المراهقات أكثر عرضة للاكتئاب من المراهقين

المراهقات أكثر عرضة للاكتئاب من المراهقين

خلال السنة الماضية ارتفعت نسبة الفتيات اللواتي تقع أعمارهن بين 12 سنة و15 سنة، واللواتي تعرضن لنوبات اكتئاب كبيرة، ثلاث مرات من 5.1 في المائة إلى 15.2 في المائة، وفقاً لتقرير أعدته إدارة الخدمات الصحية العقلية وسوء استخدام الأدوية في وزارة الصحة البريطانية.
وقد استند التقرير إلى بيانات مشتركة حصلت عليها الإدارة خلال الفترة من 2008 إلى 2010 تحت بند "الاستبيان الوطني حول استخدام الأدوية والصحة". وكشف التقرير أنه في كل عام تعاني في المتوسط 1.4 مليون فتاة مراهقة، في الأعمار التي تقع بين 12 سنة حتى 17 سنة، من نوبات اكتئاب كبيرة، وهو ما يعتبر أعلى بنسبة 3 مرات (أي 12 في المائة) من مخاطر التعرض لنوبات الاكتئاب (بنسبة 4 في المائة) لدى الشباب المراهقين. يشار إلى أن التقرير الذي تعده إدارة الخدمات الصحية العقلية هو دراسة علمية تجري سنوياً على مستوى الولايات المتحدة وتشتمل على نحو 67500 شخص فوق سن الثانية عشرة.
وفقاً للمعايير المدرجة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-IV) فإن الجمعية الأمريكية للأمراض النفسية تعرف حالة الاكتئاب الكبير بأنه وضع يعاني فيه الشخص مزاجا مكتئبا أو فقدان الاهتمام والمتعة لمدة أسبوعين أو أكثر، إضافة إلى المعاناة من 4 أعراض أخرى على الأقل، وهي أعراض تشير إلى وجود تغير في السلوك الوظيفي، بما في ذلك مشكلات النوم والأكل والتركيز والطاقة وصورة الشخص ونظرته إلى نفسه.
تقول باميلا س. هايد، مديرة إدارة الخدمات الصحية العقلية وسوء استخدام الأدوية: "من المهم تماماً أن نعطي المراهقات مهارات التكيف والمساندة الاجتماعية التي تحتاجها كل مراهقة، واللازمة لتجنب الوقوع في الاكتئاب، وتوفير خدمات صحية سلوكية تعزز الصلابة والتعافي في حالة وقوع الفتاة في الاكتئاب. وهذه الجهود هي استثمار سليم في صحة الفتيات وسلامة وعافية ومستقبل الأمة بصورة عامة".
يشار إلى أن إدارة الخدمات الصحية العقلية تعطي عدداً من البرامج الناجحة المخصصة بصورة فعالة لتعزيز تعافي المراهقات اللواتي يقعن ضحية لحالات الاكتئاب. ومن هذه البرامج هناك مبادرة الصحة العقلية للأطفال، التي تعطي لكل شخص على اتصال منتظم بالصغار، بما في ذلك الآباء وأفراد العائلة والمدرسين والمدربين والأصدقاء وما إلى ذلك، تعطيهم خدمات شاملة ومنسقة ورعاية عبر جميع الأنظمة. وقد نجح البرنامج في إحداث تخفيض لا يستهان به في معدلات الاكتئاب بين اليافعين، ومساعدتهم على أن يحيوا حياة تامة ومنتجة. ومن النتائج المهمة الأخرى التي توصل إليها التقرير أن الفتيات المراهقات الأكبر سناً من اللواتي يتعرضن لحالات اكتئاب كبيرة يغلب عليهن تلقي مقادير من المعالجة تفوق ما تحصل عليه المراهقات الأصغر سناً، حيث إن نحو ثلثي الفتيات اللواتي تقع أعمارهن بين 15 سنة و17 سنة يتلقين العلاج، في حين أن نحو ثلث الفتيات اللواتي تقع أعمارهن بين 12 سنة و14 سنة فقط يخضعن للعلاج.

الأكثر قراءة