرسة على الأقدام أو بالدراجة الهوائية يقلل خطر السمنة
أكدت دراسة حديثة أن الصبية المراهقين الذين يلعبون في اثنين من الفرق الرياضية ويمشون مسافات طويلة أو يركبون دراجة هوائية إلى المدرسة، هم أقل عرضة لزيادة الوزن أو السمنة.
ووجد الباحثون أن أكثر من 1700 من المراهقين، خاصة الذين يلعبون في فرق رياضية على الأقل خلال السنة، كان 22 في المائة منهم أقل عرضة لزيادة الوزن أو السمنة من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك. أما الذين يسيرون إلى المدرسة مشيا على الأقدام أو بركوب الدراجة الهوائية إلى المدرسة أربع أو خمس مرات أسبوعيا 33 في المائة منهم أقل عرضة لمشكلات في الوزن.
مع كل هذه النتائج، لا يمكن أن نبرهن على أن تلك الأنشطة الرياضية تحول دون حدوث مشكلات في الوزن، ولكن يمكن القول إن لها علاقة قد تفسر الحالة المذكورة.
وقال الدكتور وليام ستراتبوكر وهو طبيب أطفال في مركز ديفوس هيلين في مستشفى للأطفال متخصص في قياس الأوزان في منطقة غراند رابيدز، التي تقع في ولاية ميشيغان الأمريكية في حديث له مع وكالة رويترز: إن هذا الوضع لا يشكل محل استغراب مفاجئ لمعظم الناس. مشيرا إلى أنه يعتقد أن كثيرا من المتضررين يشعر بهذه النتيجة إذا كان أطفالهم بالفعل يشاركون أو ينتمون إلى فرق رياضية، وبالتالي يلاحظ أنهم أقل عرضة للسمنة.
ويقول الباحثون إنه طبقا لنتائج هذه الدراسة الجديدة، فقد ذكرت دراسات سابقة على الأنشطة الرياضية المختلفة، بما في ذلك المشي، والبرامج والأنشطة التي لها علاقة بالترفيه وممارسة الرياضة أن نتائج متضاربة بشأن ما إذا كان فعلا لهذه الأنشطة أثر حقيقي في خفض السمنة.
وعلى الصعيد نفسه أجرى باحثون دراسة من خلال معلومات استقوها من الطلاب وأولياء الأمور من مدارس نيوهامبشير وفيرمونت الثانوية وذلك على مدى سبع سنوات بدءا من عام 2002. تمت عبر استطلاعات للرأي قدمت معلوماتها عبر الهاتف وأكدت في مواقف مختلفة أن الطلاب الذين لا يمارسون أي نوع من الأنشطة الرياضية عرضة لخطر الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن.
واستخدم الباحثون هذه المعلومات التي تم تسجيلها مرة واحدة من خلال حديث مع نحو 1718 طالبا مراهقا، فقد تم اكتشاف أن 29 في المائة من هؤلاء المراهقين يعانون زيادة في الوزن أو السمنة.
الباحثون الذين نشرت دراستهم في دورية طب الأطفال الإثنين الماضي، نظروا في الأنشطة التي يبدو أن لها علاقة بالتقليل من أخطار الوزن. أن نحو ثلاثة من كل أربعة مراهقين لعبوا في فرق رياضية كان أثر خطر السمنة فيهم ضعيفا، كما وجد الباحثون أن أولئك الذين لعبوا مع فريقين على الأقل من الذين مارسوا الرياضة خلال السنة كانوا عرضة للسمنة.
وأن 492 من المراهقين الذي لم يلعبوا في فريق رياضي، كان نحو 40 في المائة منهم يعانون زيادة في الوزن أو السمنة. وتمت مقارنة ذلك مع 927 لعبوا مع فريقين رياضيين ووجد أن نحو 22 في المائة منهم لعبوا على الأقل مع فريقين رياضيين.
وقال كيث دريك، مؤلف الدراسة الذي يعمل من مركز هود في كلية طب في دارتموث للأطفال والأسرة في لبنان: إن المراهق الذي لعب مع فرق رياضية متعددة أفضل من الذي لعب مع فريق واحد، موضحا أن هؤلاء المراهقين ظلوا - على الأرجح - أكثر نشاطا على مدار العام كله.
وقال دريك إنه على الرغم من أن هذه الطريقة الرياضية لا تعطي الأطفال وضعا متسقا ومنهجيا، إلا أن المشاركة في نشاط رياضي معتدل تحقق نتائج وأهدافا إيجابية قوية.
وأضاف: مع ذلك، مجرد ممارسة رياضة واحدة تعد مفيدة وجيدة للأطفال أيضا. أما عن المشي أو ركوب الدراجات إلى المدرسة، وجدت دريك وزملاؤها أن الذين يستغلون وسائل مواصلات أكثر من ثلاثة أيام في الأسبوع إلى المدرسة كانوا عرضة للسمنة، حيث إنه في هذه الأثناء، لم يتم ربط الأنشطة البدنية اللا منهجية والترفيهية بقضية الوزن.
يشار إلى أن الدراسة لم تكن لها بعض القيود أو تحديد سقف معين، بما في ذلك المعلومات التي تم الإبلاغ عنها من قبل الطلاب وأولياء الأمور، ما قد تتعرض للحصول على معلومات خاطئة، ولكن عموما، قال ستراتبوكر إن هذه الدراسة تبين أن من المهم للآباء والأمهات تشجيع أطفالهم على البقاء بشيء من الاعتدال في ممارسات الأنشطة الرياضية بقوة على مدار السنة. وحذر الباحثون من أن مجرد ممارسة المراهقين الرياضة لا يعني أن هذه أنشطة كفيلة بمنع السمنة أو منع زيادة الوزن. وأضافوا أنه يجب إتاحة الفرصة للصبية المراهقين لممارسة الرياضة إذا كانوا يرغبون في ذلك.
ونبه فريق الباحثين في نهاية الدراسة إلى ضرورة دعم الجهود الرامية إلى تشجيع المراهقين على المشاركة في الأنشطة الرياضية من أجل محاربة ظاهرة السمنة وأن الدراسة التي أجراها الفريق تأتي بهدف زيادة الاهتمام بتشجيع المراهقين على ممارسة الأنشطة الرياضية.